يحتدم السباق، الأحد 11 أبريل/نيسان 2021، على خلافة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في معسكرها المحافظ، الذي يجمع المرشحَين المحتملَين المتنافسَين في اجتماع مغلق، قبل ستة أشهر من الانتخابات التشريعية.
السؤال الذي يُطرح على كل لسان عما إذا كان أرمين لاشيت، زعيم الاتحاد الديمقراطي المسيحي، أو وماركوس سودر رئيس الحزب الحليف البافاري الاتحاد الاجتماعي المسيحي، سيخوض السباق لقيادة الحملة والوصول المحتمل إلى المستشارية.
هذا السياسيان لم يعلنا رسمياً عن ترشحهما بعد، لكن رغبتهما في الترشح لم تعد موضع شكّ، وقد وعد المحافظون بحسم المسألة "بين عيدَي الفصح والعنصرة" (24 مايو/أيار)، بينما تتزايد الضغوط عليهم وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
كانت ميركل قد قررت مغادرة السلطة عقب انتخابات 26 سبتمبر/أيلول المقبل، بعد 16 عاماً في الحكم، ما سيفتح المجال لحقبة جديدة.
زعيم كتلة المحافظين النافذة في مجلس النواب رالف برينكهاوس، دعا إلى جدول زمني مكثّف مع إصدار قرار "في الأسبوعين المقبلين"، والهدف من ذلك إخراج الحزب من الوضع الصعب الذي يمرّ به في أسرع وقت ممكن.
إذ إن نهاية عهد ميركل تتحوّل إلى محنة بالنسبة للحزب، إلى حدّ تعريض انتصاره في الانتخابات التشريعية الذي كان يبدو مضموناً قبل بضعة أشهر، للخطر.
وبعد إدارتهما غير المنتظمة لأزمة الوباء العالمي، وتكبدهما انتكاسة انتخابية في اقتراعين محليين مؤخراً، يواجه الاتحاد الديمقراطي المسيحي، والاتحاد الاجتماعي المسيحي فضيحة اختلاس أموال مرتبطة بشراء كمامات طبية.
مصاعب أمام التحالف
يواجه تحالف الحزبين تحديات كبيرة، فبحسب استطلاعات للرأي، لا يحصد التحالف حالياً سوى بين 26% و28,5% من نوايا التصويت، أي أقلّ بعشر نقاط من شعبيته، في فبراير/شباط، إضافة لانهيار حاد لهذه النسبة منذ العام الماضي عندما بلغت 40%.
كذلك بات حزب الخضر ينافس المعسكر المحافظ، بعد أن سجّل ارتفاعاً في شعبيته منذ الانتخابات الأوروبية عام 2019، هو الذي يحلم بانتزاع المستشارية من الاتحاد الديمقراطي المسيحي.
بذلك يصبح اختيار المرشح المحافظ أمراً بالغ الأهمية، ومن غير المتوقع أن تُحسم المسألة اليوم الأحد أثناء اجتماع الكوادر الرئيسيين في الكتلة البرلمانية الذي ستشارك فيه ميركل.
لكن التحالف قد يعطي مؤشرات إلى التوجه العام، في وقت سيُدعى المرشحان المحتملان إلى تقديم رؤية كل منهما للمستقبل.
من جانبها، كتبت صحيفة "سودّويتشه تسايتونغ" أن هذا الاجتماع للبرلمانيين سيكون "نوعاً من الامتحان للترشيحات"، واعتبرت صحيفة "بيلد" أن عطلة نهاية الأسبوع الحالي ستكشف "الحقيقة"، فيما من المقرر أن يُعقد مؤتمر صحفي بعد ظهر الأحد يشارك فيه لاشيت وسودر.
كذلك تُظهر استطلاعات الرأي أن الخمسيني ماركوس سودر، رئيس الاتحاد الاجتماعي المسيحي يتقدّم على منافسه، إلا أن في ألمانيا لا يتمّ انتخاب المستشار من خلال الاقتراع العام المباشر، بل من قبل النواب.
وأفادت قناة "آ آر دي" الرسمية أن 54% من الناخبين يعتبرون أنه مرشّح جيّد. أما بالنسبة للستّيني أرمين لاشيت فهو لم يحصل سوى على 16% من نوايا التصويت.
لكن عموماً تعود مسألة طرح المرشح إلى الاتحاد الديمقراطي المسيحي، الحزب الأقوى في التحالف، إذ إن الاتحاد الاجتماعي المسيحي ليس سوى حزب إقليمي. ونجح هذا الأخير مرتين منذ الحرب في تمثيل المعسكر المحافظ كاملاً في الانتخابات، إلا أنه واجه انتكاستين.
حاجة لدعم ميركل
من جهته، يواجه أرمين لاشيت، الذي انتُخب منذ يناير/كانون الثاني فقط على رأس الاتحاد الديمقراطي المسيحي، النكسةَ تلو الأخرى، فقد أثار موقفه الأخير من إغلاق صارم مدّته قصيرة بهدف لَجْم الموجة الثالثة من وباء كوفيد-19، انتقادات وحتى سخرية.
إذ كان رئيس منطقة شمال رينانيا فيستفاليا حتى الآن الداعي إلى تخفيف الإجراءات، إلى حدّ الدخول في نزاع مع ميركل، وقال ماركوس سودر إن "مرشح الاتحاد الديمقراطي المسيحي- الاتحاد الاجتماعي المسيحي، لن يحقق نجاحاً من دون دعم ميركل".
ومسألة تعيين مرشح ملحة جداً في نظر الاتحاد الديمقراطي المسيحي؛ إذ إن الحزب الاشتراكي الديمقراطي سبق أن حسم المسألة منذ أشهر عدة، باختياره وزير المال الحالي أولاف شولتز. أما حزب الخضر فسيعيّن مرشّحه في 19 أبريل/نيسان.