قال سامح شكري، وزير الخارجية المصري، الأحد 4 أبريل/نيسان 2021، إن جولة مفاوضات سد "النهضة" الراهنة في العاصمة الكونغولية كينشاسا، بمثابة "فرصة أخيرة" للتوصل إلى اتفاق حول ملء وتشغيل السد، وذلك في الوقت الذي تشير فيه تقارير إعلامية أن جولة الأحد انتهت دون التوصل إلى نتائج.
تأتي هذه الجولة بعد 3 أشهر من تعثر المفاوضات، التي يرعاها الاتحاد الإفريقي، وعقب تصريحات للسيسي، في 30 مارس/آذار الماضي، حذر فيها من المساس بحصة مصر من مياه نهر النيل، وحملت أقوى لهجة تهديد لأديس أبابا منذ نشوب الأزمة قبل عقد.
وحسب قناة "الجزيرة" القطرية، نقلاً عن مصدر في الاجتماع، فإن الاجتماع لم يسفر عن أي اتفاق، بعد أن تمسكت الأطراف الثلاثة بمواقفها.
فرصة أخيرة
وزير الخارجية المصري، شدد على "ضرورة أن تؤدي اجتماعات كينشاسا إلى إطلاق جولة جديدة من المفاوضات تتسم بالفاعلية والجدية ويحضرها شركاؤنا الدوليون لضمان نجاحها".
كما أضاف: "تعتبر هذه المفاوضات بمثابة فرصة أخيرة يجب أن تقتنصها الدول الثلاث من أجل التوصل لاتفاق على ملء وتشغيل سد النهضة خلال الأشهر المقبلة وقبل موسم الفيضان المقبل".
جاء ذلك في بيان للخارجية المصرية، بالتزامن مع مفاوضات ثلاثية بين القاهرة وأديس أبابا والخرطوم، برعاية إفريقية في كينشاسا، بحضور شكري ووزير الري المصري، محمد عبدالعاطي.
ويأتي تصريح شكري بعد تأكيد الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، الأحد، لرئاسة الاتحاد الإفريقي تمسك القاهرة بإتمام "اتفاق ملزم" قبل الملء الثاني للسد بالمياه، في يوليو/تموز المقبل.
"خط أحمر"
السبت 3 أبريل/نيسان، انطلقت في كينشاسا جولة مفاوضات حول السد على مستوى الخبراء بالدول الثلاث، قبل أن تلتئم الأحد بمشاركة وزارية.
وقال السيسي، آنذاك، إن "مياه النيل خط أحمر، ولن نسمح بالمساس بحقوقنا المائية، وأي مساس بمياه مصر سيكون له رد فعل يهدد استقرار المنطقة بالكامل".
فيما تصر أديس أبابا على الملء الثاني للسد، في يوليو المقبل، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق بشأنه.
أما القاهرة والخرطوم فتتمسكان بالتوصل أولاً إلى اتفاق يحافظ على منشآتهما المائية ويضمن استمرار تدفق حصتهما السنوية من مياه نهر النيل، البالغة 55.5 مليار متر مكعب، و18.5 مليار متر مكعب، على التوالي.
السودان تتهم إثيوبيا بـ"رفع السقف"
في وقت سابق من اليوم الأحد، أعلن السودان، أن إثيوبيا رفعت سقف مطالبها بشأن مياه نهر النيل، في إطار أزمة سد "النهضة" المتواصلة منذ نحو 10 سنوات.
إذ نقل بيان لوزارة الخارجية السودانية، عن وزير الري والموارد المائية ياسر عباس قوله، إن "إثيوبيا رفعت السقف للمطالبة ببحث قسمة مياه النيل"، دون مزيد من التفاصيل.
على الصعيد ذاته، أكدت وزيرة الخارجية السودانية، مريم المهدي، الأحد، على ضرورة الوصول لاتفاق قبل الملء الثاني لسد النهضة في يوليو/تموز المقبل.
كما أضافت في تدوينة عبر "فيسبوك": "التقينا بالجالية السودانية في الكونغو الديمقراطية، عقب وصولنا إلى (عاصمتها) كينشاسا للمشاركة بجولة جديدة لمفاوضات السد".