تُرِك الأردنيون مع العديد من الأسئلة العالقة منذ تفجير نبأ محاولة الانقلاب، مساء السبت 3 أبريل/نيسان 2021، التي شملت الأخ غير الشقيق للملك عبد الله، ولي العهد السابق الأمير حمزة بن حسين.
موقع Middle East Eye البريطاني قال إن انتشار العديد من الشائعات عن الموضوع على الشبكات الاجتماعية والمنصات الإخبارية غير المُتحزِّبة في البلاد يؤكد أنَّ العديد من الأردنيين لا يزالون في حالة جهل بشأن الاعتقالات.
فيما لم يُسهِم مقطع الفيديو الذي نشره الأمير حمزة مساء السبت إلا في زيادة حالة عدم اليقين؛ إذ قال الأمير خلاله إنه قيد الإقامة الجبرية وتحدث عن الفساد وعدم الكفاءة في الأردن.
وفي حديث إلى موقع Middle East Eye، أبدى سكان الأردن ارتباكاً وانزعاجاً رداً على الأخبار التي تكشَّفت مساء السبت.
ليلة "حساسة" في الأردن
لميس أنضوني، كاتبة أعمدة في صحيفة "العربي الجديد" اللندنية، ترى أنه إذا كانت الإقامة الجبرية المفروضة على الأمير حمزة نتيجة حملة لاستهداف المعارضة، كما زعم، فهذا يمثل "تصعيداً خطيراً" في حين قلَّل المعلقون المحليون من جسامة فكرة أنَّ الأمير دبر لانقلاب ضد الملك عبد الله الثاني.
حسن براري، المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر، قال على صفحته على فيسبوك: "كانت ليلة حساسة، لكنها ليست خطيرة بالنسبة للأردن".
أضاف براري: "لم أتوقع يوماً أن يُتهَم الأمير حمزة بالوقوف وراء أي شخص يفكر في الانقلاب على الملك. الأمير حمزة لم يتوقف عن الحديث عن الكيفية التي أدت بها السياسات الرسمية في الأردن إلى الفقر والبطالة والقمع.. والآن يبدو أنَّ الأمير يقف إلى جانب المعارضة الوطنية، وهذا ما أثار قلق النظام".
كما أشار المحلل السياسي منذر الحوارات لموقع Middle East Eye: "الانقسامات داخل العائلة الملكية غير متوقعة؛ فالأردنيون معتادون على تماسكها"، مضيفاً أنَّ "الأردنيين الآن بحاجة إلى تفسير من جلالة الملك عبد الله الثاني من أجل نزع فتيل الأزمة".
كما انتقد الأردنيون، الذين يتابع الكثير منهم الأنباء باهتمام في الأخبار وما يفترض أنها تسريبات على الشبكات الاجتماعية، غياب الصحافة الموثوقة في البلاد.
محمود أبو هلال (55 عاماً) المقيم في العاصمة عمّان، قال لموقع Middle East Eye: "الرواية الرسمية غائبة؛ لذا ليس لدى وسائل الإعلام [الموالية للحكومة] ما تقوله، بينما يتحدث الصحفيون المواطنون على الشبكات الاجتماعية".
فيما قال المحلل منذر الحوارات: "إنَّ غياب البيانات الرسمية مهد الطريق أمام المواقع الإخبارية خارج الأردن للبث والتحدث؛ ما أعطى الانطباع بوقوع أحداث خطيرة. ويشير أيضاً حجم ردود الفعل الدولية إلى الخوف من حدوث تصدع في الوضع الداخلي في الأردن".
البيانات الرسمية
رئيس هيئة الأركان الأردنية المشتركة، اللواء الركن يوسف أحمد الحنيطي، نفى مزاعم اعتقال الأمير حمزة يوم السبت، لكن أكد صحة تقييد حركة الأمير واتصالاته بينما يجري التحقيق في ما حدث.
فيما قالت مصادر أردنية لموقع Middle East Eye إنَّ ما لا يقل عن 20 شخصاً على صلة بالقضية اعتُقِلوا يوم السبت، بمن فيهم مساعدا الأمير حمزة: الشريف حسن بن زيد، وباسم عوض الله.
وعَلِمَ موقع Middle East Eye من مصادر أمنية أن جميع الاعتقالات نُفِّذَت خلال فترة قصيرة يوم السبت وشملت أيضاً بعض حراس الأمير حمزة الشخصيين، بما في ذلك رئيس قصره هاشم أبو حمد، وحارسه الشخصي اللواء المتقاعد ياسر المجالي.
كما أشار موقع Middle East Eye إلى انتشار أمني قوي حول الطريق المؤدي إلى القصر الملكي في دابوق، غرب عمان. وأغلقت وحدات الأمن يوم الأحد، 4 أبريل/نيسان، جميع نقاط الدخول والخروج إلى دابوق.
اعتقالات في الأردن
الأردن كان قد عاش ليلة ساخنة بعد الإعلان عن اعتقالات نفذتها السلطات وطالت رئيس الديوان الملكي السابق باسم عوض الله وآخرين إثر "متابعة أمنية حثيثة"، فيما تحدثت صحيفة "واشنطن بوست" عن "مؤامرة مزعومة للإطاحة بالملك".
إثر ذلك، نفى قائد الجيش الأردني يوسف حنيطي، في بيان، احتجاز ولي العهد السابق الأمير حمزة بن الحسين ووضعه تحت الإقامة الجبرية، ضمن تلك الاعتقالات، لكن الأخير أكد وضعه قيد الإقامة الجبرية عبر تسجيلين مصورين باللغتين العربية والإنجليزية.
الأمير حمزة قال في مقطع فيديو إنه "لم يكن ضمن أي مؤامرة أجنبية"، لكنه "ندد بنظام الحكم ووصفه بأنه فاسد"، وفق تعبيره.
كان الملك عبدالله قد أبعد الأمير حمزة -وهو الأخ غير الشقيق للملك- من منصب ولي العهد عام 2004، في خطوة عزّزت قبضته على السلطة.
بحسب تصريحات الأمير حمزة، فإن الاعتقالات التي شهدتها المملكة أمس السبت، طالت مقربين منه، مشيراً إلى أنه تم تجريده أيضاً من الحراسة التي كانت مخصصة له ولأفراد عائلته، كما تحدث عن وضعه تحت الإقامة الجبرية، وقال إنه قد تم قطع وسائل الاتصال عنه.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، الأحد 4 أبريل/نيسان 2021، إن مصادر في الأردن، وصفتها بـ"الرفيعة جداً"، تُقدّر أن المملكة العربية السعودية، وإحدى إمارات الخليج، شاركتا من وراء الكواليس فيما وصفتها الصحيفة بـ"محاولة انقلاب" في الأردن.