في أول خطاب له ألقاه جو بادين أمام جلسة مشتركة للكونغرس تزامناً مع مرور 100 يوم على توليه الرئاسة، اقترح الرئيس الأمريكي، الأربعاء 28 أبريل/نيسان 2021، خطة شاملة جديدة حجمها 1.8 تريليون دولار، مناشداً المشرعين الجمهوريين العمل معه بشأن القضايا الخلافية ومواجهة المنافسة الشديدة من جانب الصين.
بايدن لدى طرحه رؤية تقوم على مزيد من الاستثمارات الحكومية التي يمولها الأثرياء، قال إنه تولى الرئاسة في ظل أسوأ جائحة منذ قرن وأسوأ أزمة اقتصادية منذ الكساد الكبير، وحث الرئيس الديمقراطي الجمهوريين، الذين يعارضون بشدة إلى الآن، مساعدته في إقرار مجموعة واسعة من التشريعات، من الضرائب إلى إصلاح الشرطة والهجرة.
فيما التزم الجمهوريون الصمت إلى حد بعيد خلال الخطاب، بينما انخرط الديمقراطيون في التصفيق. ووجه بايدن، الذي تولى منصبه في يناير/كانون الثاني، نداء حماسياً لزيادة الضرائب على الشركات والأثرياء الأمريكيين للمساعدة في دفع تكاليف "خطة العائلات الأمريكية" البالغ حجمها 1.8 تريليون دولار، إذ قال: "حان الوقت للشركات الأمريكية وأغنى واحد في المئة من الأمريكيين لدفع نصيبهم العادل – يدفعوا فقط نصيبهم العادل".
أكبر إنجازات واشنطن
كما تحدث بايدن في مجلس النواب، في حدث تم تقليصه هذا العام بسبب جائحة فيروس كورونا، إذ أزال الكمامة ليتحدث إلى مجموعة منتقاة بعناية ضمت 200 مشرع ديمقراطي وجمهوري ومسؤولين آخرين وضيوفاً.
إذ أوضح أن أكثر من 220 مليون أمريكي تلقوا اللقاح ضد فيروس كورونا خلال الـ100 يوم من رئاسته، مشيراً إلى أن ما أنجز خلال هذه الأيام يعد أحد أكبر الإنجازات اللوجستية في تاريخ البلاد.
ويحاول بايدن الموازنة بين الجمهوريين المعارضين لمزيد من الإنفاق والزيادات الضريبية اللازمة لتوفير أمواله، والديمقراطيين الليبراليين الذين يريدون منه الضغط من أجل خطط أكثر قوة.
كما عبر عن استعداده للعمل مع المشرعين من الجانبين للتوصل إلى اتفاق، قائلاً إنه سيلتقي بكبار المشرعين الديمقراطيين والجمهوريين في البيت الأبيض يوم 12 مايو/أيار في محاولة لإيجاد أرضية مشتركة.
الصين وإيران حاضرتان بخطاب بايدن
وفي خطابه الذي يأتي بعد أقل من أربعة أشهر من اقتحام متظاهرين موالين للرئيس وقتها دونالد ترامب مبنى الكونغرس في محاولة لإلغاء نتيجة الانتخابات، قال بايدن: "أمريكا تتحرك مجدداً، محولة الخطر إلى إمكانية، والأزمة إلى فرصة، والانتكاسة إلى قوة".
كما أضاف: "لقد رأينا بأم أعيننا جحيم التمرد والاستبداد -جحيم الجائحة والألم- ولم نتوان نحن الشعب… وفي اللحظة نفسها التي كان خصومنا على يقين بأن عُرانا ستنفصم ونفشل، تجمعنا واتحدنا". وأشار بايدن إلى أن حزمة الإنفاق الجديدة، التي تبلغ إلى جانب خطة سابقة للبنية التحتية والوظائف نحو أربعة تريليونات دولار، استثمار حيوي لمستقبل الولايات المتحدة.
أكد بايدن أن بلاده ستتصدى لخطر برنامجي كوريا الشمالية وإيران النوويين، كونُهما يهددان العالم بأسره، كما أكد أنه سيعمل على إنهاء الحرب في أفغانستان.
الرئيس الأمريكي قال: "أتيت الليلة لأتحدث عن أزمة -وفرصة.. عن إعادة بناء وطننا- تنشيط ديمقراطيتنا والظفر بالمستقبل لأمريكا".
لكن الجمهوريين يقولون إن معظم أوجه الإنفاق تستهدف إرضاء قاعدة بايدن من الليبراليين، وإن خطط الرئيس تصل إلى حد الاشتراكية.
وأضاف بايدن أن خطط الإنفاق لازمة لمواكبة الصين، التي يعتبرها هو وإدارته منافساً استراتيجياً كبيراً. وأوضح: "الصين ودول أخرى تضيق الخناق علينا سريعاً"، مضيفاً أنه أمضى وقتاً كثيراً في الحديث إلى الرئيس الصيني شي جين بينغ، وقال: "إنه جاد أشد الجد في أن يصبح بلده أهم دولة في العالم. يعتقد هو وآخرون أن الديمقراطية لا يمكن أن تنافس الأنظمة الاستبدادية في القرن الحادي والعشرين".
وعن علاقة واشنطن بروسيا، قال بايدن إنه أوضح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الولايات المتحدة لا تسعى للتصعيد، ولكن على روسيا أن تتحمل تبعات تدخلاتها في الهجمات السيبرانية والانتخابات الأمريكية.
الإصلاح الضريبي المقترح
فيما تحدث بايدن عن نظام الإصلاح الضريبي، إذ تتضمن خطته تريليون دولار للإنفاق على التعليم ورعاية الأطفال على مدى عشر سنوات، و800 مليار دولار من الحوافز الضريبية التي تستهدف الأسر ذات الدخل المتوسط والمنخفض، ويمكن أن تمثل خطة العائلات الأمريكية والبنية التحتية وخطة الوظائف التي طرحها البيت الأبيض هذا الشهر أهم تحول حكومي في الاقتصاد منذ عقود.
ولتوفير المال اللازم لهذه الخطط، اقترح بايدن إجراء إصلاح شامل للنظام الضريبي في الولايات المتحدة، يشمل رفع معدل الضريبة الهامشية للأمريكيين الأكثر ثراء إلى 39.6% من 37% حالياً.
كما اقترح بايدن مضاعفة الضريبة على دخل الاستثمار -المعروفة باسم مكاسب رأس المال- للأمريكيين الذين يكسبون أكثر من مليون دولار. أما تمويل خطة البنية التحتية التي تزيد قيمتها عن تريليوني دولار فيأتي من خلال زيادة ضرائب الشركات.