“الأمريكيون يستمتعون بقتلنا!“.. عراقيون غاضبون من لعبة فيديو “6 أيام بالفلوجة” حوّلت جراحهم لوسيلة ترفيه

عربي بوست
تم النشر: 2021/04/12 الساعة 15:23 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/04/12 الساعة 15:25 بتوقيت غرينتش
صورة تعبيرية لجنود في العراق/رويترز

نشرت صحيفة The Times البريطانية عن مقطع دعائي للعبة "ستة أيام في الفلوجة" Six Days in Fallujah، التي أزعجت العراقيين، وهي لعبة فيديو يشارك فيها اللاعب في معارك نارية تستند إلى "قصص حقيقية" من المعركة التي وقعت في عام 2004 ضد قوات تابعة لتنظيم القاعدة [في ادّعاء الرواية الأمريكية]، والتي شهدت مقتل أكثر من 100 جندي أمريكي و3 آلاف من قوات المقاومة و800 مدني.

العراق الفلوجة
صورة من لعبة الفيديو التي أزعجت العراقيين/مواقع التواصل

حرب الفلوجة في لعبة إلكترونية

عراقيو المدينة، الذين حوصر كثير منهم مع احتدام المعركة لمدة ستة أسابيع في الشوارع، قالوا إن تلك اللعبة حوّلت ذكرياتهم المروعة إلى مجرد وسيلة ترفيه غربية واختزلت معاناتهم إلى مجرد حضور خلفي في قصص تركّز على ما تعتبره بطولات أمريكية.

يقول أبو عمر، وهو أستاذ جامعي كان في الثانية والعشرين من عمره عندما اضطر إلى الفرار من عمليات القتال التي كانت تشهدها المدينة، إن اللعبة لا يمكن أن تستدعي إلا السخط والاستياء من الشعب العراقي، يضيف أبو عمر: "كيف يمكنني أن أقول لطلابي، إن هناك لعبة فيديو يستمتع فيها الأمريكيون بقتلنا؟"، كما أشار إلى أن "الأمريكيين لم يميزوا [بين مدني ومقاتل مسلح]، لقد قتلوا كل كائن رأوه يتحرك في الشارع".

اللعبة تستمد أحداثها من معركة الفلوجة الثانية التي وقعت في نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول 2004، بعد فشل القوات الأمريكية في اقتحام المدينة خلال المحاولة الأولى التي جرت في بداية العام نفسه. وفي المعركة الثانية، حاصر 850 جندياً من قوات "بلاك واتش" البريطانية الخاصة المدينةَ، فيما نفّذ 8 آلاف جندي أمريكي الهجومَ الرئيسي.

من جهة أخرى، فإن هذه ليست المرة الأولى التي تُثير فيها اللعبة نفسها جدلاً وخلافات حولها. ففي عام 2009، أعلنت شركة ألعاب الفيديو اليابانية Konami تخليها عن الاسم بعد شكاوى وردت من بعض معاصري المعارك الذين تضرروا منها.

في المقابل، زعمت شركة Highwire Games، المطور الجديد للعبة، أن الهدف منها لم يكن تلطيخ ذكريات الفلوجة أو اختزالها.

ودافع خايمي جريسمير، المصمم الإبداعي للعبة، عنها، قائلاً: "ألعاب الفيديو لم تعد مجرد ألعاب للتسلية، لقد أثبتت بالفعل قدرتها على التعامل مع موضوعات جادة، ونحاول معرفة ما إذا كانت قادرة على توثيق التاريخ. كما أن ألعاب الفيديو يمكن أن تكون أدوات فعالة لخلق التعاطف".