قالت صحيفة The Guardian البريطانية، الجمعة 30 أبريل/نيسان 2021، إن هناك مخاوف متزايدة بشأن أعداد الأطفال الوحيدين الذين يخاطرون بحياتهم للوصول إلى أوروبا، وذلك بعد إنقاذ 114 طفلاً من البحر المتوسط في يوم واحد خلال الأسبوع الماضي.
حيث ذكرت وكالات الإغاثة أن هؤلاء الصغار الذين يعبرون البحر دون ذويهم كانوا من بين 125 طفلاً أنقذتهم السلطات قبالة الشواطئ الليبية يوم الثلاثاء 27 أبريل/نيسان الماضي.
هذا الرقم رأته جولييت توما، مسؤولة الاتصالات الإقليمية في منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، ينذر بالخطر، لأنه أكبر عدد أُخرج في يوم واحد بهذا العام، فضلاً عن أنه أحد أعلى الأرقام التي قاموا بتسجيلها بشكل عام.
زيادة معدلات الهجرة غير الشرعية
كما عبّرت توما عن قلقهم بالأخص بشأن الشهور القادمة، لأنه مع ارتفاع درجات الحرارة، وتحسُّن الطقس، سيشهدون زيادة في أعداد الناس ومن بينهم الصغار دون مرافقين، ممن يحاولون الوصول إلى بر الأمان الأوروبي من أجل حياة أفضل، منوهة إلى أن هناك على الأقل 350 شخصاً من بينهم أطفال، بين غارق ومفقود في وسط البحر المتوسط، منذ بداية العام.
كانت منظمة اليونيسف قد لفتت إلى أنه منذ بداية العام الجاري، وصل أكثر من 8.600 مهاجر إلى الموانئ الأوروبية عبر وسط البحر الأبيض المتوسط، واحد من كل خمسة منهم طفل.
كما أوضح صندوق الأمم المتحدة للطفولة أن هناك 51.828 طفلاً مهاجراً في ليبيا و14.572 لاجئاً.
مراكز الاعتقال في ليبيا
من جهتها، حذّرت المنظمات الإنسانية من أن معظم الأطفال الذين أُخرجوا في عملية الإنقاذ الأخيرة سيُرسَلون على الأغلب إلى مراكز الاعتقال المكتظة في ليبيا، مما يدعهم عالقين في دوامة من الانتهاكات، مؤكدةً أن نحو 1100 طفل سيبقون في مراكز الاعتقال، حيث لا تتوافر لهم المياه النظيفة أو أساسيات النظافة العامة أو التعليم، وينتشر العنف والاستغلال.
في هذا الصدد، تشدد توما على أنه لا يجب اعتقال الأطفال وحبسهم مثل المهاجرين، مضيفة: "إننا نتابع الموقف منذ سنوات عديدة، والتقينا أطفالاً أخبرونا بهذه الظروف المروعة"، مناشدةً السلطات الليبية إطلاق سراح كل الأطفال المحتجزين تحت سلطتهم.
تجدر الإشارة إلى أن ليبيا تستضيف 51828 طفلاً مهاجراً، ونحو 14572 طفلاً لاجئاً، وفقاً لأرقام اليونيسف. وعلى الرغم من المخاطر، وجائحة فيروس كورونا، لم تقل أرقام الساعين للوصول إلى أوروبا.
جدير بالذكر أن عام 2020 شهد ارتفاعاً في عدد المهاجرين من ليبيا نحو أوروبا مقارنة بـ2019، لكن مازال أقل مما كان عليه الحال في 2015 و2016، بحسب منظمة الهجرة الدولية.
حيث تتحرك قوافل المهاجرين غير النظاميين القادمين من بلدان الساحل الإفريقي وشرق القارة السمراء، وحتى من بلدان عربية ومغاربية إلى سواحل زليتن والخمس والقراه بوللي وتاجوراء وصرمان وصبراتة ومليتة وزوارة وبوكماش، غربي ليبيا. والكل يحدوه الأمل أن تنقلهم "زوارق الموت" إلى الضفة الأخرى من المتوسط عبر مالطا والجزر الإيطالية.
الموت في عرض البحر المتوسط
الآلاف من هؤلاء قضوا نحبهم غرقاً في البحر، منذ العام 2014، بحسب منظمة الهجرة الدولية، وأعداد كبيرة منهم تمت إعادتهم إلى ليبيا بفضل حرس السواحل.
بدورهم، وصف العاملون في بعثات الإنقاذ بالبحر الأبيض المتوسط، المياه الممتدة قبالة الشواطئ الليبية بأنها تصبح أحياناً مثل المشرحة المفتوحة.
انقلاب زورق
كان 130 مهاجراً قد غرقوا خلال الأسبوع قبل الماضي، بعد انقلاب زورقهم الضعيف في إحدى العواصف، إذ وصل ارتفاع الأمواج بالمنطقة المقابلة لطرابلس لستة أمتار تقريباً.
عقب مرور 5 أيام من تلك الفاجعة، أنقذت إحدى سفن الإنقاذ 236 ناجياً، من بينهم 3 أطفال دون مرافقين من غينيا، قالوا إنهم دفعوا لمهربين ليبيين 2500 دينار ليبي (550 دولاراً أمريكياً) مقابل كل فرد يشترك في هذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر.
بالنسبة لأحدهم كانت هذه هي المرة الثالثة التي يحاول فيها الوصول إلى أوروبا بعد أن اعترضه خفر السواحل الليبي مرتين. في حين حثَّت "اليونيسف" حكومات المنطقة على إيجاد طرق أكثر أماناً للمعابر البحرية وتنفيذ إجراءات وصول تراعي الأطفال، مناشدةً الحكومات في أوروبا وبمنطقة وسط البحر الأبيض المتوسط، دعم واستقبال المهاجرين واللاجئين القادمين إلى شواطئهم وتعزيز آليات البحث والإنقاذ.