كشف موقع Middle East Eye البريطاني، الأربعاء 5 مايو/أيار 2021، أن وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو يخطط للسفر إلى المملكة العربية السعودية في 11 مايو/أيار 2021، وهي أول زيارة رفيعة المستوى منذ مقتل الصحفي جمال خاشقجي في عام 2018، حسبما قال شخصان مطلعان على القضية للموقع؛ لتكون هذه أول رحلة يقوم بها جاويش أوغلو إلى الرياض منذ أربع سنوات.
موعد الزيارة حُدِّد خلال اتصال هاتفي بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والعاهل السعودي الملك سلمان، مساء الثلاثاء 4 مايو/أيار 2021 حيث ناقش رئيسا البلدين العلاقات الثنائية.
فيما ذكرت شبكة CNN التركية أن أردوغان ناقش قرار السعودية بإغلاق ثماني مدارس حكومية تركية تعمل في المملكة إغلاقاً دائماً، ونقلت شبكة CNN التركية عن مصادر أن "العاهل السعودي لم يقدم أي سبب للإغلاق، لكن أنقرة تعتقد أن القرار له دوافع سياسية".
وأضاف التقرير أن كبير مستشاري أردوغان للسياسة الخارجية، إبراهيم كالين، أجرى بعض الاتصالات رفيعة المستوى مع نظرائه السعوديين في محاولة لإنهاء التوترات التي فرقت بين القوتين الإقليميتين في السنوات الأخيرة.
وحسبما أفادت مصادر لموقع Middle East Eye البريطاني، من المتوقع أن يناقش جاويش أوغلو العلاقات الثنائية خلال الزيارة المرتقبة، إلا أن إغلاق المدارس التركية سيكون القضية الرئيسية.
والأسبوع الماضي، قالت وزارة التعليم التركية إن السلطات السعودية أبلغتها بأنه على المدارس الثماني، التي تضم 2256 تلميذاً، أن تغلق أبوابها في نهاية العام الدراسي الحالي، كما أفادت وزارة التعليم الشهر الماضي بأن هناك 26 مدرسة تركية في السعودية.
العلاقات التركية السعودية
يُشار إلى أن العلاقات التركية السعودية كانت في أدنى مستوياتها منذ مقتل الصحفي جمال خاشقجي، الذي تعتقد وكالة المخابرات المركزية الأمريكية أن قتله كان بأمر من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان نفسه.
قال مسؤولون لموقع Middle East Eye البريطاني الأسبوع الماضي إنه مع أن أنقرة تريد إصلاح العلاقات مع الرياض، فإن تركيا لن تتدخل في محاكمة العملاء السعوديين المتهمين بقتل خاشقجي في قنصلية المملكة بإسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول 2018.
أيدت الشركات السعودية مقاطعة غير رسمية للبضائع التركية، مما أدى إلى انخفاض الصادرات التركية إلى المملكة بأكثر من 90%.
انخفضت الصادرات التركية إلى المملكة العربية السعودية بنسبة 94.4% عن السنة الماضية (201 مليون دولار) إلى 11.25 مليون دولار فقط في أبريل/نيسان، وفقاً لجمعية المصدرين الأتراك (TIM).
وحاولت أنقرة إصلاح العلاقات بين البلدين، إذ اجتمع مسؤولون من البلدين العام الماضي بعد تدخل شخصي من أردوغان، الذي دعا الملك سلمان لإصلاح العلاقات. لكن الجهود المبذولة لتجديد العلاقات حتى الآن باءت بالفشل.
فيما لفت أوغلو إلى أن دخول العلاقات بين السعودية والإمارات وقطر مرحلة جديدة (إثر المصالحة الخليجية)، يمكن أن يسهم في تحسين العلاقات بين أنقرة من جهة والرياض وأبوظبي من جهة أخرى، وذلك في معرض رده على سؤال بهذا الخصوص.
كما أكد عدم وجود أي مشكلة لتركيا مع السعودية على صعيد العلاقات الثنائية، وأن العلاقات كانت على ما يرام قبل حادثة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية المملكة بإسطنبول.