أطلق اليمين الدنماركي حملة بعنوان "سوريا مشمسة" من خلال ملصقات عُلقت باللوحات الإشهارية في شوارع البلاد، من أجل التشجيع على ترحيل اللاجئين السوريين إلى بلادهم على اعتبار أنها "أصبحت آمنة"، وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي، الخميس 15 أبريل/نيسان 2021، صوراً لحملة "Identitaer Generation".
تأتي الحملة بعد أن أصبحت الدنمارك أول دولة أوروبية تلغي تصاريح إقامة للاجئين سوريين لديها، حيث اعتبرت دوائر الهجرة في عام 2019، أن دمشق والمناطق المحيطة بها باتت آمنة للعودة إليها، وسط مخاوف منظمات حقوقية من أن تؤدي الخطوة إلى رمي العائدين في سجون النظام السوري.
حملة لترحيل السوريين لـ"بلادهم الآمنة"
قالت الحركة التابعة للحزب اليميني الدنماركي، في أول تقرير نشرته على موقعها الرسمي في 10 أبريل/نيسان الحالي: "يعمل نشطاء الهوية في شوارع كوبنهاغن على لفت الانتباه إلى حقيقة أن سوريا أصبحت الآن آمنة للعودة إلى ديارهم".
تضمن التقرير ملصقات كبيرة كُتب عليها: "بشرى سارة، يمكنك الآن العودة إلى سوريا المشمسة، بلدك بحاجة إليك"، ليعلم سكان العاصمة السورية دمشق، أن السوريين الذين يعيشون في الدنمارك يمكنهم العودة إلى ديارهم بِحرية.
كما تابع التقرير: "يوجد في الدنمارك أكثر من 40 ألف مهاجر وطفل سوري يجب أن يعودوا الآن إلى وطنهم؛ حتى يتمكنوا من المساعدة في بناء وطنهم، في Generation Identitær، نحث الحكومة على تقديم الشكر لجميع السوريين على الزيارة ومساعدتهم على بدء الرحلة إلى الوطن".
موقف يتماشى مع القرارات الحكومية
الدنمارك كانت قد رفضت تجديد تصاريح الإقامة المؤقتة لأكثر من 189 سوريّاً تقدموا بطلبات التجديد منذ الصيف الماضي، وهي خطوة برَّرتها السلطات الدنماركية بالاستناد إلى تقرير تقول إنه وجد أن الوضع الأمني في بعض أجزاء سوريا قد "تحسَّن على نحو ملحوظ"، وبناء على ذلك، أعادت الدنمارك تقييم حالة نحو 500 شخص من دمشق والمناطق المحيطة بها.
فيما ألغت السلطات حتى الآن أكثر من 205 إقامات، ما جعل الدنمارك أول دولة في الاتحاد الأوروبي تحرم السوريين من وضع اللجوء رغم أن معظم مناطق سوريا تصنف على أنها غير آمنة من قبل الأمم المتحدة.
تقرير الصحيفة قال إنه من بين الذين طلب منهم المغادرة طلاب المدارس الثانوية والجامعات وموظفو المصانع وأصحاب المتاجر والمتطوعون في المنظمات غير الحكومية.
بير موريتسين، الأستاذ في العلوم السياسية بجامعة أرهوس، قال إن الحكومة شددت موقفها بشأن الهجرة في السنوات الأخيرة؛ لتجنب خسارة الأصوات لصالح اليمين في البلاد.
فيما قالت ميشالا بنديكسن، منسقة منظمة "مرحباً باللاجئين" في الدنمارك، وهي منظمة غير ربحية، إن هذه السياسة تهدد بتشتيت العائلات السورية. وأضافت أن السياسة الحالية هدفها جعل الدنمارك آخر مكان يختاره طالب اللجوء.
تخوفات على مصير السوريين
تجاوز في العام الماضي عدد اللاجئين الذين غادروا الدنمارك عدد الوافدين، وتحدث رئيس الوزراء ميتي فريدريكسن، في تصريحات أقلقت المنظمات الإنسانية بشأن تشديد اللجوء إلى البلاد، حيث قال إن الهدف هو عدم وجود أي طالب لجوء في الدنمارك.
إحدى اللاجئات السوريات بالدنمارك، واسمها غالية العاصي (27 عاماً)، قالت للصحيفة إنها بدأت لتوّها دراسة الكيمياء والتكنولوجيا الحيوية بالجامعة التقنية في الدنمارك عندما استدعتها خدمات الهجرة بالبلاد في فبراير/شباط الماضي؛ لإجراء مقابلة معها والتي استمرت 5 ساعات كاملة.
أضافت العاصي أن الموظفين بالهجرة سألوها عن كفاءتها في اللغة الدنماركية التي تتحدثها بطلاقة، واستفسروا عن مدى اندماجها في الدنمارك، حيث تعيش مع أسرتها منذ فرارها من سوريا عام 2015.
موظف الهجرة قال للعاصي خلال المقابلة، إن الوضع الأمني في مسقط رأسها دمشق قد تحسّن، وإنه كان من الآمن لها العودة إلى سوريا. وفقدت العاصي حقها في العيش بالدنمارك، حتى مع بقاء إخوتها الأربعة ووالديها، ولم يكن لديها مكان آخر تذهب إليه.