أعلن رئيس أركان الجيش الفرنسي، الأربعاء 28 أبريل/نيسان 2021، أن الجنود الفرنسيين الذين وقعوا مقالاً مثيراً للجدل يدين "تفكك" فرنسا، معرضون للطرد أو لعقوبات تأديبية.
إذ كانت مجلة "فالور أكتويل" الأسبوعية نشرت، الأربعاء 21 أبريل/نيسان، مقالاً يدعو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الدفاع عن الوطنية، ووقّعه "عشرون جنرالاً ومئة ضابط رفيع المستوى وأكثر من ألف عسكري آخرين"، حسب المجلة.
عقوبات قد تصل للتقاعد الإجباري
قال الجنرال فرانسوا لوكوانتر لصحيفة "لو باريزيان" اليومية، إن الجنرالات الـ18 من "القسم الثاني" الذين وقّعوا العريضة، "معرضون للشطب، أي للإحالة إلى التقاعد الإجباري".
كما أضاف المسؤول العسكري الفرنسي: "كل هؤلاء الضباط سيمثلون أمام مجلس عسكري أعلى. وفي نهاية هذا الإجراء فإن رئيس الجمهورية هو الذي يوقع مرسوم الشطب"، وتابع "أتمنى أن يقدموا طلباً للتقاعد".
إذ سيفرض على الجنرالات الـ18 في الجيش الفرنسي، وهم من بين مئات الموقعين "عقوبات تأديبية عسكرية"، كما قال الجنرال.
بينما طالبت وزيرة الدفاع فلورنس بارلي، الإثنين 26 أبريل/نيسان، بفرض عقوبات على الموقعين، معتبرة أن "أفعالهم غير مقبولة" و"غير مسؤولة".
رسالة جنرالات الجيش الفرنسي
فقد انتقد جزء من اليسار الفرنسي السبت مقالاً نشره عسكريون، من بينهم 20 جنرالاً، في نشرة أسبوعية محافظة متشددة، يتحدث عن "تفكك" فرنسا، تلته رسالة من زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان، تدعوهم إلى المشاركة في الانتخابات.
نشرت مجلة "فالور أكتويل" الأسبوعية المقال الذي يدعو الرئيس إيمانويل ماكرون إلى الدفاع عن الوطنية، ووقعه "عشرون جنرالاً ومئة ضابط رفيع المستوى، وأكثر من ألف عسكري آخرين"، حسب المجلة.
يدين هؤلاء العسكريون "التفكك" الذي يضرب الوطن و"يتجلى، عبر شيء من معاداة العنصرية، بهدف واحد هو خلق حالة من الضيق وحتى الكراهية بين المجموعات"، معتبرين أنه "تفكك يؤدي مع الإسلاموية وجحافل الضواحي، إلى فصل أجزاء عديدة من الأمة لتحويلها إلى أراض خاضعة لعقائد تتعارض مع دستورنا".
أضاف العسكريون "نحن مستعدون لدعم السياسات التي ستأخذ في الاعتبار حماية الأمة".
بعد يومين، نشرت "فالور أكتويل" تعليقاً لمارين لوبان، التي قالت "أدعوكم إلى الانضمام إلى عملنا للمشاركة في المعركة التي بدأت (…) وهي قبل كل شيء معركة فرنسا". وكتبت "بصفتي مواطنة وسياسية أقر بتحليلاتكم وأشارككم حزنكم".
مَن زعيم هذا التحرك العسكري؟
في هذا السياق، ذكرت صحيفة The Daily Mail البريطانية اسم العسكري الرئيسي الذي يقود هذا التحرك الآن، وهو الجنرال كريستيان بوكيما، القائد السابق لقطاع Foreign Legion (فرع من الجيش الفرنسي متهم بارتكاب فظائع وجرائم حرب في المستعمرات السابقة وحول العالم)، ويبلغ من العمر حالياً 80 عاماً.
الجنرال كريستيان معروف عنه معاداته الشديدة للمهاجرين عموماً وللمسلمين بشكل خاص، وتم إلقاء القبض عليه في فبراير/شباط 2016 لمشاركته في تجمع معادٍ للمسلمين في فرنسا، وتم تجريده من امتيازاته التي كان يتمتع بها كجنرال متقاعد.
بينما يرى كثير من المحللين في فرنسا أن هذا المقال يحمل في طيات صياغته تحريضاً على المسلمين في البلاد بصورة واضحة، حيث أكد الموقّعون على المقال أن شرف فرنسا اليوم هو "استنكار التفكك الذي يصيب وطننا"، متحدثين عما زعموا أنها "عقائد تتناقض مع دستورنا".