أمر النائب العام المصري، الثلاثاء 11 مايو/أيار 2021، بالإفراج عن مجموعة من الشبان المتهمين في قضية اغتصاب جماعي لامرأة في فندق فخم بالقاهرة عام 2014 بعد اتهامات عبر الإنترنت العام الماضي، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
قضية الاعتداء المفترض الذي وقع في فندق فيرمونت المصنف خمس نجوم في القاهرة، تطال مجموعة من الشبان من عائلات ثرية، قيل إنهم خدّروا واغتصبوا شابة، حسب شهادات وردت على حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، وحقق فيها الادعاء.
"الأدلة غير كافية"
قال النائب العام، في بيان ليل الثلاثاء-الأربعاء، إن الأدلة "غير كافية لتقديمهم إلى المحاكمة الجنائية"، موضحاً أنه "أمر بإخلاء سبيل المحبوسين احتياطياً منهم".
أضاف البيان أن النيابة العامة "حرصت منذ بدء التحقيقات على اتخاذ إجراءاتها قبَلَ المتهمين، فأدرجتهم بقوائم الممنوعين من السفر (…) وأصدرت أوامر بإلقاء القبض الدولي على المتهمين الذين غادروا البلاد على إثر المتداول بمواقع التواصل الاجتماعي وقَبْل مباشرة التحقيقات، فأُلقي القبض على ثلاثة منهم بدولة لبنان وآخرَ داخلَ البلاد".
كما قال النائب العام إنه أجرى مقابلة مع ضحية اغتصاب جماعي وشاهد كان في جناح الفندق و39 شاهداً آخرين شاهدوا مقطع الفيديو الذي تم تداوله ويظهر عملية الاغتصاب المفترضة.
أضاف المدعي العام أنه استجوب أيضاً الشرطة التي تحقق في وقائع اغتصاب جماعي وخبراء الطب الشرعي.
فيما أشار المصدر نفسه إلى أن "أقوال الشهود تضاربت بين دسِّ مخدِّرٍ للمجني عليها خلال الحادث أو تعاطيها إياه بإرادتها، وبلغ التضارب مبلغه أن تباينت الروايات ما بين رضاء المجني عليها بمواقعة بعض المتهمين أو عدم رضائها، فضلاً عن تناقض أقوال الشهود فيما بينهم بشأن تفصيلات جوهرية مؤثرة في الواقعة".
قصص اغتصاب جماعي
اكتسبت حركة "أنا أيضاً" (#مي تو) زخماً منذ العام الماضي في مصر، حيث أبلغت العديد من النساء عن سلوك جنسي مسيء. وتشير تحقيقات أجرتها الأمم المتحدة إلى أن معظم النساء في هذا البلد المحافظ كن ضحايا للعنف الجنسي بدءاً من التحرش في الشوارع إلى اللمس والاغتصاب.
وكالة الأنباء الفرنسية قالت، في وقت سابق، إن حساب "شرطة الاعتداء" على تطبيق "إنستغرام" الذي له أكثر من 170 ألف متابع سلط الضوء على قضية اغتصاب جماعي، لكنه سرعان ما اضطر إلى الإغلاق بشكل مفاجئ بعد أن تلقى محرّكوه تهديدات عدة بالقتل، وفق ما قال مصدر قريب من الناشر.
بحسب مصدر مقرب من المرأة التي تعرضت لهذا الاعتداء المفترض، تم تأكيد تفاصيل حول الاغتصاب نشرت على بعض هذه الحسابات. أما المرأة الضحية فلم ترغب في التعليق علناً على الموضوع خشية ردود فعل عكسية. فيما نُشر عدد كبير من التغريدات تصدرت موقع "تويتر" تحمل وسم جريمة_الفيرمونت.
كان ذلك بعدما انطلقت حملة #أنا_أيضا بعد نشر شابات مصريات شهادات حول اعتداءات جنسية، ما أدى إلى سخط شعبي قاد إلى توقيف أحمد بسام زكي (22 عاماً)، الطالب السابق في الجامعة الأمريكية في القاهرة، والمنتمي إلى عائلة ثرية.
إذ ألقت الشرطة القبض في 4 يوليو/تموز 2020 على زكي الذي اعترف، بحسب النيابة العامة، بالاعتداء على ست فتيات على الأقل، بينهن فتاة دون الـ18 عاماً، وابتزاز الضحايا.