قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، السبت 24 أبريل/نيسان 2021، إن النقد السياسي مسموح به للجميع داخل البلاد شريطة أن يكون بنّاءً وليس تحريضياً يسعى إلى الهدم، نافياً في الوقت نفسه أن يكون هناك شخص محبوس في مصر بسبب موقفه السياسي.
في حوار مع صحيفة "دي فيلت " الألمانية، نقلته وسائل إعلامية مصرية، قال السيسي إن الأمن في مصر لا ينبغي أن يأتي على حساب الحرية حتى في بلد يعيش ظروفاً صعبة مثل مصر، مشدداً على أن الاستقرار مهم للغاية، مؤكداً: "نريد دولة دستورية، لكن التحريض على الانقلاب أمر خطير وغير مقبول"، على حد وصفه.
يأتي حوار الرئيس المصري، في الوقت الذي استقبل فيه ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، السبت، بالعاصمة المصرية القاهرة، واتفقا على "الاستمرار في بذل الجهود سعياً للتوصل لتسويات سياسية بالمنطقة"، وذلك وفق بيان للرئاسة المصرية.
الهجرة غير الشرعية
بخصوص الهجرة غير الشرعية، قال السيسي إنه لا يستطيع توفير وظائف للمصريين إلا بمساعدة الأوروبيين، مضيفاً أن أوروبا لا يمكنها استقبال كل مهاجر غير شرعي. وأكد أنه "منذ سبتمبر/أيلول 2016، استطعنا منع المهاجرين غير الشرعيين من اقتحام أوروبا من مصر، وكان من المهم بالنسبة لنا ألا يتأثر أمن أوروبا نتيجة لذلك، ولا نطلب أي شيء في المقابل من أوروبا، ونحن لا نفكر حتى في استخدامه للابتزاز السياسي أو الاقتصادي"، على حد وصفه.
انتفاضة شعب
أما بخصوص الثورة المصرية فقد قال السيسي إنه "لا أحد يستطيع معارضة شعب انتفض مرتين، في 2011 و2013، للإطاحة بحكومتين، ويمكن للناس أن ينهضوا للمرة الثالثة أو الرابعة إذا اختلفوا مع الحكم، كان مبارك في السلطة لمدة 30 عاماً قبل أن ينقلب الناس عليه؛ بقي مرسى في منصبه لمدة عام واحد فقط قبل أن يزيحه الشعب"، مشدداً على أن المصريين لديهم إرادة حرة وقوة لطرد أي حكومة لا يحبونها.
فيما يخص السجناء في مصر قال السيسي: "نحن لا نحبس أحداً بسبب آرائه السياسية.. لكن لا تنسوا أننا مع الإخوان نتعامل مع جماعة تعمل منذ 90 عاماً لتصل إلى السلطة في مصر. وعندما فعلوا ذلك، وقف الشعب ضدهم بعد عام. فالإخوان المسلمون لم يكونوا متعاطين مع المشاكل الضخمة في البلاد".
يأتي ذلك فيما أعلنت وزارة الداخلية المصرية إطلاق سراح 1686 سجيناً إثر عفو رئاسي عنهم؛ بمناسبة شهر رمضان. ولم يوضح بيان الداخلية أسماء المفرج عنهم وما إذا كانت القائمة تضم مسجونين على خلفيات سياسية أم لا.
قرارات بالعفو
وسبق أن صدرت قرارات رئاسية مماثلة بالعفو طوال السنوات الماضية، عن سجناء بعضهم كانوا ذوي خلفية سياسية ورجال أعمال وطلاباً.
وتشهد مصر منذ نحو شهر، وتيرة إفراجات غير مسبوقة عن معتقلين على خلفيات سياسية، حيث أطلقت السلطات سراح 7 صحفيين، أحدثهم الكاتب المعارض مجدي حسين، الإثنين.
السيسي قال كذلك: "أردت أن أمنع المصريين من السقوط في هذا؛ حتى لا تسقط مصر مثل الدول الأخرى، وليس لدينا أي سجناء سياسيين، فالأمر يتعلق بادعاءات محددة يتم توضيحها في الإطار القانوني، حتى لو استغرق ذلك أحياناً أكثر من عام، وكان لدينا سابقاً فوضى كاملة ونعمل الآن على البناء والاستقرار".
تأتي تصريحات السيسي فيما يواجه انتقادات كثيرة تتعلق بملف حقوق الإنسان في مصر، وكذلك تزايد الديون التي يلجأ إليها لمعالجة الأزمة الاقتصادية في البلاد والتي قال كثير من الخبراء إنها تدفع البلد إلى أزمة ضخمة.