قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن السلطات الأردنية وضعت الأمير حمزة بن الحسين، ولي العهد السابق، قيد الإقامة الجبرية في قصره بالعاصمة عمّان، بعد حملة اعتقالات شملت مجموعة من المسؤولين البارزين، بعد ما وصفه مسؤولون بأنه "تهديد لاستقرار البلاد".
غير أن وكالة الأنباء الأردنية قالت إن مصدراً مطلعاً أكد أن الأمير حمزة بن الحسين "ليس قيد الإقامة المنزلية ولا موقوفاً كما تتداول بعض وسائل الإعلام".
من جهتها، ذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، في تقرير عنونته بـ"إحباط محاولة انقلاب في الأردن، أن السلطات الأردنية ألقت القبض على ولي العهد السابق للمملكة، الأمير حمزة بن الحسين، بتهمة (تهديد استقرار الدولة)"، وبحسب الاشتباه فقد "تآمر حمزة للإطاحة بأخيه غير الشقيق الملك عبدالله الثاني".
يأتي ذلك بعد أن قالت وكالة الأنباء الأردنية "بترا"، في وقت سابق من السبت، إن السلطات الأمنية قامت باعتقال الشريف حسن بن زيد وباسم إبراهيم عوض الله وآخرين، لأسبابٍ أمنيّة.
بينما أوضحت الصحيفة الأمريكية، نقلاً عن مسؤول استخباراتي كبير بالشرق الأوسط، أن هناك تحقيقاً مستمراً في مؤامرة مزعومة للإطاحة بالملك عبدالله الثاني.
مؤامرة "معقدة" للإطاحة بملك الأردن
جاءت الاعتقالات، بحسب الصحيفة، في أعقاب اكتشاف ما وصفه مسؤولو القصر بأنه "مؤامرة معقدة وبعيدة المدى تضم على الأقل أحد أفراد العائلة المالكة وكذلك زعماء القبائل وأعضاء المؤسسة الأمنية في البلاد".
كما قال مسؤول المخابرات، الذي تحدَّث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن من المتوقع حدوث اعتقالات إضافية، مشيراً إلى الحساسيات الأمنية المحيطة بعملية إنفاذ القانون الجارية. وأكد مستشار أردني للقصر أن الاعتقالات تمت على خلفية "تهديد استقرار البلاد".
فقد شغل الأمير حمزة منصب ولي عهد الأردن لمدة أربع سنوات، قبل أن يتم نقل اللقب إلى الابن الأكبر للعاهل الحالي، حسين.
فيما قال مسؤول المخابرات، إن ضباط الجيش في المملكة أبلغوا الأمير حمزة باحتجازه، ووصلوا إلى منزله برفقة حراس، في توقيت الاعتقالات الأخرى نفسه.
المتآمرون لديهم "علاقات خارجية"
فيما لم يتضح مدى قرب المتآمرين المزعومين من تنفيذ الخطة، أو ما الذي خططوا لفعله بالضبط. ووصف مسؤول المخابرات الخطة بأنها "منظمة تنظيماً جيداً"، وقال إن المتآمرين- على ما يبدو- لديهم "علاقات خارجية"، رغم أنه لم يخض في التفاصيل.
بينما نقلت وكالة الأنباء الرسمية عن مصدر أمني، قوله: "إنه وبعد متابعة أمنية حثيثة تمّ اعتقال المواطنَين الأردنيَّين الشريف حسن بن زيد وباسم إبراهيم عوض الله وآخرين لأسبابٍ أمنيّة"، وأضاف المصدر أنّ التحقيق في الموضوع جارٍ.
إذ يعتبر الشريف حسن بن زيد من أفراد العائلة الملكية، بينما كان باسم إبراهيم عوض الله قد شغل منصب رئيس الديوان الملكي الأردني، إضافة إلى منصب المبعوث الخاص للعاهل الأردني إلى السعودية قبل إقالته عام 2018.
كما يعتبر باسم عوض الله، الأكثر جدلاً في الأردن؛ لارتباطه ببرنامج التحول الاقتصادي حينما شغل منصب وزير التخطيط والتعاون الدولي، وبعدها عمل رئيساً للديوان الملكي الأردني.
علاقة عوض الله كانت ممتدة نحو القصر الملكي السعودي، إذ يعتبر الصديق المقرب والمستشار لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وهو ما ظهر جلياً إبان مرحلة الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، وفقاً لمصادر أردنية رسمية رفضت الإفصاح عن هويتها.