حقّق الحوثيون -المدعومون من إيران- في اليمن، تقدماً مهماً نحو مدينة مأرب الاستراتيجية، آخر معاقل الحكومة في الشمال، بعد معارك ضارية مع القوات الحكومية قتل فيها 65 من الطرفين، بحسب ما أكده مسؤولون عسكريون، الأحد 25 أبريل/نيسان 2021.
المسؤولون في القوات الموالية للحكومة قالوا في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفرنسية، إن "المتمردين الحوثيين استكملوا السيطرة على الكسارة شمال غرب المدينة، وانتقلت المعارك الى أطراف منطقة الميل، على بعد أقل من 6 كلم عن وسط مدينة مأرب".
كذلك أصبحت الجبال المحيطة بمنطقة الميل خط الدفاع الأهم عن المدينة من جهتها الغربية، فيما يسعى الحوثيون لوضع يدهم على كامل الشمال اليمني، منذ عام ونيّف.
بهدف تحقيق ذلك يشن الحوثيون هجمات متواصلة لدخول مدينة مأرب الواقعة في محافظة غنية بالنفط تحمل الاسم ذاته، تحت تهديد غارات تحالف عسكري بقيادة السعودية يدعم القوات الحكومية.
وفي الساعات الـ48 الماضية، لقي 26 من القوات الموالية للحكومة بينهم 4 ضباط و39 في صفوف الحوثيين مصرعهم، وفقاً للمسؤولين العسكريين. ولا يعلن الحوثيون عادة عن خسائرهم.
كان الحوثيون قد دفعوا بمئات المقاتلين خلال اليومين الماضيين لحسم المعركة. ورغم ضربات الطيران فإن مقاتليهم "لا يتوقفون عن التدفق والقتال لتحقيق مزيد من التقدم"، بحسب أحد المصادر العسكرية الذي تحدث للوكالة الفرنسية.
كذلك اضطر الحوثيون وفقاً للمصدر ذاته "لاستخدام الدراجات النارية في هجماتهم، بعدما بات الطيران يستهدف معظم مركباتهم العسكرية".
أهمية مأرب
يسعى الحوثيون للسيطرة على مأرب قبل الدخول في أي محادثات جديدة، خصوصاً في ظل ضغوط إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للدفع باتجاه الحل السياسي.
بقيت مأرب في منأى من الحرب في بدايتها، ويُعتبر موقع المدينة الصغيرة مهماً، ليس فقط لقربها من صنعاء، بل لأنّها تعتبر منطلقاً نحو مناطق الجنوب والشمال على حد سواء، بفضل مفترق الطرق الرئيسي الذي تتوزع منازلها على جوانبه.
كان يقطن في مأرب بين 20 و30 ألف شخص في فترة ما قبل اندلاع النزاع في 2014، لكن عدد سكانها تضاعف إلى مئات الآلاف، بعدما لجأ إليها نازحون من كل مناطق اليمن وباتت تضم نحو 140 مخيماً للنازحين.
وبحسب مجلس الأمن الدولي، فإنّ معركة مأرب "تعرّض مليون نازح داخلياً لخطر كبير، وتهدد جهود التوصل إلى حلّ سياسي، في وقت يتحد المجتمع الدولي بشكل متزايد لإنهاء النزاع".
يُذكر أنه في مارس/آذار الماضي، رفض الحوثيون دعوة السعودية إلى وقف إطلاق النار على مستوى البلاد، إذ إنهم يطالبون برفع كامل للحظر الجوي والبحري الذي تفرضه السعودية.
بدلاً من ذلك، صعّد الحوثيون الهجمات بالطائرات المسيّرة والصواريخ البالستية نحو عمق المملكة، التي توفر الدعم الجوي للقوات الموالية للحكومة في معارك مأرب.
خلّف النزاع في اليمن عشرات آلاف القتلى، ودفع نحو 80% من السكّان للاعتماد على الإغاثة الإنسانية، وسط أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وفقاً للأمم المتحدة. وتسبّب كذلك في نزوح نحو 3,3 مليون شخص وتركَ بلداً بأسره على شفا المجاعة.