قالت الولايات المتحدة إنها ستقوم بتحويل 60 مليون جرعة من لقاح أسترازينيكا المضاد لفيروس كورونا إلى دول أخرى، في ظل انتقادات تواجهها واشنطن بشأن تخزينها للقاحات على أراضيها، مع العلم أن لقاح أسترازينيكا لم يحظ حتى الآن بالموافقة للاستخدام داخل أمريكا.
يأتي ذلك بينما قرر الاتحاد الأوروبي، الإثنين 26 أبريل/نيسان 2021، بدء إجراء قانوني ضد شركة الأدوية البريطانية السويدية العملاقة أسترازينيكا بسبب انتهاك عقد توريد لقاح فيروس كورونا.
تصدير لقاح أسترازينيكا بعد الترخيص له
كتب أندي سلافيت، مستشار البيت الأبيض لمكافحة فيروس كورونا، على تويتر: "ستمنح الولايات المتحدة ستين مليون جرعة من لقاح أسترازينيكا لدول أخرى ما إن تصبح متوافرة".
كما رد على اتهام واشنطن بتخزين جرعات من دون استخدامها قائلاً: "في الوقت الراهن، لم يبق متوافراً سوى عدد قليل جداً. لم تتم خسارة كثير من الوقت".
بينما أوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي أن الحكومة الأمريكية لا تزال في طور "التحضير" لهذا الإجراء، واعدة بتقديم تفاصيل عن الجهات التي ستستفيد من هذه اللقاحات "في وقت قريب".
أضافت "قبل إرسال جرعات لقاح أسترازينيكا انطلاقاَ من الولايات المتحدة، ستؤكد وكالة الأدوية الأمريكية أن هذه الجرعات تفي بشروط النوعية".
إذ سبق أن أعلنت واشنطن اتفاقات لإرسال 2,5 مليون جرعة من أسترازينيكا إلى المكسيك، و1,5 مليون جرعة إلى كندا.
فيما أجازت الولايات المتحدة إلى الآن استخدام ثلاثة لقاحات فقط على أراضيها فايزر-بايونتيك وموديرنا وجونسون آند جونسون. لكن ملايين من جرعات أسترازينيكا تم إنتاجها في البلاد ولا يزال استخدامها متعذراً.
الاتحاد الأوروبي يقاضي شركة أسترازينيكا
من جهة أخرى، قال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، ستيفان دي كيرسميكر، الإثنين، إن الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي بدأت إجراء قانونياً ضد شركة أسترازينيكا؛ لأنه لم يتم احترام بعض بنود العقد.
كما أوضح المتحدث للصحفيين في بروكسل أنه علاوة على ذلك "لم تكن الشركة في وضع يمكنها من التوصل إلى استراتيجية موثوقة لضمان تسليم الجرعات في الوقت المناسب". وأضاف: "نريد التأكد من سرعة تسليم عدد كافٍ من الجرعات التي يحق للمواطنين الأوروبيين الحصول عليها، والتي تم التعهد بها على أساس العقد".
إذ تؤيد الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 هذه الخطوة، بحسب دي كيرسميكر، وسوف يتم النظر في القضية في المحاكم البلجيكية.
بعد تقليل متكرر لعدد الجرعات التي تتوقع أن توفرها، تهدف أسترازينيكا الآن إلى تقديم 70 مليون جرعة في الربع الثاني من العام، وفقاً للمفوضية الأوروبية.
يعد هذا الكم أقل بكثير من 180 مليون جرعة تقول المفوضية إن الشركة كانت تهدف إلى تسليمها في تلك الفترة، ويغطي العقد بأكمله 300 مليون جرعة.
ووفقاً لتتبع اللقاحات التابع للمركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها، تم توزيع 31 مليون جرعة فقط على الاتحاد الأوروبي والمنطقة الاقتصادية الأوروبية منذ بدء عمليات التسليم.
بداية الخلاف بين الشركة والدول الأوروبية
بدأ الخلاف حول نقص التوريدات منذ كانون الثاني/يناير، عندما أعلنت أسترازينيكا أن مشكلات في الإنتاج تؤثر على سلسلة التوريد في الاتحاد الأوروبي.
كما خاب أمل بروكسل بشكل خاص؛ لأن توريدات بريطانيا المجاورة للتكتل من لقاح أسترازينيكا لم تتأثر، على الرغم من أن عقدي الشراء يرجع تاريخهما إلى آب/أغسطس 2020 بالمثل.
وصل الأمر إلى أن الاتحاد الأوروبي أوقف تصدير 250 ألف جرعة من لقاح أسترازينيكا من إيطاليا إلى أستراليا. وكخطوة أولى، أطلقت المفوضية الأوروبية عملية تسوية للمنازعات مع شركة الأدوية البريطانية السويدية في آذار/ مارس.
فيما أكدت شركة "أسترازينيكا" العملاقة للصناعات الدوائية الإثنين أنه "لا أساس" للإجراء القانوني الذي أطلقه الاتحاد الأوروبي ضدها على خلفية القصور الذي طرأ على إيصال شحناتها من لقاحات كوفيد إلى التكتل.
كما أوضحت الشركة، في بيان أعقب إعلان المفوضية الأوروبية إطلاق الإجراءات: "نعتقد أن لا أساس لأي منازعة قضائية، ونرحّب بهذه الفرصة لحل هذا النزاع في أسرع وقت ممكن".