أعلن زعيم المعارضة الروسي المسجون أليكسي نافالني، الثلاثاء 13 أبريل/نيسان 2021، أنه سيقاضي إدارة السجن بعد أن منعوا عنه نسخة من المصحف كان ينوي دراسته أثناء قضاء فترة حكمه في سجن خارج موسكو.
نافالني غاضب!
حساب نافالني على موقع إنستغرام قال إن أول دعوى قضائية ضدّ مسؤولي السجن تتعلق بالمصحف، وأضاف: "المشكلة أنهم لا يمنحونني مصحفاً، وهذا يثير استيائي"، مضيفاً أن "دراسة القرآن بعمق" كانت أحد أهداف "تحسين الذات" العديدة التي وضعها لنفسه في أثناء وجوده في السجن.
وأضاف الشاب الروسي المعارض أنه لم يُسمح له بالاطّلاع على أي من الكتب التي أحضرها أو طلبها خلال الشهر الماضي، لأنها جميعاً بحاجة إلى "تفتيش بحثاً عن التطرف"، وهو ما يقول المسؤولون إنه يستغرق ثلاثة أشهر، وقال: "لذلك كتبت التماساً آخر إلى مدير السجن ورفعت دعوى قضائية. الكتب هي كل شيء لدينا، وإذا اضطُررت إلى إقامة دعوى من أجل حقّي في القراءة، فسأفعل".
إضراب عن الطعام
وفي وقت سابق اتهم نافالني مصلحة السجون الروسية بتهديده بإرغامه على تناول الطعام بعدما فقد 7 كيلوغرامات من وزنه منذ باشر إضراباً عن الطعام، كما أن حالته الصحية تدهورت بشكل واضح إلى درجة أنه فقد الإحساس بإحدى يديه.
تصريح فريق نافالني، أبرز معارضي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، جاء بعد أن أعلن في 31 مارس/آذار أنه قرر الإضراب عن الطعام احتجاجاً على ظروف اعتقاله في المعسكر رقم اثنين في سجن بوكروف الذي يعتبر أحد أكثر السجون تشدداً.
وحسب تقرير لوكالة "فرانس برس" الفرنسية، فقد جاء على حساب فريق نافالني الرسمي "أنه يزن 77 كيلوغراماً" مؤكداً خسارته وزناً منذ بدء إضرابه عن الطعام في 31 مارس/آذار.
كما كتب في تغريدة "بعدما أدركت جدية الإضراب عن الطعام، تهدد المصلحة يومياً بإرغامه على تناول الطعام"، وأضاف أن نافالني، الذي قال الأسبوع الماضي إنه يعاني من سعال وحمى، أعيد إلى السجن من المستوصف، كما قال فريق نافالني: "لا يزالون يمنعون طبيباً من رؤيته".
يذكر أن نافالني اتّهم إدارة السجن بمنعه من استشارة طبيب، وبـ"تعذيبه" عبر حرمانه من النوم. وسبق أن أعلن نافالني أنه يعاني من آلام في الظهر ومن خدرٍ في ساقيه.
ناشط بارز ضد الفساد
كان نافالني مصدر إزعاج للكرملين منذ عَقْد بسبب تحقيقاته حول الفساد في صفوف المسؤولين، ويقود تظاهرات ضخمة في مختلف أنحاء روسيا.
فقد أطلق فريقه حملة جديدة سعياً للإفراج عنه، وأعلن عن خطط لتنظيم ما وصفه بأنه "أكبر تظاهرة في روسيا الحديثة".
وقال الفريق إنه سيحدد موعداً للتظاهرة حين يتم تسجيل 500 ألف مناصر على موقع إلكتروني. اعتباراً من الإثنين كان نحو 420 ألف شخص قد سجلوا.
وكان أبرز معارض للكرملين نجا الصيف الماضي من عملية تسميم بغاز أعصاب هو مادة نوفيتشوك المتلفة للأعصاب التي طُوّرت إبان الحقبة السوفييتية لأغراض عسكرية. وبقي نافالني أشهراً في ألمانيا للتعافي من التسميم خضع خلالها لعلاج فيزيائي لتمكينه من السير مجدداً واستعادة أبسط وظائفه الحركية.
كما يتهم نافالني الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأجهزة استخباراته بالسعي إلى تصفيته، وهو ما تنفيه السلطات الروسية رافضة حتى التحقيق في محاولة الاغتيال.
حُكم على نافالني، الذي أوقف في يناير/كانون الثاني لدى عودته إلى روسيا، بالحبس عامين ونصف العام لإدانته بتهمة انتهاك شروط إطلاق سراحه المشروط في قضية فساد سابقة، ووصف الحكم القضائي الصادر في حقه بأنه مسيّس.