بعد 4 أيام من الأنشطة الاستخباراتية والميدانية المكثفة والمتواصلة، أعلنت إسرائيل في وقت مبكر من صباح الخميس 6 مايو/أيار 2021، اعتقال فلسطيني قرب مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، متهمة إياه بتنفيذ عملية إطلاق النار التي وقعت الأحد الماضي قرب حاجز عسكري شمال الضفة الغربية.
هذا الهجوم جاء في وقت تشهد فيه الأراضي الفلسطينية توترات عديدة، محورها القدس، وحي الشيخ جراح الذي تسعى إسرائيل للسيطرة عليه، كما جاء بعد فترة من الهدوء التي غابت عنها مثل هذه الهجمات عن الضفة الغربية.
من هو منتصر شلبي منفذ العملية؟
ما أن أعلنت الشرطة الإسرائيلية عن تمكن "الجيش الإسرائيلي من إلقاء القبض على منفذ عملية مفترق تفوح (حاجز زعترة العسكري جنوبي نابلس)، قامت على الفور بنشر اسمه وصورته لحظة القبض عليه.
أشار بيان الشرطة الإسرائيلية إلى أنّ "المنفذ هو منتصر شلبي البالغ 44 عاماً، من سكان قرية ترمسعيا، بمحافظة رام الله وسط الضفة الغربية، وغير منتمٍ لأي منظمة".
كما نوه البيان بأنّ المعتقل كان يختبئ في قرية سلواد بمحافظة رام الله، مشيراً إلى أنه "تمت إحالته للتحقيق".
وبمجرد إعلان إسرائيل عن إلقاء القبض على منتصر شلبي حتى ضجت وسائل الإعلام الفلسطينية ووسائل التواصل الاجتماعي بصوره ومعلومات شخصية عنه، حيث ذكرت أن شلبي هو رجل أعمال فلسطيني، ويحمل الجنسية الأمريكية.
كما كشفت وسائل الإعلام الفلسطينية أن شلبي هو أب لسبعة أطفال، وليس له خلفية تنظيمية. ويعيش منذ عدة سنوات في الولايات المتحدة الأمريكية، ولا يزال عدد من أبنائه يعيشون في الولايات المتحدة.
هذه البيانات الشخصية لشلبي هي استثنائية، بحسب مصادر أمنية إسرائيلية، "فهي لا تتعلق عادة بمرتكبي مثل هذه الهجمات، حيث عاش شلبي في الولايات المتحدة لعدة سنوات، وهناك أصبح متديناً واقترب من حماس". وبحسب المصادر، "كان شلبي محسوباً على حماس، لكنه تصرف بمفرده دون بنية تنظيمية داعمة".
إشادة بشجاعة شلبي.. وحماس تعتبره أيقونة "للمقاومة"
بعد إعلان اسرائيل اعتقال منتصر شلبي، تفاعل رواد التواصل الاجتماعي مع شلبي، وما قام به، كما وجهت حركة حماس له التحية، واصفة إياه بـ"أيقونة المقاومة الفلسطينية"، بحسب ما نقلته وكالة صفا الفلسطينية.
ما ركز عليه رواد التواصل الاجتماعي هي البيئة الاجتماعية التي كان يعيش بها شلبي، خاصة أنه يتمتع بمستوى جيد من الرفاهية، وحامل للجنسية الأمريكية التي تمكنه من التنقل بحرية في دول العالم.
من جانبها قالت حركة حماس على لسان الناطق باسمها فوزي برهوم، "إن شلبي أحيا الأمل في نفوس وقلوب أبناء شعبنا الفلسطيني من جديد بعد كل هذا الاستهداف المزدوج لأهلنا في الضفة الغربية ورجالات المقاومة الباسلة من قبل العدو الصهيوني وفريق التنسيق الأمني".
وأضاف: "إن التاريخ سيسجل المشهد البطولي والشجاع للبطل منتصر شلبي، ومشاهد جرائم العدو الصهيوني بحق أبناء شعبنا وأهلنا في القدس والشيخ جراح، ومشهد جريمة وعار فريق التنسيق الأمني الذي ساهم بالدرجة الأولى وبامتياز في كشف منفذ عملية زعترة ومكان تواجده واعتقاله".
وختم قائلاُ: "إن عملية زعترة تأكيد أن كل محاولات الاستهداف المزدوج للمقاومة في الضفة الغربية وكي وعي الأجيال وتشويه المقاومين وملاحقتهم، لن يكتب لها النجاح، وإن ثورة الضفة العارمة وانفجارها في وجه الاحتلال الصهيوني ما هي إلا مسألة وقت".
وقبل إعلان إسرائيل نبأ اعتقال شلبي بفترة وجيزة، توفي إسرائيلي، متأثراً بإصابته خلال عملية إطلاق النار المذكورة.