أقال وزير النقل المصري، اللواء كامل الوزير، الثلاثاء 20 أبريل/نيسان 2021، رئيس هيئة سكك حديد مصر، بعد حادثي قطارات في أقل من شهر أوقعتا أكثر من 30 قتيلاً، بحسب بيان للوزارة.
إقالة محمد رسلان شلبي يأتي بعد أيام من مقتل ما لا يقل عن 11 شخصاً وإصابة نحو مئة بجروح، الأحد، عند خروج قطار عن السكة شمال القاهرة، وبعد ثلاثة أسابيع على حادث قطار آخر حصد 20 قتيلاً، في 26 آذار/مارس، في محافظة سوهاج بجنوب مصر.
تغييرات في هيئة سكك حديد مصر
أفادت الوزارة، في بيان، أن وزير النقل كامل الوزير، أصدر 10 قرارات بتغييرات في مناصب قيادات الهيئة القومية لسكك حديد مصر، المسؤولة عن إدارة قطاع القطارات في البلاد.
أضافت أن القرارات شملت تعيين مصطفى عبداللطيف أبو المكارم رئيساً جديداً للهيئة، عوضاً عن سلفه أشرف رسلان، الذي تم تعيينه مستشاراً للوزير. ولفتت إلى تعيين 8 قيادات أخرى في قطاعات مختلفة في هيئة سكك حديد مصر.
كما أشار بيان الوزارة إلى أن "الهدف من هذه القرارات ليس مجرد إجراء تعديلات في قيادات الهيئة، وإنما جاء لطبيعة المرحلة القادمة التي تتطلب الدفع بعدد من الكفاءات لاستكمال مسيرة التطوير الشامل لمنظومة السكك الحديدية الجاري تنفيذها".
إذ تشهد مصر بصورة متكررة حوادث قطارات ومرور مأسوية، بسبب فوضى تعمّ الطرقات أو العربات القديمة، أو حال الطرق والسكك الحديد التي لا تخضع لصيانة جيدة ولمراقبة كافية. وعادة ما تنسب حوادث القطارات لمشاكل تتعلق بالبنى التحتية والصيانة.
أكثر من 12 ألف حادثة من 2006 إلى 2016
يكاد لا يمر عامٌ دون أن تشهد مصر حوادث قطارات تؤدي إلى سقوط العديد من الضحايا، وسط إهمال المعنيين لتحسين خدمات هذا القطاع.
حتى إن هناك صفحة على موسوعة ويكيبيديا باللغة العربية بعنوان حوادث القطارات في مصر، تضم نحو 24 حادثة وكارثة منذ عام 1993 حتى اليوم.
ذكرت إحصائية رسمية مصرية عام 2017، أن عدد حوادث القطارات بلغ 12236 حادثاً بين عامي 2006 و2016، حسبما ورد في موقع "بي بي سي".
من الواضح أن هذا الإحصاء يتضمن الحوادث المحدودة التي لم تحظَ بتغطية إعلامية كبيرة، ولا يتضمن كوارث القطارات في مصر من العيار الكبير.
جاء في الإحصائية، التي أعدتها هيئة السكة الحديد بالتعاون مع الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، أن أكثر عدد من الحوادث وقع عام 2009، في حين شهد عام 2012 أقل عدد من الحوادث، نتيجة تكرار توقف الخدمة بعد أحداث الثورة.
أكثر الكوارث دموية
من أكثر كوارث القطارات في مصر دموية كارثة عُرفت إعلامياً بكارثة قطار الصعيد، ووقعت في فبراير/شباط 2002، عندما اندلعت النيران بإحدى عربات القطار بعد مغادرته مدينة العياط بمحافظة الجيزة.
سبب الحريق هو استخدام أحد الركاب موقداً نارياً صغيراً. استمر القطار في السير مشتعلاً مسافة تسعة كيلومترات، فامتدت النيران إلى باقي العربات.
أدى الحادث إلى مقتل أكثر من 360 شخصاً، إلا أن بعض المصادر ذكرت أن عدد الضحايا يتجاوز الألف قتيل، وإن لم يصدر بيان رسمي، الأمر الذي أثار شكوكاً حول الحصيلة النهائية لعدد الضحايا الفعلي، حسبما ورد في تقرير لموقع العربي الجديد.
فيما انتهى الأمر باستقالة وزير النقل آنذاك إبراهيم الدميري، ورئيس الهيئة القومية لسكك حديد مصر، وقُدم 11 موظفاً في الهيئة للمحاكمة بتهم الإهمال، قبل أن تُبرئهم المحكمة، في سبتمبر/أيلول من العام نفسه. وذكرت أن سبب الحادث هو سنوات الإهمال وسوء الإدارة. وجاء في الحكم أن "الجناة الحقيقيين ما زالوا طلقاء".