قال تقرير نشرته صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية، يوم السبت 24 أبريل 2021، إن ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا في الهند تسبب في أزمة لإحدى رحلات الطيران المتجهه من نيودلهي إلى هونغ كونغ.
إذ كانت رحلة الطيران ممتلئة عن آخرها بالركاب، وخلال أسبوعين من وصول الرحلة جاءت نتيجة اختبار إحدى الركاب وزوجها وطفليهما لفيروس كورونا إيجابية أثناء إقامتهم في فندق العزل. وأصيب معهم أكثر من ثلث الركاب الذين وصلوا على متن الرحلة UK6395—52 حتى الآن، وهي أكثر نسبة إصابة تأتي من طائرة واحدة إلى هذه اللحظة.
عدوى جماعية في رحلة طيران
حيث تُثير هذه العدوى الجماعية جدلاً بين خبراء الصحة في هونغ كونغ، يتعلق بكيفية وقوعها، وتُسلط الضوء على التحدي الذي يواجهه قطاع الطيران في سعيه لإعادة انتظام الرحلات الجوية مجدداً.
الراكبة التي أصيبت وزوجها وطفليهما، السيدة فاطمة، قالت وهي في مستشفى العزل إنها تظن أن عائلتها أُصيبت بالعدوى خلال رحلة الثالث من أبريل/نيسان 2021، وذلك بالرغم من ارتدائهم الكمامات طيلة وقت الرحلة تقريباً وابتعادهم عن استخدام مراحيض الطائرة.
لكنها قالت إن بعض الركاب -ومنهم من جلس في نفس الصف الذي جلست فيه فاطمة وعائلتها- سعلوا كثيراً خلال الرحلة التي استمرت 6 ساعات، كما خلع الناس كماماتهم لتناول الطعام، وبعض الآباء والأمهات ساروا بأطفالهم الباكين جيئة وذهاباً في الممرات.
تقليل انتقال الفيروس
من جانبها قالت شركة الطيران ومنظمو الرحلة لصحيفة The Wall Street Journal إنهم فعلوا كل ما يمكن لتقليل احتمالات انتقال العدوى.
لكن ربما كان بعض الركاب، على سبيل المثال، مصابين بتحوراتٍ للفيروس أشد ضراوة. ولجلوسهم في مكان ضيق ومُغلق، مهما كانت التهوية جيدة، تعرض بعض الركاب بينهم لاحتمال الإصابة بالعدوى عن طريق الجزيئات التنفسية من الركاب الجالسين بجوارهم أو على الأسطح في المراحيض. ولا ننسى احتمالية إصابتهم بالعدوى في المطار قبل الصعود على متن الرحلة.
تشمل الاحتمالات الأخرى التي يناقشها خبراء الصحة أن يكون المسافرون أصيبوا بالعدوى في فنادق العزل في هونغ كونغ بعد وصولهم، أو فشل نظام الصحة الهندي المثقل، في رصد الحالات بدقة قبل مغادرة الركاب، رغم عدم رصد أي حالات عند وصول الرحلة إلا في 4 ركاب فقط.
تلقي جرعات من اللقاح
في المقابل لا يزال عدد ركاب هذه الرحلة الذين تلقوا أي نوع من لقاحات كوفيد مجهولاً. وعند إقلاع الطائرة كان 4.76% من المواطنين في الهند قد تلقوا جرعة واحدة على الأقل من لقاح كوفيد، وفقاً لموقع Our World in Data، وهو مشروع تابع لجامعة أوكسفورد يتعقب طرح اللقاح في العالم. لكن فاطمة وزوجها لم يكونا مستحقين -من حيث العمر- لتلقي اللقاح وقتها.
من جانبها علّقت هونغ كونغ وصول الرحلات الجوية القادمة من الهند أسبوعين بداية من يوم الثلاثاء، ووضعت الهند على قائمة البلدان شديدة الخطورة. وتُعد هذه المدينة هي الأشد صرامة في تطبيق اختبارات كوفيد، وأنظمة تتبع الفيروس والعزل في العالم، وتفرض عزل جميع الوافدين إليها 21 يوماً في فنادق العزل وتجبرهم على إجراء عدد من اختبارات كوفيد خلال تلك المدة.
اختبارات سلبية
من ناحية أخرى أفادت شركة الطيران بأن جميع الركاب قدموا ما يثبت ظهور نتيجة اختبار سلبية لكوفيد-19 من معامل مرموقة، وذلك قبل 72 ساعة من إقلاع الطائرة. وقد مُنع 6 ركاب من الصعود على متن الرحلة لأن شهادات نتائج اختباراتهم لم تستوفِ معايير شركة الطيران.
كما توجب على الركاب الالتزام بارتداء الكمامات طيلة وقت الرحلة عدا وقت تناول الوجبات المُعبأة. وقُدمت لهم كذلك المناديل المبللة بالكحول ومعقم اليدين.
ليو بوون، الأستاذ في مدرسة الصحة العامة بجامعة هونغ كونغ، علق على الواقعة بالقول إن المشكلة الحقيقية تكمن في التزام الركاب بالقواعد. وقد أثبتت دراسة شارك في كتابتها في عام 2020 أن SARS-CoV-2، وهو الفيروس المُسبب لكوفيد-19، يمكن أن ينتقل في الطائرات، وشدد على أهمية استمرار مكافحة العدوى.
السيدة فاطمة والتي تدير شركة استيراد وتصدير في هونغ كونغ، علقت من جانبها وقالت إن الرحلة الجوية الصباحية التي صعدوا على متنها من مدينة تشيناي إلى نيودلهي، بالإضافة إلى غُرفة تغيير الحفاضات في مطار هونغ كونغ، ربما كانت أماكن محتملة أُصيبت فيها بالعدوى مع زوجها وابنتها البالغة 8 أعوام وابنها البالغ عامين.