قالت صحيفة The New York Times الأمريكية، الجمعة 16 أبريل/نيسان 2021، إن الخوف من تلقّي اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد، في بعض البلدان الإفريقية، يؤدي إلى انتهاء صلاحية بعض الجرعات غير المستخدمة.
كانت حكومة جنوب السودان قد كشفت، الجمعة 16 أبريل/نيسان الجاري، عن انتهاء صلاحية جرعات لقاح "أسترازينيكا" البريطاني، التي تبرع بها الاتحاد الإفريقي، قبل استخدامها.
جرعات منتهية الصلاحية
حيث قال مدير البرنامج الموسع للتطعيم في وزارة الصحة جورج أوزينيو ليجي، إن "صلاحية جرعات اللقاح انتهت في 13 أبريل/نيسان الجاري"، مشيراً إلى أن بلاده لن تستخدم تلك الجرعات نتيجة انتهاء صلاحيتها.
يشار إلى أن الاتحاد الإفريقي تبرع، بالتعاون مع مجموعة "MTN" للاتصالات، بـ59 ألف جرعة من لقاح "أسترازينيكا" لجنوب السودان.
سجلت جنوب السودان حتى الجمعة، 10 آلاف و432 إصابة بكورونا و114 وفاة.
كما أنه في ظل ارتفاع نسبة العدوى ومتوسط معدلات الوفيات بسبب فيروس كورونا في جمهورية مالاوي بشمال إفريقيا، شعر الداعون إلى تقديم الرعاية الصحية في البلاد بالقلق الشديد هذا الأسبوع، عندما أعلنت السلطات أنها ستتخلص من 16 ألف جرعة؛ لانتهاء صلاحيتها.
جرعات فاسدة
كانت الجرعات الفاسدة جزءاً من إجمالي بلغ 512 ألف جرعة من لقاح أسترازينيكا، تلقاها البلد الواقع في جنوب شرقي إفريقيا من الهند، والاتحاد الإفريقي وبرنامج كوفاكس والمبادرة العالمية لتأمين اللقاح وتوزيعه. ولم يحدد مسؤولو الرعاية الصحية سبب انتهاء صلاحية تلك الجرعات، لكنهم قالوا إنها فسدت يوم الثلاثاء 13 أبريل/نيسان؛ "بسبب اختلاف مدد صلاحية شحنات اللقاح المُرسلة".
فيما حذَّر الخبراء والعاملون في الحملات الصحية من الخوف من أخذ اللقاح، إلى جانب الشائعات التي تقول إن التطعيمات التي يجري إعطاؤها منتهية الصلاحية، والتي ربما أسهمت في بطء توزيع جرعات اللقاح؛ ما أدى إلى انتهاء صلاحيتها.
حسب صحيفة The New York Times الأمريكية، واجهت حملات التطعيم في العديد من البلدان الإفريقية عراقيل، بسبب بعض العوامل مثل الشكوك العلمية، والمجهودات المحدودة أو المنعدمة لتعليم السكان، وأنظمة التوزيع غير الفعالة والمخاوف المتعلقة بالحالات شديدة الندرة التي أُصيبت بجلطات دموية، وذلك بين الأعداد القليلة التي تلقت لقاحي أسترازينيكا أو جونسون آند جونسون. ويُعد هذان اللقاحان -اللذان يحتاجان تخزيناً أقل دقة- مهمَّين للغاية من أجل الوفاء بالجهود المبذولة لتطعيم السكان في الدول الفقيرة.
شعور عام بالتردد
عندما وصلت أولى جرعات اللقاح إلى كينيا في أوائل مارس/آذار، كان هناك شعور عام بالتردد في تلقِّيها، وحتى بين الأطباء، وفقاً لشيبانزي مواكوندا، الأمين العام لنقابة العاملين الطبيين في كينيا. ثم اتجهت الحكومة إلى إعطاء اللقاح للعاملين غير الأساسيين؛ لتتفادى إهداره.
فضلاً عن ذلك، أخّر المسؤولون في جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي استقبلت بدورها أولى جرعاتها في الشهر الماضي، حملة التطعيم حتى يوم 19 أبريل/نيسان، وهو تاريخ حُدِّد بعد بلاغات بأن فريق العمل توصل إلى أن لقاح أسترازينيكا الموجود في البلاد آمنٌ ولا يمثل خطراً على المواطنين.
يُذكر أن هذا التردد العام في تلقِّي اللقاح بالبلدان الإفريقية، ووقت ومكان تلقِّيه في حالة الموافقة، أسهم في انتهاء صلاحية بعض الجرعات.
المشكلة لا تقتصر فقط على إفريقيا
لكن المشكلة ليست مقصورة على البلدان الإفريقية؛ بل إن عشرات الآلاف من الجرعات فسدت أيضاً في بلدان مثل فرنسا والولايات المتحدة. لكن البلدان الإفريقية تواجه نقصاً أشد خطراً في الإمدادات. ووفقاً لقاعدة بيانات صحيفة The New York Times، فإن معدلات التطعيم في إفريقيا هي الأبطأ بين القارات الأخرى، مع وجود عديد من البلدان لم تبدأ بعدُ حملات التطعيم الجماعية.
أما في بعض البلدان مثل غانا، التي كانت أول بلد إفريقي يتلقى جرعات اللقاح من كوفاكس، فهي توشك على الانتهاء من مخزونها المبدئي دون معرفة موعد وصول الدفعة القادمة.
من جهتها، قالت نجوزي إروندو، أخصائية الأمراض المعدية والباحثة الصحية الأقدم في معهد أونيل بجامعة جورجتاون، إن "أوجه التفاوت تؤثر سلباً على العالم كله. إذا ظلت مناطق وبلدان كاملة تواجه عجزاً في جرعات التطعيمات، فسوف يستمر الخراب في المجتمعات ومعدلات المرض الثابتة، وسيؤدي إلى وجود مجتمع صحي عالمي مُعرَّض دوماً للإصابة بالفيروس".