أعربت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا، الأربعاء 12 مايو/أيار 2021، عن قلقها إزاء تصاعد العنف في قطاع غزة، والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، محذرة من وقوع "جرائم محتملة" في وقت دعا فيه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إسرائيل والفلسطينيين إلى ضبط النفس.
بوريس جونسون كتب في تغريدة "تشعر المملكة المتحدة بقلق بالغ إزاء تصاعد العنف وسقوط ضحايا مدنيين، ونريد أن نرى وقفاً عاجلاً لتصعيد التوتر".
أما بنسودا فقالت في تغريدة لها: "ألاحظ بقلق بالغ تصاعد العنف في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وكذلك في غزة ومحيطها، وثمة احتمال ارتكاب جرائم بموجب نظام روما الأساسي (المعاهدة المؤسسة للمحكمة الجنائية الدولية)" وأضافت: "نجدد دعوة المجتمع الدولي إلى الهدوء، وضبط النفس، ووقف العنف".
تحقيقات الجنائية الدولية
يشار إلى أن المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا أصدرت في وقت سابق بياناً تعلن فيه فتح تحقيق رسمي في جرائم مفترضة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بناء على فتوى الدائرة التمهيدية الأولى للمحكمة قبل شهر، بأن الاختصاص القضائي للمحكمة يشمل فلسطين كونها عضواً في المحكمة، رغم أنها ليست دولة مستقلة.
وذكرت بنسودا أن "هناك أساساً معقولاً" لأن تكون الأراضي الفلسطينية قد شهدت جرائم حرب من الأطراف التي شاركت في حرب غزة عام 2014، أي الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية المسلحة وعلى رأسها حركة حماس. وأدانت إسرائيل قرار المحكمة واعتبرته "سياسياً"، فيما رحبت به حركة حماس والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.
فيما كشف موقع Axios الإخباري الأمريكي، عن خطة تعدُّها السلطات الإسرائيلية للضغط على المحكمة الجنائية الدولية، إذ قال مسؤلان إنَّ إسرائيل تعتزم مطالبة عشرات من الحلفاء بنقل "رسالة سرية" إلى فاتو بنسودا، المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية، وحثها على عدم المضي قدماً في التحقيق ضد إسرائيل.
توترات متصاعدة
وتشهد مدينة القدس منذ بداية شهر رمضان، في 13 أبريل/نيسان الماضي، اعتداءات تقوم بها القوات الإسرائيلية والمستوطنون في منطقة "باب العامود" وحي "الشيخ جراح" والمسجد الأقصى ومحيطه.
ومن أهم الانتهاكات التي تسببت في الاحتقان الحالي صدور قرارات قضائية إسرائيلية بإخلاء 12 منزلاً فلسطينياً في حي "الشيخ جراح"، أحد أحياء القدس الشرقية، من قاطنيها، وتسليمها ليهود.
والإثنين انتقل التوتر إلى قطاع غزة، وتدهورت الأمور بشكل كبير غير مسبوق، عقب لجوء إسرائيل لسياسة تدمير أبراج سكنية بغزة، وردت حركة "حماس" بإطلاق عشرات الصواريخ نحو وسط إسرائيل، وأسفرت الأحداث عن استشهاد 43 فلسطينياً، و3 آخرين في الضفة، حتى صباح الأربعاء.
وكانت المحكمة الجنائية الدولية (مقرها لاهاي- هولندا) قد أعلنت في 3 مارس/آذار الماضي، فتح تحقيق رسمي بجرائم حرب محتملة في الأراضي الفلسطينية، وهو ما رحّبت به السلطة الفلسطينية فيما انتقدته إسرائيل بشدة، وعارضته الولايات المتحدة.