حذَّرَت وكالات الإغاثة والأمم المتحدة من أن الموجة "المتسارعة" لجائحة فيروس كورونا ونقص المعدَّات، مثل اختبارات فحص الإصابة والأوكسجين، تعرض ملايين الأشخاص في جميع أنحاء سوريا التي مزَّقتها الحرب لخطر الإصابة بالفيروس.
صحيفة The Guardian البريطانية أشارت في تقريرها، الخميس 29 أبريل/نيسان 2021، إلى أن عدد الوفيات الرسمي إثر الإصابة بالفيروس في سوريا منخفضٌ مقارنةً ببلدانٍ أخرى في الشرق الأوسط؛ إذ يكاد جمع البيانات الموثوق يكون مستحيلاً، والبلاد مُعرَّضة للخطر بالفعل إثر عشرة أعوام من الحرب التي دمَّرَت البنية التحتية والاقتصاد وأنظمة الرعاية الصحية.
إمكانيات الكشف عن كورونا غير متوفرة
يعيش الآن حوالي 90% من السوريين عبر مناطق النظام والمعارضة والأكراد في فقر. وبعد مرور أكثر من عام على الأزمة العالمية، لا تزال مرافق الاختبار في البلاد غير موجودة تقريباً، مِمَّا يجعل من المستحيل على العاملين في مجال الرعاية الصحية تقييم التأثير الحقيقي للمرض أو احتواءه.
في شمال شرقيّ البلاد، الذي تسيطر عليه قوات يقودها الأكراد، من المُرجَّح أن تنفد مجموعات الاختبار من المُختَبَر الوحيد لفيروس كورونا في الأيام السبعة المقبلة، بينما تتزايد الحالات الجديدة.
أُكِّدَت أكثر من 5300 حالة في المنطقة، في أبريل/نيسان وحده، وفقاً للجنة الإنقاذ الدولية، وهو عددٌ يفوق نصف إجمالي الإصابات في 2020 بأكمله. وحالياً يتَّضِح أن 47% من الاختبارات تكون إيجابية.
أُجبِرَت سبعة مرافق علاجية مُمَوَّلة من قِبَل الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية على الإغلاق بسبب نقص التمويل، والعديد من تلك الباقية وصلت إلى أقصى طاقتها وبدأت إمدادات الأوكسجين تنفد منها.
أغلب المرضى يفارقون الحياة
قالت ميستي بوسويل، مديرة السياسات في لجنة الإنقاذ الدولية في المنطقة: "حالياً، 83% من المرضى الذين يتلقون تنفُّساً صناعياً في المنطقة لا يبقون على قيد الحياة، ونخشى أن تزداد الأمور سوءاً. النظام الصحي يكافح من أجل التأقلم، والوضع يتدهور بسرعةٍ كبيرة".
وفقاً لمارك لوكوك، رئيس مكتب الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، فقد تضاعَفَ عدد الحالات الجديدة في أجزاءٍ من سوريا في ظلِّ حكومة بشار الأسد بين فبراير/شباط ومارس/آذار، وتمتلئ الآن وحدات العناية المركَّزة في العاصمة دمشق.
تسلَّمَت المعارضة والشمال الغربي الذي يسيطر عليه الإسلاميون في سوريا أول شحنة من لقاحات الفيروس في البلاد الأسبوع الماضي، في إطار برنامج كوفاكس التابع للأمم المتحدة، ومن المُتوقَّع أن تبدأ حملة التطعيم باستخدام 53,800 جرعة من لقاح أسترازينيكا في أوائل الشهر المقبل.
من المُتوقَّع أيضاً أن تتلقَّى كلٌّ من دمشق والشمال الشرقي إمدادات لقاح من الأمم المتحدة، رغم عدم الإعلان عن أيِّ تواريخ حتى الآن. وبدأت تطعيمات العاملين الصحيين بالفعل في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة، ولكن ليس بالجرعات المُقدَّمة من كوفاكس.
أزمة لقاحات كورونا في سوريا
في الوقت الحالي، يفوق الطلب على اللقاحات العرض؛ ففي إدلب والمنطقة المحيطة وحدها، يعيش 3 ملايين شخص في ظروفٍ إنسانية صعبة، ويصعب تنفيذ تدابير التباعد الاجتماعي وغيرها من الإجراءات الهادفة إلى احتواء المرض.
علاوة على ذلك، فإن شحنات اللقاحات الإضافية لجيب المعارضة ليست مؤكَّدةً على الإطلاق. في العام الماضي، استخدمت روسيا والصين حق النقض في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لإغلاق أحد المعابر الحدودية المتبقية من تركيا. ومن المُقرَّر إجراء التصويت التالي حول ما إذا كان سيتم إبقاء النقطة النهائية عبر الحدود مفتوحة في يوليو/تموز.