أسفرت ليلة أخرى من التصعيد الذي تشهده الأراضي الفلسطينية منذ أسبوع تقريباً، عن شهيد في نابلس خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي، وكذلك اقتحام عنيف لبيوت المهددين بالإجلاء في حي الشيخ جراح بالقدس، حيث يعتصم شبان وناشطون نصرة لأصحاب البيوت الذين تعتزم سلطات الاحتلال إخراجهم بالقوة من منازلهم، أسفر عن عدد من الإصابات والاعتقالات.
شهيد في نابلس
وقالت جمعية "الهلال الأحمر" الفلسطينية، مساء الأربعاء 5 مايو/أيار 2021، إن الفتى سعيد عودة (16 عاماً)، من قرية أودلا جنوب شرقي نابلس، قد استُشهد برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي، وذلك في مواجهات اندلعت عقب اقتحام قوات الاحتلال.
وأفادت وسائل إعلام محلية، بأن قوات الاحتلال اقتحمت القرية وسط إطلاق الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى اندلاع مواجهات أصيب خلالها شابان، أحدهما بعيار ناري حي في ظهره، والآخر بعيار معدني مغلف بالمطاط.
وأكدت المصادر أن قوات الاحتلال احتجزت جثمان الشهيد، والمصابين قبل أن تسلمهم إلى طواقم "الهلال الأحمر".
وذكرت الطواقم الطبية أنها نقلت شاباً مصاباً برصاص الاحتلال الحي إلى مستشفى رفيديا بنابلس، وقد أصيب في منطقة الظهر، وُوصفت حالته بالمستقرة.
وأفاد شهود عيان بأن المواجهات اندلعت عقب اقتحام قوات الاحتلال البلدة، بحثاً عن منفذي عملية إطلاق النار على حاجز زعترة، جنوبي نابلس، الأحد الماضي، والتي أسفرت عن إصابة 3 مستوطنين.
ويواصل جيش الاحتلال، منذ صباح الأربعاء، إغلاق مداخل أودلا، ويُخضع المركبات لتفتيش دقيق، ما أجبر كثيراً من الأهالي على العبور مشياً على الأقدام لمنازلهم في القرية، وهو ما تعيشه كذلك معظم القرى المجاورة كـ"بيتا" و"عقربا".
اعتداءات على المعتصمين بالشيخ جراح
في الوقت ذاته، اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي على المقدسيين والمعتصمين في محيط المنازل المهددة بالتهجير والإخلاء في حي الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة، وحاولت فض الاعتصام بالقوة.
وأفادت جمعية "الهلال الأحمر" بأن طواقمها تعاملت مع 10 إصابات بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وبالاختناق ومن جراء الضرب.
وأفاد شهود عيان بأن شرطة الاحتلال اعتدت بالضرب على المقدسيين الذين حضروا للاعتصام في المنازل الأربعة المهددة بالاستيلاء عليها لصالح المستوطنين، كما أطلقت تجاههم قنابل الغاز المُسيل للدموع والقنابل الصوتية ورشتهم بالمياه العادمة.
واعتقلت قوات الاحتلال خمسة ناشطين على الأقل، بادعاء "الإخلال بالنظام والاعتداء على عناصر الشرطة"، حسبما جاء في بيان صدر عن شرطة الاحتلال.
وأفاد شهود آخرون بأن قوات الاحتلال اقتحمت منزل عائلة الكرد المهدد بالإخلاء، واعتدت على السكان فيه، كما أطلقت قنبلة غاز مسيل للدموع داخله.
وأضافوا أن جنود الاحتلال رشوا عدداً من المعتصمين بالمياه العادمة، فيما ردد المستوطنون الهتافات العنصرية الداعية إلى الاعتداء على العرب وتفريغ حي الشيخ جراح من سكانه.
وأوضح الشهود أن المعتصمين يوجدون في حي الشيخ جراح بشكل سلمي؛ رفضاً لاستيلاء المستوطنين على منازل فلسطينية في الحي.
ومنذ أيام، يسود التوتر حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، في أعقاب تهديد قوات الاحتلال الإسرائيلية عدداً من العائلات المقدسية بإخلاء منازلها لصالح جمعيات استيطانية.
ومن المتوقع أن تصدر المحكمة الإسرائيلية العليا، الخميس، حكمها النهائي في القضية.
والأحد الماضي، أجّلت المحكمة إصدار قرارها في هذا الشأن، وأمهلت الطرفين أربعة أيام (حتى الخميس المقبل)، للتوصل إلى اتفاق بينهما، قبل أن تصدر قرارها النهائي.
وأثار القرار رفضاً واستنكاراً فلسطينياً رسمياً وفصائلياً وشعبياً واسعاً، وأبدى الأهالي رفضهم للقرار؛ لكونه يعترف بشرعية ادعاءات المستوطنين بامتلاكهم منازل العائلات المقدسية.