قالت صحيفة Financial Times البريطانية، الأحد 18 أبريل/نيسان 2021، إن مسؤولين سعوديين وإيرانيين كباراً أجروا محادثات مباشرة، في محاولة لإصلاح العلاقات بين الخصمين الإقليميين.
الصحيفة أشارت إلى أنها حصلت على هذه المعلومات من مسؤولين مطلعين -لم تذكر أسماءهم- موضحةً أن هذه المحادثات المباشرة تأتي بعد أربع سنوات من قطع العلاقات الدبلوماسية بين طهران والرياض.
تقرير الصحيفة أضاف نقلاً عن أحد المسؤولين قوله إن "الجولة الأولى من المحادثات السعودية الإيرانية جرت في بغداد، في التاسع من أبريل/نيسان"، مضيفاً أنها "تضمنت مباحثات بشأن هجمات الحوثيين وكانت إيجابية".
لم يصدر تعليق رسمي سعودي أو إيراني على ما قالته الصحيفة، لكن الأخيرة نقلت عن مسؤول سعودي كبير -لم تذكر اسمه- نفيه إجراء أي محادثات مع إيران.
كان رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، قد زار السعودية في أواخر الشهر الماضي.
يأتي الحديث عن مباحثات سعودية إيرانية في وقت تحاول فيه واشنطن وطهران إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، والذي عارضته الرياض، وتضغط فيه الولايات المتحدة من أجل إنهاء الحرب في اليمن، التي ينظر إليها في المنطقة على أنها حرب بالوكالة بين السعودية وإيران.
تاريخ العلاقات المتوترة
منذ مطلع 2016، توترت العلاقات بين السعودية وإيران بشكل غير مسبوق، بعد قطع العلاقات الدبلوماسية بينهما، إثر إعدام الرياض رجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر، وتبع ذلك اعتداءات على المنشآت الدبلوماسية السعودية في إيران.
كما أنه منذ تأسيس الحكومة المذهبية في إيران عقب الثورة التي جرت عام 1979، اعتبرت السلطات السعودية هذه الحكومة منافسة جديدة لها في المنطقة، واستمرت العلاقات الثنائية بين البلدين منذ ذلك الحين على هذا الأساس.
وظلت العلاقات بين إيران والسعودية حافلة بالتوترات، وهذه أبرز محطاتها:
– في عام 1988، تمّ احتلال السفارة السعودية بالعاصمة الإيرانية "طهران"، وقتل أحد الدبلوماسيين السعوديين فيها، الأمر الذي أدّى إلى إعلان الرياض قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، واستمرت هذه القطيعة حتّى عام 1991.
– أدّى تسليم الولايات المتحدة الأمريكية، إدارة العراق في عام 2003، إلى الجماعات الشيعية الموالية للإيرانيين، إلى زيادة المخاوف الأمنية للسعوديين.
– تمّ تفسير التفوق النفسي والسياسي النسبي الذي حققه حزب الله اللبناني المدعوم من قِبل الإيرانيين، على إسرائيل، في حرب عام 2006، على أنه صعود الجيوسياسية الشيعية في المنطقة.
– تعاظُم النفوذ الإيراني في العراق عام 2007، إضافة إلى زيادة المطالب السياسية للأقليات الشيعية في دول الخليج العربي، أدّى إلى إحداث قلق لدى حكومات دول المنطقة.
– رفعت السعودية من حجم ضغوطها على الولايات المتحدة الأمريكية عام 2008، وذلك بداعي أنّ الإدارة الأمريكية أسهمت في خلق مساحة للنفوذ الإيراني في العراق.
– أرسلت السعودية عام 2011 وحدات عسكرية لإخماد المظاهرات التي نظمتها حركات شيعية مدعومة إيرانياً في البحرين.
– في عام 2011 اعتُقل شخصان يحملان الجنسية الإيرانية، عقب محاولتهما اغتيال السفير السعودي السابق لدى واشنطن، عادل الجبير.
– دعمت القيادة الإيرانية وحزب الله اللبناني نظام بشار الأسد في الحرب السورية، التي بدأت 2011، حيث تدخلا بشكل فعلي في هذا الصراع، من خلال إرسال قوات مقاتلة إلى جانب النظام، فيما تبنّت المملكة موقفاً داعماً للمعارضة.
– سيطر الحوثيون المدعومون من طهران، عام 2015، على أجزاء واسعة في اليمن، ولجأ الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إثر ذلك إلى السعودية، حيث بدأت قوات التحالف العربي، الذي تشكل لاحقاً بقيادة المملكة بقصف مواقع الحوثيين في اليمن.
– توصلت إيران خلال يوليو/تموز 2015 إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي، مع دول (5+1) المتمثلة بالولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا، والصين، وفرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، وكانت هذه الاتفاقية بمثابة إشارة لتحسن العلاقات الإيرانية مع الغرب، الأمر الذي أدّى إلى خلق تخوفات لدى المملكة وعدد من الدول الخليجية، من الامتداد الإيراني وتوسعه في المنطقة.
– اتهمت إيرانُ السعودية بالإهمال وإخفاء العدد الحقيقي لضحايا الازدحام الذي حصل في موسم الحج لعام 2015 في مِنى، والذي تسبب في مقتل أعداد كبيرة من الحجاج، بينهم مئات الإيرانيين.
– أعدمت السلطات السعودية في العام 2016، 47 محكوماً، بينهم رجل الدّين الشيعي نمر باقر النمر، وعبّر الشارع الإيراني عن سخطه بإحراق السفارة السعودية في طهران، وقنصليتها في مشهد، الأمر الذي دفع المملكة إلى إعلان السفير الإيراني لدى الرياض شخصاً غير مرغوب فيه.