صدفة غيرت حياته.. المنشد السوري لـ “عربي بوست”: اكتشفت موهبتي من خزان النفط ولم أتوقع تفاعل الملايين

عربي بوست
تم النشر: 2021/04/17 الساعة 09:59 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/04/17 الساعة 23:33 بتوقيت غرينتش

انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، الجمعة 16 أبريل/نيسان 2021، فيديو يصور شاباً سورياً يعمل داخل حرّاقات تكرير النفط الخام في الشمال السوري، فاجأ مقدم أحد البرامج الرمضانية، خلال إعداده حلقة حول عمالة الأطفال وصعوبة الأوضاع المعيشية للأهالي.

الشاب "أحمد الخطاب" الذي أذهل بصوته الملايين "أثناء تلاوته لبعض الآيات القرآنية وترديد الأناشيد"، حين ساقت الأقدار، معلق قناة بي إن سبورت، ومقدم برنامج "عمران" السوداني "سوار الذهب"، خلال عمله في تصوير حلقة لبرنامج رمضاني، حول عمالة الأطفال السوريين وصعوبة الأوضاع المعيشية للأهالي شمال سوريا.

وعن طريق الصدفة سمع صوتاً شجياً عذباً لشاب سوري أثناء عمله، يخرج من إحدى حراقات النفط في مدينة الباب شمال حلب.
عربي بوست قابل "الخطاب" حكى عن قصته التي شاهدها الملايين خلال 24 ساعة، فأثناء تنظيفه أحد حراقات النفط من بقايا البترول مر معد برنامج سوار الذهب وهو يتلو آيات من القرآن الكريم ويردد بعض الأناشيد التي اعتاد على ترديدها أثناء العمل.

ويضيف أيضاً أنه لم يكن يتوقع أن يكون لقاؤه مع معد برنامج "عمران" سوار الذهب سببا لشهرته على مواقع التواصل الاجتماعي وأيضاً سبباً في إعادة الأمل له بالحياة ومتابعة الدراسة بعد كفالة لمدة عام دراسي للحصول على شهادة المرحلة الإعدادية لتكون طريقه نحو إكمال المراحل التعليمية ما إن سمحت له الظروف في المستقبل.

نبذة عن حياة أحمد

أحمد الخطاب 17 عاماً، من مدينة السفيرة شمال شرق مدينة حلب 25 كم، نزح وأسرته عام 2013 إثر اقتحام قوات النظام مدينته، عندما كان في سن التاسعة من عمره، تاركاً مقاعد التعليم مجبراً، نتيجة التنقل بين المناطق وظروف العيش الصعبة.

ومع تردي أوضاع أسرته المعيشية، وجدت في مدينة الباب قبل سنوات مكاناً مناسباً للإقامة وتوافر فرصة عمل لوالده في تنظيف حراقات النفط، هذا العمل الذي تسبب في إصابته مؤخراً بمرض الديسك ليتوقف عن العمل بعدها، ويجد أحمد الشاب الصغير نفسه مسؤولاً عن سد مصاريف ومتطلبات حياة أسرته بعد تدهور صحة والده.

لذلك، التحق بالعمل ذاته في تنظيف حراقات النفط مقابل أجور زهيدة بالكاد تسد رمق باقي أفراد أسرته.

كيف اكتشف أنه يمتلك موهبة الإنشاد وتلاوة القرآن 

أحمد قال لـ "عربي بوست" إنه منذ أن كان في الثانية عشرة شعر بنفسه يردد كل ما يسمعه من تلاوات قرآنية غيباً، ومع الزمن بدأ يقرأ بشكل جيد واكتشف أنه يمتلك صوتاً جميلاً ونادراً، بحسب ما كان يصفه أصدقاؤه وزملاؤه في العمل وكل من كان يصادفه أثناء التلاوة وأداء الأناشيد. 

وأضاف أنه عندما بدأ بالعمل قبل عامين في تنظيف حراقات النفط وجد من الأسطوانة الضخمة شيئاً يمكن من خلاله اختبار صوته من جهة ومن جهة ثانية وجد بذلك عنصراً يساهم بالتخفيف من معاناته أثناء ساعات العمل الطويلة وسط بقايا البترول والزيوت والشحار، الأمر الذي جعله واثقاً من نفسه أنه يمتلك موهبة فريدة وصوت جميل. 

كيف شاءت الأقدار لتكون صدفة جميلة في حياته وإنقاذه من الشحار بعد طول عناء؟

"كانت بالنسبة لي مفاجأة"، يقول أحمد، عندما نادى أحدهم من فوهة الحراق وطلب مني التحدث معه.

وتابع، كعادتي وأثناء العمل أتلو الآيات وأردد الأناشيد للتخفيف عن نفسي من مشقة العمل طيلة ساعات اليوم، وكانت الصدفة أن معد برنامج "عمران" سوار الذهب يستمع لما أردده و أتلوه من آيات ليعجب بصوتي، وطلب مني التحدث معه عن ظروف حياتي وأسرتي والأسباب التي دفعت بي للعمل في هذه المهنة الشاقة، وطلب مني أيضاً الخروج والجلوس معاً وتلاوة بعض الآيات والأناشيد ليعجب أكثر. 

وأضاف أنه بعد حديث استمر لأكثر من ساعة تحدث له فيها عن كل ما يعانيه من صعوبات في العمل وحرمان من الدراسة، قدم له عرضاً "اترك العمل والالتحاق بالدراسة مجدداً" وكفل تعليمه لمدة عام.

"ذهبنا في اليوم التالي عقب اللقاء إلى المدرسة للاطلاع على شروط التقديم للبدء بالدراسة، ورغم أن الفرصة أتت في نهاية العام الدراسي لهذا العام، إلا أنني ومنذ الحين بدأت بالدراسة والتسجيل في إحدى المدارس للحصول على الشهادة الإعدادية في العام الدراسي المقبل لتكون نقطة انطلاق جديدة في حياتي التعليمية، أستطيع من خلالها إكمال دراستي التي كنت أحلم بها كل يوم، وكان كل ذلك في البداية أشبه بحلم، والآن بعد أن تحقق ذلك أعيش فرحة كبيرة لا توصف وأشكر سوار الذهب من أعماق قلبي".

تحميل المزيد