فيديو مُرعب لمذبحة ارتكبتها “قوات إثيوبية”.. أعدموا 15 رجلاً عزلاً بإطلاق النار عليهم في مؤخرة الرأس

عربي بوست
تم النشر: 2021/04/03 الساعة 15:55 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/04/03 الساعة 15:55 بتوقيت غرينتش
قوات تابعة للجيش الإثيوبي في إقليم تيغراي/ رويترز

انتشر مقطع فيديو مرعب يُصور جنوداً من الجيش الإثيوبي يرتكبون مذبحة بحق ما لا يقل عن 15 رجلاً أعزل بإطلاق النار عليهم في مؤخرة الرأس في إقليم تيغراي المُتنازع عليه.

حسب ما نشرته صحيفة The Daily Mail البريطانية الجمعة 2 أبريل/نيسان 2021، يُظهر المقطع جثث هؤلاء الرجال وهي متناثرة بين التضاريس الجبلية والمعتدون يطلقون النار عليهم مرة أخرى للتأكد من قتل الجميع.

فقد ظهرت أدلة تثبت أن هؤلاء القتلة كانوا يرتدون زي الجيش الإثيوبي حين ارتكبوا هذه الجريمة بدم بارد، وفقاً لتحقيقات أجراها موقع هيئة الإذاعة البريطانية BBC Africa Eye وشبكة CNN الأمريكية.

فيديو يوثق لجريمة "الجيش الإثيوبي"

في بداية المقطع، يظهر العشرات من الرجال العزل وهم يجلسون في صفوف والجنود يحيطون بهم.

يرتفع صوت الجنود وهم يقولون باللغة الأمهرية، اللغة الرسمية لإثيوبيا: "لن نسمح بنجاة هؤلاء. ولا حتى واحد منهم". ويقول رجل آخر: "علينا توثيق هذا بالفيديو، كيف يلقى هؤلاء الناس حتفهم".

بعدها، تُقتاد مجموعة الرجال العزل إلى حافة منحدر ويُطلق النار عليهم في مؤخرة الرأس. ثم يبدأ الجنود في فحص الجثث للتأكد من مقتل الجميع، ويطلقون النار على رجال مصابين كانوا ما يزالون على قيد الحياة.

يهتف أحد الجنود: "اقتله، اقتله. هل ستقتله أم تريدني أن أفعل بنفسي؟". وتظهر أصواتهم أيضاً وهم يسخرون من الضحايا. ويُسمع أحدهم يقول: "كان ليكون رائعاً لو توافر لدينا بعض الجاز لنحرق هؤلاء على طريقة الهنود!".

أدلة على أنهم من الجيش النظامي

يعتقد محللون أن المهاجمين في الفيديو أعضاء في الجيش الإثيوبي لأن علَم البلاد يظهر مخيطاً على زيهم العسكري بالإضافة إلى النقوش التي يتميز بها زيهم. ويبدو الزي الرسمي مطابقاً للزي الذي ترتديه قوات الدفاع الوطني الإثيوبية.

كما نجح محللون من منظمة العفو الدولية بالتعاون مع شبكة CNN وكذلك خبراء من موقعي Bellingcat وNewsy تعاونوا مع موقع BBC Africa Eye في تحديد موقع المذبحة، وهو قريب من قرية ماهيبير ديغو شمال إقليم تيغراي، باستخدام برامج لتتبع الموقع الجغرافي ونمذجة ثلاثية الأبعاد.

فيما يشير التحليل المعتمد على أداة SunCalc أيضاً إلى أن المذبحة وقعت وقت العصر.

إذ كانت لقطات أولية غير مؤكدة للمذبحة قد ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي أوائل هذا الشهر بعد أن بثت شبكة Tigrai Media House هذا المقطع المرعب.

نساء إثيوبيات نازحات من إقليم تيغراي/ رويترز
نساء إثيوبيات نازحات من إقليم تيغراي/ رويترز

رجال عزل يُعدمون

يقول ستالين غبريسيلاسي، الصحافي في شبكة TMH، إن المقطع أُرسل إليه عبر مصدر في تيغراي قال إن المقطع صوره جندي إثيوبي على هاتفه المحمول.

بينما قال سام دوبيرلي، القائم بأعمال رئيس مختبر أدلة الأزمات بمنظمة العفو الدولية: "حقيقة أن معتدياً هو من فعل هذا (سجّل الفيديو) يشي بثقتهم بأنهم سيفلتون من العقاب. وأرى أنه من الأهمية بمكان أن تحاسب الحكومة الإثيوبية مرتكبي هذه الجرائم… التي يظهر جلياً أنها عمليات قتل خارج نطاق القضاء".

من جانبها، قالت ليتيشيا بادير، مديرة منظمة هيومن رايتس ووتش في القرن الإفريقي، لهيئة الإذاعة البريطانية BBC: "نرى ما يبدو أنه رجال محتجزون عزّل يُعدمون".

أضافت: "هذا الحادث يتطلب مزيداً من التحقيق بلا شك، لأن ما نراه هنا في هذه المقاطع قد يرقى إلى جرائم حرب".

فيما قالت الحكومة الإثيوبية لشبكة CNN في بيان يوم الجمعة 2 أبريل/نيسان إن "منشورات ومزاعم مواقع التواصل الاجتماعي لا يمكن اعتبارها دليلاً، سواء كانت وسائل الإعلام الغربية قد تناولتها أم لم تفعل". وأضافت أن الحكومة "أشارت إلى رغبتها الصريحة في إجراء تحقيقات مستقلة في إقليم تيغراي".

تحقيق مستقل وشفاف في إقليم تيغراي

كما دعت الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا ودول أخرى في مجموعة السبع، الجمعة، إلى إجراء تحقيق مستقل وشفاف في مزاعم انتهاكات لحقوق الإنسان في الصراع بإقليم تيغراي في شمال إثيوبيا.

إذ عبر وزراء خارجية دول مجموعة السبع، وهي كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وبريطانيا والولايات المتحدة، وجوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي عن قلقهم من الأوضاع هناك في بيان مشترك.

كما قالوا "على كل الأطراف ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وضمان حماية المدنيين واحترام حقوق الإنسان والقانون الدولي".

عناصر من قوات منطقة أمهرة يستقلون شاحنتهم وهم يتجهون لمواجهة جبهة تحرير تيغراي الشعبية في سانجا/ رويترز
عناصر من قوات منطقة أمهرة يستقلون شاحنتهم وهم يتجهون لمواجهة جبهة تحرير تيغراي الشعبية في سانجا/ رويترز

أضاف الوزراء في البيان المشترك "من الضروري أن يتم إجراء تحقيق مستقل يتسم بالشفافية والحياد في الجرائم التي ترد تقارير عنها ومحاسبة المسؤولين عن تلك الانتهاكات لحقوق الإنسان".

بينما أكدوا على أن انسحاب القوات الإريترية من تيغراي يجب أن يكون سريعاً وغير مشروط وقابلاً للتحقق منه وأن يتم الترتيب لعملية سياسية مقبولة لكل الإثيوبيين بما يؤدي لانتخابات نزيهة وعملية مصالحة وطنية.

تحميل المزيد