اعتقلت الشرطة الروسية أكثر من 1400 متظاهر، الأربعاء 22 أبريل/نيسان 2021، مع انضمام الروس في عشرات المدن إلى مسيرات نظمها مؤيدو المعارض أليكسي نافالني المضرب عن الطعام تعبيراً عن احتجاجهم على تدهور حالته الصحية في السجن، بعد أن قرر المضي قدماً في إضرابه احتجاجاً على عدم استجابة السلطات لمطالبه.
وتأمل المعارضة في أن تكون هذه المسيرات هي الأكبر في تاريخ روسيا الحديث وتقول إنها محاولة لإنقاذ حياة نافالني من خلال إقناع السلطات بالسماح لأطبائه بعلاجه.
رقم قياسي من الاعتقالات
فقد أمرت السلطات بحبس المتحدثة باسم نافالني عشرة أيام في اليوم نفسه الذي ألقى فيه الرئيس فلاديمير بوتين خطاب حالة الاتحاد محذراً الغرب من مغبة تخطي "الخطوط الحمراء" لروسيا دون أن يأتي على ذكر نافالني.
بينما قالت طالبة شاركت في الاحتجاج بموسكو وتُدعى مارينا "هذه واحدة من الأنفاس الأخيرة التي تلفظها روسيا الحرة كما يقول الكثيرون. خرجنا من أجل أليكسي… وضد نشوب حرب في أوكرانيا".
كما أكدت مجموعة (أو.في.دي-إنفو) التي تراقب الاحتجاجات والاعتقالات أن 1496 محتجاً اعتُقلوا بينهم 662 في سان بطرسبرج.
إذ ردد محتجون في وسط موسكو اليوم هتافات "الحرية لنافالني!" و"اسمحوا للأطباء بالدخول!" وانضمت يوليا زوجة نافالني إلى المسيرة في موسكو وهتف المتظاهرون باسمها.
"يمكن أن يموت في أي لحظة"
الإثنين 19 أبريل/نيسان 2021، قالت مصلحة السجون الروسية إنها قررت نقل السياسي المعارض أليكسي نافالني، الذي يخوض إضراباً عن الطعام، إلى مستشفى مخصص للسجناء.
وفي الوقت الذي قالت مصلحة السجون إن حالة نافالني (44 عاماً) الصحية مُرضية، وإنه يخضع لفحص طبي يومي كما أشارت إلى أن المعارض الروسي وافق على تناول فيتامينات، فإن طبيب القلب ياروسلاف أشيخمين حذر قائلاً: "مريضنا يمكن أن يموت في أي لحظة"، مشيراً إلى مستويات البوتاسيوم المرتفعة في دم نافالني، موضحاً أنه يجب نقله إلى العناية المركزة.
ويأتي هذا بعد أن بدأ المعارض إضراباً عن الطعام الشهر الماضي للمطالبة بعلاج طبي مناسب لآلام الظهر والخدر الذي يعانيه في رجليه ويديه، والسبت الماضي قال أطباء نافالني إن صحته تدهورت بسرعة، وطالبوا مسؤولي السجن بالسماح لهم برؤيته على الفور.
ضغوطات دولية على روسيا في ملف نافالني
كما توعَّدت أمريكا، الأحد، موسكو بـ"عواقب" في حال توفي أليكسي نافالني، المعارض البارز للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في وقت يُجهز فيه حلفاؤه لاحتجاجات حاشدة في أنحاء روسيا الأسبوع المقبل، من أجل إنقاذ حياة المعارض المضرب عن الطعام، الذي حذر الأطباء من أنه قد يموت في غضون أيام.
الضغوط الغربية زادت، الأحد، على روسيا، مع إعراب فرنسا عن "قلقها الكبير"، في حين طلبت برلين حصول نافالني على "العناية الطبية المناسبة"، وسط قلق أوروبي، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
كذلك تناول وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي قضية نافالني خلال اجتماع يوم الإثنين، وطالب الأوروبيون، كما طالب الأمريكيون، بالإفراج عن نافالني.