قال التلفزيون الإيراني، مساء الأحد 11 أبريل/نيسان 2021، إن المتحدث الرسمي باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهرزو كمالوندي، قد تعرض لحادث، أصيب فيه برضوض في الرأس والكاحل، فيما رجحت وسائل إعلامٍ تعرضه لهجوم.
وقال التلفزيون الإيراني، إن الحادث وقع خلال زيارة المتحدث الرسمي، لمجمع "نطنز" لتخصيب اليورانيوم، وقد تم نقله فوراً إلى المستشفى، لأخذ العلاج، وهو بصحة جيدة.
يأتي الحادث الذي تعرض له كمالوندي، بعد ساعات من كشفه لوسائل الإعلام عن تعرض منشأة نطنز النووية لحادث تخريبي، كشفت مصادر استخباراتية أن الموساد الإسرائيلي يقف وراءه.
كما تزامن الإعلان عن إصابة المتحدث الرسمي مع ما أعلنت عنه وسائل إعلام إيرانية معارضة من أن حريقاً ثانياً قد دب في المنشأة مساء اليوم، وهو ما لم تؤكده وسائل الإعلام الرسمية حتى الآن.
الهجوم بعبوة ناسفة
وكانت مصادر مخابراتية قد كشفت من جانبها، أن جهاز الموساد الإسرائيلي نفذ هجوماً إلكترونياً استهدف منشأة نطنز النووية الإيرانية، وذلك وفق ما أكدته الإذاعة العامة الإسرائيلية عن مصادر لم تسمها.
ولكن قناة 13 الإسرائيلية من جانبها، قالت إن الهجوم قد نُفذ بقنبلة متفجرة زُرعت داخل المنشأة.
من جهتها، ذكرت قناة "كان" الرسمية، نقلاً عن مسؤولين استخباراتيين، أن جهاز الأمن الخارجي الإسرائيلي (الموساد) يقف وراء "تفجير" مفاعل "نطنز" الإيراني.
وأضاف المسؤولون أن "الضرر (في المفاعل) أكبر من المُعلن عنه بإيران"، إذ أكدت المصادر الاستخباراتية أن التقديرات تشير إلى أن الضرر الناتج عن "تفجير" مفاعل نطنز "سيقوض قدرات إيران على تخصيب اليورانيوم".
كما ذكرت القناة أن المجلس الوزاري الأمني والسياسي المصغّر في إسرائيل (الكابينت)، يجتمع الأحد المقبل، لبحث الملف الإيراني.
نتنياهو: مكافحة إيران مهمتنا
وفي أول تعليق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد الحادثة، قال إن مكافحة إيران وبرنامجها النووي "مهمة عملاقة"، مؤكداً في الوقت نفسه أن إسرائيل أصبحت قوة إقليمية وعالمية.
وأفاد الحساب الرسمي لرئيس الوزراء الإسرائيلي على "فيسبوك"، بأن نتنياهو أقام "مراسم رفع كأس خمر في مقرات قيادة الأجهزة الأمنية، الموساد والشاباك وجيش الدفاع، وذلك بمناسبة حلول عيد الاستقلال الـ73 لدولة إسرائيل".
وقال نتنياهو، إن "مكافحة إيران وأتباعها ومكافحة البرنامج النووي الإيراني والتسلح الإيراني، مهمة عملاقة. والوضع القائم اليوم لا يعني أن هكذا سيكون الوضع غداً".
الهجوم على منشأة نووية
صباح اليوم، ذكرت وسائل إعلام إيرانية، أن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية قال إن مشكلة وقعت بشبكة توزيع الكهرباء في منشأة نطنز النووية، كما قال المتحدث بهروز كمالوندي، في وقت سابق، إن "الحادث لم يوقع إصابات بشرية أو يتسبب في تلوث إشعاعي".
ووقع الحادث بعد يوم من تشغيل طهران أجهزة طرد مركزي متقدمة جديدة لتخصيب اليورانيوم بالموقع. ومنشأة نطنز، المقامة في الصحراء بمحافظة أصفهان وسط البلاد، محور برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم وتخضع لمراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة.
وقد نسب التلفزيون الحكومي الإيراني إلى علي أكبر صالحي، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، قوله إن الحادث الذي تعرضت له منشأة نطنز النووية، اليوم الأحد، كان نتيجة عمل "إرهابي"، مضيفاً أن طهران تحتفظ لنفسها بالحق في اتخاذ إجراءات ضد الجناة.
وقال صالحي، إن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بينما تدين هذه الخطوة الفاشلة، تؤكد ضرورة تعامل المجتمع الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية مع هذا الإرهاب النووي، وتحتفظ بحقها في اتخاذ إجراءات ضد مرتكبيه ومن أمر به ومن نفذه".
كما علق متحدث باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية على الواقعة في رسالة بالبريد الإلكتروني، قائلاً: "نحن على علم بتقارير وسائل الإعلام. ليس لدينا تعليق في هذه المرحلة".
ليس الأول من نوعه
في يوليو/تموز الماضي، اندلع حريق بمنشأة نطنز قالت الحكومة حينها، إنه محاولة لتخريب البرنامج النووي للبلاد.
وفي عام 2010، تم اكتشاف فيروس الكمبيوتر "ستاكسنت" الذي يُعتقد على نطاق واسعٍ أن الولايات المتحدة وإسرائيل طوّرتاه، وذلك بعد استخدامه لمهاجمة نطنز.
يأتي حادث منشأة نطنز في وقت تحاول فيه طهران وواشنطن إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع القوى الكبرى بعد أن انسحب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب منه قبل ثلاث سنوات. وعاود ترامب فرض العقوبات التي سبق رفعها عن الجمهورية الإسلامية، بل فرض المزيد من العقوبات عليها.
رداً على العقوبات الأمريكية، انتهكت إيران كثيراً من القيود التي فرضها الاتفاق. وأبدى البلدان مواقف متشددة في المحادثات غير المباشرة التي جرت في فيينا، الأسبوع الماضي، بشأن عودة الطرفين إلى الامتثال الكامل للاتفاق.