تداولت وسائل إعلام إسرائيلية واقعة بكاء رئيس إسرائيل رؤوفين ريفلين، الثلاثاء 7 أبريل/نيسان 2021، خلال جلسة له بالكنيست مخصصة لتأدية الأعضاء الجدد لليمين الدستورية.
The Jerusalem Post" قالت إن ريفلين لم يتمالك دموعه أثناء حديثه عن "الانقسامات التي يشهدها المجتمع الإسرائيلي"، معرباً عن أسفه لأنه ترأس 6 برلمانات خلال فترته الرئاسية البالغة سبع سنوات.
ريفلين وجه تحذيراً من خطر حقيقي تسببه الانقسامات قائلاً: "إذا لم نتحلّ بالحكمة الكافية لإيجاد نموذج للشراكة يتيح لنا العيش هنا معاً باحترام متبادل والتزام مشترك حقيقي تجاه بعضنا بعضاً، فإننا سنكون في خطر حقيقي".
تكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة
يأتي هذا بعد أن كلف ريفلين، الثلاثاء، رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي بتشكيل حكومة جديدة، بعد مشاورات عقدها مع الأحزاب السياسية، بعد أن حصل فيها نتنياهو على أكبر قدر من التأييد، مما جعله الأوفر حظاً للفوز بهذه المهمة.
لكن ريفلين أكد، في مؤتمر صحفي، أنه وبحسب المشاورات التي أجراها، فإنه "ما من مرشح أمامه فرصة حقيقية لتشكيل الحكومة".
بهذا الإعلان، يقع على عاتق نتنياهو الآن تشكيل الحكومة الإسرائيلية خلال 28 يوماً، لكن من المتوقع أن تكون جولات المفاوضات التي سيخوضها نتنياهو مع رؤساء الكتل فاشلة، حيث حسم كل زعيم قراره بإفشال الطرف الآخر.
يذكر أن الانتخابات الإسرائيلية التي أجريت في 23 مارس/آذار، وهي رابع اقتراع في عامين، كانت قد انتهت دون أن يفوز الجناح اليميني بقيادة نتنياهو ولا تحالف محتمل من معارضيه بأغلبية برلمانية.
انقسام بين الأحزاب الإسرائيلية
لم تفلح المناقشات الماراثونية التي أجراها ريفلين مع ممثلين عن جميع الأحزاب الحاصلة على مقاعد في الكنيست في الخروج من المأزق السياسي. فقد قال متحدث باسم ريفلين إن جولة المشاورات انتهت، وإن الرئيس سيصدر قراره.
وأوصى 52 نائباً في الكنيست، البالغ عدد مقاعده 120، باختيار نتنياهو، مقابل 45 رشحوا السياسي الوسطي ووزير المالية السابق يائير لابيد زعيم حزب هناك مستقبل، وسبعة نادوا بتكليف نفتالي بينيت زعيم حزب يامينا اليميني المتطرف.
فيما رفضت ثلاثة أحزاب، حصلت إجمالاً على 16 مقعداً، تسمية أي مرشح في اجتماعاتها مع ريفلين.
من جانبه، حث نتنياهو كلاً من بينيت وحليفه السابق جدعون ساعر، الذي أسس حزب الأمل الجديد بعد انشقاقه عن حزب ليكود المحافظ، على الانضمام إليه لكسر الجمود الذي يهيمن على الوضع السياسي في إسرائيل.
لم يبد بينيت التزاماً تجاه التعاون مجدداً مع نتنياهو، الذي كانت تربطه به علاقة متوترة.
أما ساعر فقال إنه لن يعمل تحت إمرة نتنياهو، متذرعاً بمحاكمة نتنياهو في قضايا فساد، والتي بدأت، الإثنين، لكن لم يصل إلى حد تأييد لابيد.
يأتي هذا التكليف في وقت يحضر فيه نتنياهو، الذي ينفي ارتكابه أي أخطاء، جانباً من جلسة المحكمة، وكرر لاحقاً الاتهامات بأن قضية الادعاء ضده "محاولة انقلاب تستهدف الإطاحة برئيس وزراء يميني قوي" من منصبه.
مقترح لإبعاد نتنياهو من المشهد
وكان لابيد قد صرح، الإثنين، بأنه اقترح الدخول في ائتلاف مع بينيت. وسيتولى بموجب الاتفاق رئاسة الوزراء أولاً على أن يتسلم لابيد المنصب منه.
وقال لابيد في خطاب تلفزيوني: "المواطنون الإسرائيليون بحاجة لأن يروا أن زعماءهم يمكنهم العمل معاً".
لم يعلق بينيت بعد على عرض لابيد. وقال معلقون سياسيون إن اتفاقاً من هذا القبيل قد يمهد الطريق أيضاً لساعر اليميني كي ينضم للابيد، مع احتمال أن يكون بينيت، وهو محافظ مثله، على رأس القيادة.
يذكر أنه وفي حال لم يتمكن نتنياهو من تشكيل ائتلاف حكومي خلال 28 يوماً يستطيع أن يطلب من الرئيس تمديد المهلة أسبوعين. كما يمكن لريفلين إسناد المهمة لشخص آخر إذا لم تُشكل الحكومة في الفترة المحدد لذلك.