اعتقلت القوات الإسرائيلية، الجمعة 14 مايو/أيار 2021، عشرات الفلسطينيين، فيما أصيب آخرون، في المدن والبلدات العربية بالداخل، وذلك على خلفية المواجهات المتصاعدة مع قوات الاحتلال.
حيث أعلن مركز حقوقي غير حكومي في إسرائيل اعتقال 90 فلسطينياً خلال اليومين الماضيين، على يد قوات الاحتلال بعدة بلدات داخل الخط الأخضر.
جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى به حسان جبارين، مدير المركز القانوني لحقوق الأقلية العربية بإسرائيل "عدالة" (غير حكومي، مقره مدينة حيفا).
فقد قال جبارين: "اعتقلت الشرطة الإسرائيلية، خلال يومين، 90 فلسطينياً في عدة بلدات داخل إسرائيل"، لافتاً إلى أنه تم اعتقال "48 فلسطينياً في حيفا، و19 في وادي عارة، و12 في سخنين وعرابة، إضافة إلى 11 فلسطينياً في مناطق مختلفة".
جبارين أوضح أن "السلطات الإسرائيلية أفرجت عن عدد كبير منهم (لم يحدده) بتدابير احترازية، أبرزها الحبس المنزلي لفترات متفاوتة".
فيما أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية بأن القوات الإسرائيلية "اعتقلت يوم الجمعة 30 شاباً على الأقل في بلدة كفر كنا بمنطقة الجليل (شمال)".
في هذا الصدد، أشار شهود عيان من البلدة إلى أن القوات الإسرائيلية "أطلقت الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز والصوت تجاه الشبان، ما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات"، دون تحديد عددها أو طبيعتها.
مواجهة الاحتلال من الداخل
إلا أن الشبان الفلسطينيين قاموا بإمطار العديد من مركبات جيش الاحتلال بالحجارة في كفر قرع بالداخل المحتل.
وأطلق شبان غاضبون مفرقعات نارية تجاه شرطة الاحتلال خلال المواجهات التي اندلعت في منطقة عين ماهل بالجليل (شمال).
أيضاً جرت مواجهات متفرقة بين الشبان الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في مدينة أم الفحم العربية (شمال).
في وقت سابق من الجمعة، اعتقلت القوات الإسرائيلية نائب رئيس الحركة الإسلامية في إسرائيل الشيخ كمال خطيب، بعد الاعتداء عليه ومحاصرة منزله ببلدة كفر كنا.
كما اعتقلت القوات الإسرائيلية عدداً من الشبان في مناطق أم الفحم وعين ماهل وباقة الغربية والشيخ دنون (شمال)، خلال تلك المواجهات بين متظاهرين وعناصر الشرطة.
كان من بين المعتقلين صحفي في مدينة حيفا (شمال)، بحسب موقع "عرب 48" (خاص)، المتخصص في شؤون فلسطينيي الداخل.
مفاجأة غير متوقعة
تجدر الإشارة إلى أن بلدات ومدناً عربية عديدة داخل إسرائيل تشهد مظاهرات لمئات الفلسطينيين، دعماً للقدس والمسجد الأقصى واحتجاجاً على الاعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة خلال الأيام الماضية.
هذه التحركات الداخلية مثّلت مفاجأة غير متوقعة لإسرائيل، وساهمت في تشتيت جهودها وتحركاتها العدوانية، حسب مراقبين.
الجيش الإسرائيلي يدعم الشرطة
كان وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، قد استدعى، الخميس، 10 سرايا احتياط إضافية من شرطة حرس الحدود؛ لنشرها داخل المدن الإسرائيلية.
حيث قالت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية)، إن "غانتس وقّع أمراً بتجنيد عشر سرايا إضافية من حرس الحدود (لم تحدد تعدادها)، في خدمة الاحتياط؛ لتعزيز قوات الشرطة بأنحاء البلاد"، منوهة إلى أنهم في حالة طوارئ.
جاء القرار بعد ليلة من صدامات عنيفة في مدن عديدة بين إسرائيليين والشرطة من جهة وعرب الداخل (الخط الأخضر) من جهة أخرى.
مواجهات متصاعدة
يُذكر أنه عقب صلاة الجمعة، اندلعت مواجهات بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي، في أكثر من 24 نقطة بالضفة الغربية، إثر فض مسيرات منددة بالممارسات الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة، والجرائم بقطاع غزة.
فيما استشهد 10 فلسطينيين بالضفة الغربية منذ يوم الإثنين الماضي، وأصيب المئات بجراح، في مواجهات متفرقة مع الجيش الإسرائيلي.
كانت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية كافة قد تفجرت إثر اعتداءات "وحشية" ترتكبها الشرطة ومستوطنون إسرائيليون، منذ 13 أبريل/نيسان الماضي، في القدس، خاصةً منطقة "باب العامود" والمسجد الأقصى ومحيطه، وحي الشيخ جراح؛ حيث تريد إسرائيل إخلاء 12 منزلاً من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.
يشار إلى أنه منذ الإثنين 10 مايو/أيار الجاري، استشهد 126 فلسطينياً، بينهم 31 طفلاً و20 سيدة، وأصيب أكثر من 900 بجروح، من جرّاء غارات إسرائيلية "وحشية" متواصلة على غزة، فيما سقط 5 شهداء ومئات الجرحى في مواجهات بالضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة، وفق مصادر فلسطينية رسمية.
بينما قُتل 7 إسرائيليين في قصف صاروخي شنته فصائل من قطاع غزة.