روسيا وأمريكا تتنافسان على بناء قواعد عسكرية في السودان.. الخرطوم تخوض مفاوضات مع كلتيهما

عربي بوست
تم النشر: 2021/04/03 الساعة 12:11 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/04/03 الساعة 12:11 بتوقيت غرينتش
لقاء سابق بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس المجلس العسكري السوداني عبدالفتاح البرهان / رويترز

كشف موقع Middle East Eye البريطاني، السبت 3 أبريل/نيسان 2021، أن مفاوضات تخوضها أمريكا وروسيا كل على حدة مع السودان، وذلك في سباق لتعزيز وجودهما العسكري في ساحله، وبناء قواعد بحرية على البحر الأحمر. 

مصادر عسكرية ومدنية أفادت للموقع البريطاني بأن السلطات السودانية تدرس مقترحات من روسيا وأمريكا لبناء شراكات بحرية إقليمية يمكن أن تساعد في مكافحة الإرهاب والاتجار بالبشر والقرصنة على الصعيد الدولي. 

وقالت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها نظراً لعدم السماح لها بالتحدُّث لوسائل الإعلام، إن ثلاث سفن حربية روسية وأمريكية قد رست في مدينة بورتسودان الساحلية في فبراير/شباط ومارس/آذار، ما فُسِّرَ على أنه تصعيدٌ للمنافسة بين القوتين الدوليَّتين لتعزيز وجودهما العسكري في المياه الإقليمية السودانية. 

اتفاقيات مع روسيا 

في نوفمبر/تشرين الثاني 2020، أبرم الجيش السوداني اتفاقاً مع روسيا يسمح لموسكو ببناء قاعدة بحرية على ساحل السودان، في خطوةٍ يُنظَر إليها باعتبارها توسُّعاً للوجود الروسي ليس فقط في السودان، لكن أيضاً في البحر الأحمر وإفريقيا ككل. 

وستضم القاعدة المُخطَّط لها 300 فرد من أفراد الطاقم العسكرية وستصبح مركزاً لوجستياً لوجود موسكو البحري في إفريقيا. 

وبعد ثلاثة أشهر من صفقة القاعدة البحرية، أصبحت السفينة "غريغوروفيتش" أول سفينة حربية روسية تدخل بورتسودان في 28 فبراير/شباط، ورست هناك لعدة أيام. 

مفاوضات مع أمريكا 

وفي يناير/كانون الثاني 2021، قام نائب قائد القوات الأمريكية في إفريقيا للمشاركة المدنية والعسكرية، السفير أندرو يانغ، والمدير الاستخباراتي للقوات الأدميرال هايدي بيرغ، بزيارةٍ للسودان لتوسيع المشاركة التعاونية مع الولايات المتحدة، بعد أن ألغت واشنطن تصنيفها للسودان كدولة راعية للإرهاب في ديسمبر/كانون الأول. 

وقال يانغ في ذلك الوقت: "نحن في لحظة تغيير تاريخي في العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والسودان، بفضل الجهود الشجاعة للشعب السوداني لرسم مسار جديد جريء نحو الديمقراطية. نحن ملتزمون بتعزيز علاقتنا واستكشاف الفرص معاً". 

وفي الوقت الذي رست فيه السفينة الحربية الروسية في الميناء السوداني، وصلت أيضاً المدمِّرة الأمريكية المُزوَّدة بالصواريخ المُوجَّهة وينستون تشرشل، وسفينة النقل كارسون سيتي، إلى بورتسودان، وظلَّتا هناك لبضعة أيام أيضاً. 

ويعاني السودان من أزمةٍ اقتصادية واشتباكاتٍ قبلية في أطراف البلاد، فيما تسعى البلاد إلى تحسين علاقاتها مع الغرب بعد سنواتٍ من العقوبات.

بحسب الموقع البريطاني، فإن الجيش الذي دخل في تقاسم سلطة مع المعارضة المدنية بعد عزل البشير من منصبه بعد الاحتجاجات الحاشدة في 2019، يلعب دوراً كبيراً في إغواء القوات الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم) وكذلك روسيا. 

لكن القضية تزيد من تعقيد الخلاف المستمر بين الجناحين العسكري والمدني للحكومة الانتقالية، إذ يتَّهِم الجناح المدني الجيش بتهميشه مرةً أخرى في تشكيل السياسة الخارجية.

تحميل المزيد