اقترح الداعية المصري الشهير سعد الدين الهلالي استخدام "مناديل مبللة" في الوضوء، لترشيد استخدام المياه في بلاده، وذلك وسط مخاوف من تراجع حصة مصر من مياه نهر النيل، جراء الملء الثاني المرتقب لسد النهضة، الذي يشعل خلافاً بين مصر والسودان من جهة، وإثيوبيا من جهة أخرى.
جاءت تصريحات الهلالي -وهو أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر- مساء الأحد 11 أبريل/نيسان 2021، في برنامج "الحكاية" على قناة "إم بي سي مصر".
الهلالي قال إن "هناك حديثاً صحيحاً عن الرسول الكريم محمد، صلى الله عليه وسلم، حول الترشيد واستخدام كميات بسيطة من المياه أثناء الوضوء".
أضاف الهلالي: "أتمنى أن يقوم أحد العلماء باختراع وابتكار مناديل مبللة تصلح للوضوء، الأمر الذي سيؤدي إلى ترشيد كميات كبيرة من المياه المهدرة"، واعتبر أن "كل الوزارات والمواطنين مشتركون في حل أزمة المياه والمحافظة عليها".
وتساءل الداعية: "ما قيمة الإسراف في استخدام المياه، فالبعض يستخدمها بغزارة خلال الوضوء، ولكن يجب أن نتوضأ ونرشد في استخدام المياه، وقد نستخدم مناديل مبللة للوضوء، ونسميها الوضوء الشرعي مثل المايوه الشرعي والمونيكير الشرعي، فلابد من الحفاظ على المياه من خلال الوضوء".
كما أشار الهلالي إلى "إمكانية استخدام نظام الاستمطار الذي تم استخدامه من أيام نابليون وتستخدمه الصين وأمريكا وأستراليا"، وفقاً لما ذكره موقع "اليوم السابع".
أزمة سد النهضة
تخشى مصر من أن تفقد جزءاً كبيراً من مياه نهر النيل، بسبب مشروع سد النهضة الإثيوبي، وحذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في كلمة متلفزة، يوم الأربعاء الماضي، من مخاطر نشوب صراع بسبب السد.
وقبل أسبوع، انتهت جولة العاصمة الكونغولية كينشاسا عقب 3 أشهر على تعثر المفاوضات التي يرعاها الاتحاد الإفريقي، دون تحقيق تقدم أو التوصل إلى اتفاق بشأن إعادة إطلاق مفاوضات، وفق بيان للخارجية المصرية.
فمن جهتها تصر أديس أبابا على ملء ثانٍ للسد بالمياه في يوليو/تموز المقبل، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق، فيما تتمسك مصر والسودان (دولتا المصب) بالتوصل أولاً إلى اتفاق ثلاثي يحافظ على منشآتهما المائية.
كما تريد القاهرة والخرطوم ضمان استمرار تدفق حصتيهما السنوية من مياه نهر النيل، البالغتين 55.5 و18.5 مليار متر مكعب، بالترتيب.
كانت السودان ومصر قد لوّحتا بخيارات أخرى، عقب فشل جولة مفاوضات كينشاسا، وتركا الباب مفتوحاً أمام هذه الخيارات التي سينتهجانها إذا مضت إثيوبيا في مسعاها.
بحسب محللين، فإن حديث السودان ومصر عن الخيارات في هذا التوقيت (اقتراب موعد الملء الثاني) تجعل إمكانية قيام أي طرف منهما بتنفيذ خطوة يحفظ بها مصلحته وارداً، أو أنهما قد بحثا هذه الخيارات، بما فيها الخيار الأصعب (العسكري).
في 7 أبريل الجاري، قال السيسي إن التعاون والاتفاق (بملف سد النهضة) أفضل للجميع، داعياً إلى معرفة عواقب المواجهات العسكرية.
كما وصف السيسي، في كلمة بثها التلفزيون الرسمي الإثيوبيين، بـ"الأشقاء"، قائلاً إنه "لا يجب الوصول لمرحلة أنك تمسّ نقطة مياه من مصر"، مشيراً إلى انفتاح القاهرة على كل الخيارات.
في ذات اليوم، قال وزير الري السوداني ياسر عباس، في مؤتمر صحفي بالخرطوم، إن "كل الخيارات مفتوحة" أمام بلاده للتعامل مع أزمة السد، ومن ضمنها اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي.