قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الأربعاء 28 أبريل/نيسان 2021، في مقابلة تلفزيونية مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، سيقود بلاده لفترة طويلة، وإنه يجب على واشنطن التعامل معه ومع قادة دوليين آخرين، يمكن أنهم قد قاموا بأمور قد نرفضها أو نستهجنها ولكن نقوم بها لدفع مصالحنا وقيمنا.
بلينكن قال في المقابلة رداً على سؤال له حول أن هناك قادة كباراً يهربون من تداعيات أعمالهم بعد قرار الرئيس بايدن عدم معاقبة ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، بصورة مباشرة بسبب مقتل جمال خاشقجي: "ولي العهد السعودي على الأرجح سيكون القائد لهذا البلد لمدة طويلة مستقبلاً، وعلينا العمل مع قادة من حول العالم ممن شاركوا أو قاموا بأمور في بعض الأحيان قد نعترض عليها أو نستهجنها، ولكن نقوم بها لدفع مصالحنا وقيمنا".
أضاف بلينكن أن "أول شيء علينا القيام به سواء بالنظر إلى الوراء عما كان مسؤولاً أو النظر إلى الأمام فيما يتعلق بكيفية منع ذلك من الحدوث مجدداً، هو أن نتأكد من وصولنا إلى حقيقة ما حدث، ونحن لم نصل إلى هذا الأمر بعد".
وتابع بلينكن قائلاً: "هناك أمران، الأول عندما يتعلق الأمر بخاشقجي ومقتله الفظيع أعتقد أن ما رأيت كان أن حكومة الولايات المتحدة الأمريكية وضعت التقرير موضحة المسؤولية وموضحة دور ولي العهد هذا بحد ذاته أمر كبير، لأن ما كان في التقرير الذي سبق وتم نشره إعلامياً، لكن حقيقة أن حكومة أمريكا تضع بصمتها عليه هو أمر كبير..".
كما أكد بلينكن أنه على واشنطن التفكير بالطريقة الأكثر جدوة للتقدم والدفع بكل من مصالحها وقيمها، وسواء أعجبها ذلك أو لا.
وأضاف بلينكن: "يتعين علينا العمل مع السعودية التي تبقى شريكاً في العديد من النواحي وأحد الأمور التي نحاول القيام بها هي كما تعلم وقف الحرب في اليمن".
تصريحات ولي العهد السعودي
يأتي هذا في وقت تحدث فيه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مقابلة صحفية عن فلسفته في السياسة الخارجية التي قال إنها تتمثل في مصلحة السعودية وأمنها، قائلاً إن خلق النفوذ في جوانب مختلفة لتحقيق مصلحة السعودية أمر معتاد، بما لا يتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
بن سلمان قال إن السياسة الخارجية السعودية متفقة مع إدارة الرئيس جو بايدن بنسبة أكثر من 90%، مؤكداً أنه مع أي إدارة أمريكية جديدة تكون هناك مراجعة للسياسات بينهما، وتجري محادثات في هذا الصدد.
محمد بن سلمان واصل حديثه بالقول: "هناك 10% فقط تتباين فيها وجهات النظر بين المملكة وإدارة بايدن، لكنها ليست خلافات، وهذا أمر طبيعي يحدث بين الجميع وداخل الدول والأسرة الواحدة؛ فلا يوجد تطابق كامل في جميع المواقف"، مؤكداً أن الرياض ليس لديها سوى خلافات قليلة مع إدارة بايدن، وتعمل على حلها.
كما حرص على التأكيد على أن العلاقة بين السعودية والولايات المتحدة استراتيجية باعتبارهما شريكين استراتيجيين، منوهاً بأن المملكة أسهمت في إعطاء قوة لواشنطن في عدة مجالات، على حد قوله.
في الوقت ذاته استدرك ولي العهد السعودي بالقول إن بلاده تعمل على تعزيز تحالفاتها مع جميع شركاء العالم بما يخدم مصالحها.