قال موقع Axios الأمريكي، الثلاثاء 20 أبريل/نيسان 2021، إن وثيقة داخلية صدرت عن وزارة الدفاع الأوكرانية قالت إن روسيا تُجري تدريبات عسكرية بالقرب من ممرات الشحن التجارية في البحر الأسود تهدد بخنق الاقتصاد الأوكراني.
الوثيقة وصفها الموقع الأمريكي بأنها مسربة، وقال إنها تُظهر تصعيد القوات الروسية لوجودها على جميع جوانب الحدود الأوكرانية، وذلك في وقت تراقب فيه أمريكا ودول أوروبية الحشد الكبير للقوات الروسية في شرق أوكرانيا.
وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قال، أمس الإثنين، إن عدد الجنود الروس المحتشدين عند الحدود مع أوكرانيا وشبه جزيرة القرم يصل لأكثر من 100 ألف، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
تدريبات ضخمة في المياه
كانت روسيا قد أعلنت، يوم الجمعة الفائت، اعتزامها تعطيل السفن الأجنبية في أجزاء من البحر الأسود، لإجراء مناورات عسكرية حتى شهر أكتوبر/تشرين الأول، وهو تصعيد أدانه متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية باعتباره مثالاً على "حملة موسكو المستمرة لتقويض وزعزعة استقرار أوكرانيا".
تُقدّر الوثيقة الأوكرانية المسربة أن المساحة الإجمالية للتدريبات العسكرية الروسية تشغل 27% من البحر الأسود، وهي نسبة تتزايد تدريجياً، في دلالة على الجهود المبذولة لفرض سيطرة فعلية على المياه الدولية.
وفقاً لأوكرانيا أيضاً، يعمل الروس أيضاً على استغلال البنية التحتية المدنية للأغراض العسكرية، إذ تقول الوثيقة إن روسيا نصبت رادارات على منصات الغاز الطبيعي التي استولت عليها من أوكرانيا بعد ضم شبه جزيرة القرم عام 2014.
من شأن أنظمة الرادار المثبتة على البنية التحتية المدنية أن تُمكن الجيش الروسي من ترسيخ حضوره ومعرفته بمناطق لا ينبغي أن يكون فيها.
كانت وسائل إعلام حكومية روسية قد اتهمت بولندا بتنفيذ أنشطة "استفزازية" بالقرب من خط أنابيب نورد ستريم 2 المثير للجدل، والذي أوشك على الانتهاء في بحر البلطيق.
وقال مسؤول أمريكي يتابع هذه التطورات عن كثب إن "تسليح البنية التحتية للطاقة في البحر الأسود بمثابة إشارة تحذيرية على ما سيحدث" إذا اكتمل بناء نورد ستريم 2، الذي سيمر بأوكرانيا وينقل الغاز الروسي مباشرة إلى أوروبا، في بحر البلطيق.
ورغم تصريح الرئيس الأمريكي جو بايدن بمعارضته لخط نورد ستريم 2، فيُستبعد أن يعاقب حلفاء أوروبيين مثل ألمانيا لوقف آخر امتداد للخط.
الحشود عند حدود أوكرانيا
بحسب الموقع الأمريكي، لم يكن جزء كبير من القلق إزاء العدوان الروسي في الأسابيع الأخيرة موجهاً لأنشطتها في البحر الأسود، وإنما لحدودها مع شرق أوكرانيا أيضاً.
في هذا السياق، تُظهر الوثيقة المسربة أن القوات الروسية تصعّد من وجودها على جميع جوانب الحدود الأوكرانية بوحدات مزودة بمجموعة واسعة من القدرات، يشي العديد منها بنوايا شريرة وليس مجرد استعراض للقوة.
تشير الوثيقة أيضاً إلى أن التصرفات الروسية قد يكون الهدف منها صرف الانتباه عن المشكلات الداخلية قبل الانتخابات التشريعية في سبتمبر/أيلول، أو مواجهة مناورات الناتو وإرهاب أوكرانيا للتراجع عن "تطوراتها السياسية الإيجابية".
لكنها تشير أيضاً إلى "احتمال كبير" بأن روسيا ربما تسعى لاستفزاز القوات الأوكرانية لإيجاد ذريعة للتدخل العسكري، كما فعلت في جورجيا عام 2008.
وتجددت المواجهات خلال الأيام الأخيرة بين انفصاليين مؤيدين للروس في شرق أوكرانيا، وبين الجيش الأوكراني، الذي أعلن أمس الإثنين عن مقتل جندي من قواته وإصابة آخر خلال قتال مع الانفصاليين.
تخشى أوكرانيا أن يكون الكرملين، الذي يعد الداعم العسكري والسياسي للانفصاليين الموالين لروسيا في منطقة الدونباس الشرقية، يبحث عن ذريعة لشن هجوم، في حين قالت موسكو إنها "لا تهدد أحداً"، لكنها نددت بما تصفه بـ"الاستفزازات" الأوكرانية.
من جانبه، كان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي قد طلب، الأسبوع الفائت، من أوروبا دعماً أكبر لبلاده في مواجهة روسيا، بما في ذلك السماح لها بالانضمام لحلف شمال الأطلسي.
يُشار إلى أن القرم أصبحت جزءاً من روسيا بعد أن كانت تتبع أوكرانيا، عقب استفتاء من جانب واحد أُجري بشبه الجزيرة في مارس/آذار 2014، دون اكتراث بالقوانين الدولية وحقوق الإنسان.