واشنطن وبغداد تتفقان على انسحاب “القوات العسكرية” كافة وفقاً لجدول زمني.. ودور “استشاري” لأمريكا

عربي بوست
تم النشر: 2021/04/07 الساعة 21:32 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/04/07 الساعة 21:40 بتوقيت غرينتش
قوات تابعة للجيش الأمريكي في العراق/ رويترز

أعلنت واشنطن وبغداد، مساء الأربعاء 7 أبريل/نيسان 2021، اتفاقهما على تحوُّل دور القوات الأمريكية والتحالف الدولي في العراق إلى "استشاري تدريبي"، مع انسحاب "القوات القتالية"، وفق جدول زمني يتفق عليه الطرفان في "محادثات فنية مقبلة".

جاء ذلك في بيان مشترك عقب انتهاء جولة ثالثة من الحوار الاستراتيجي بين البلدين، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، بمشاركة ممثلين عن حكومتي البلدين، برئاسة وزيري الخارجية، إضافة إلى ممثلين عن إقليم كردستان شمالي العراق.

وأفاد البيان بأنه "في ضوء تطور قدرات القوات الأمنية العراقية، توصل الطرفان إلى أن دور القوات الأمريكية وقوات التحالف قد تحوَّل الآن إلى المهمات التدريبية والاستشارية".

وأضاف أن هذا الدور سيكون على "نحو يسمح بإعادة نشر (انسحاب) المتبقي من القوات القتالية خارج العراق، على أن يتفق الطرفان على التوقيتات الزمنية في محادثات فنية مقبلة".

وشدد الطرفان على أن القواعد التي يوجد بها أفراد التحالف قواعد عراقية، وهم موجودون فيها حصراً لدعم جهود العراق في الحرب ضد "داعش"، وفق البيان.

وينوي البلدان، بحسب البيان، مواصلة المحادثات، عبر لجنة عسكرية مشتركة؛ لضمان انسجام عمليات التحالف الدولي مع احتياجات القوات الأمنية العراقية، وضمنها "البيشمركة" (قوات إقليم شمال كردستان).

ومنذ 2014، تقود واشنطن تحالفاً دولياً لمكافحة "داعش"، الذي استحوذ على ثلث مساحة العراق آنذاك، حيث ينتشر بالعراق نحو 3000 جندي للتحالف، بينهم 2500 أمريكي.

وجددت واشنطن، في البيان المشترك، الإعراب عن احترامها لسيادة العراق وسلامة أراضيه وللقرارات ذات الصلة التي صدرت عن السلطتين التشريعية والتنفيذية العراقية.

مطالبة واشنطن بالانسحاب 

وفي 5 يناير/كانون الثاني 2020، صوّت البرلمان العراقي لصالح قرار يطالب بإخراج القوات الأجنبية، وضمنها الأمريكية، من البلاد.

جاء القرار بعد يومين من اغتيال قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة "الحشد الشعبي" العراقية، أبو مهدي المهندس، في غارة جوية أمريكية قرب مطار بغداد.

فيما جددت الحكومة العراقية، في البيان، التزامها بحماية أفراد وقوافل التحالف الدولي والبعثات الدبلوماسية التابعة لدوله.

وقال البيان المشترك، إن علاقات البلدين الثنائية تخيم عليها تهديدات الجماعات المسلحة في العراق بـ"استهداف القوات الأمريكية وسفارة واشنطن في بغداد".

وفي وقت سابق من الأربعاء، هددت "الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية"، في بيان، بتوجيه ضربات "كبيرة" و"دقيقة" للقوات الأمريكية في البلاد، إذا لم تعلن بغداد وواشنطن "موعداً واضحاً" لانسحاب تلك القوات.

وتضم هذه الهيئة فصائل شيعية مسلحة مرتبطة بإيران، وعلى رأسها "كتائب حزب الله العراقي" و"عصائب أهل الحق" و"كتائب سيد الشهداء" و"حركة النجباء".

وتتهم واشنطن فصائل عراقية موالية لإيران بشن هجمات على السفارة الأمريكية في بغداد وأخرى على قواعد عسكرية يوجد فيها جنود أمريكيون.

وبين الولايات المتحدة وإيران ملفات خلافية، بينها ملفا طهران النووي والصاروخي وسياسة البلدين الخارجية في منطقة الشرق الأوسط.

وناقش وفدا العراق والولايات المتحدة "السبل التي يمكن أن تدعم واشنطن من خلالها الحكومة العراقية فيما يخص توفير الحماية للمتظاهرين السلميين ونشطاء المجتمع المدني وتحقيق المساءلة القانونية".

ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2019، يشهد العراق احتجاجات شعبية، تتهم النخبة السياسية الحاكمة بالفساد وانعدام الكفاءة والتبعية للخارج، وسقط خلالها مئات القتلى، معظمهم من المحتجين.

تحميل المزيد