انضمت شركة تكنولوجيا الاتصالات الصينية "هواوي" إلى وكالة الأمن السيبراني التابعة لـ"منظمة التعاون الإسلامي"، على الرغم من المخاوف التي لطالما أُبلغ عنها على نطاق واسع بشأن مشاركة الشركة في تطوير برامج المراقبة التي تستخدمها السلطات الصينية ضد أقلية الإيغور المسلمة المضطهدة، بحسب موقع Middle East Eye البريطاني، الخميس 1 أبريل/نيسان 2021.
شركة "هواوي" قالت، الأربعاء، إنها أصبحت أول شركة تقنية عالمية تنضم إلى "فريق الاستجابة للطوارئ الحاسوبية" التابع لمنظمة التعاون الإسلامي (OIC-CERT)، والذي يُعنى بتقديم الدعم للدول الأعضاء المتضررة من هجمات إلكترونية والمساعدة في بناء قدرات الأمن السيبراني الخاصة بها.
بمناسبة ذلك، قالت الشركة الصينية في منشور على حسابها الرسمي عبر تويتر: "ستُمكن هذه العضوية من الإسهام بنشاط في الإطار التنظيمي العالمي للأمن السيبراني وتعزيز سبل الدفاع السيبراني للدول الأعضاء".
من جانبه، رحب الإماراتي عادل المهيري، مدير فريق الاستجابة للطوارئ الحاسوبية، بهذه الشراكة، وقال إن هواوي تتمتع بـ"سجلٍ حافل فيما يتعلق بتمكين التحولات الرقمية الآمنة والمرنة في دولة الإمارات وبقية العالم".
دعم من الإمارات وماليزيا
تقارير أشارت إلى أن انضمام "هواوي" لعضوية فريق الاستجابة للطوارئ الحاسوبية تمت تحت رعاية وكالات الأمن السيبراني في الإمارات وماليزيا.
ومن المرجح أن يُضاعف هذا القرار من استياء النشطاء الذين سبق أن انتقدوا منظمة التعاون الإسلامي، التي تضم 57 دولة من الدول ذات الأغلبية السكانية المسلمة، بسبب إحجامها عن اتخاذ موقف أو توجيه انتقاد ضد الحكومة الصينية على الرغم من الأدلة التي لا تنفك تتراكم والإدانات الدولية المتصاعدة لسياسات القمع المنهجي التي تستهدف الصين بها الأقلية الإيغورية المسلمة شمال غرب البلاد.
وتعليقاً على ذلك، قال دولكون عيسى، رئيس منظمة "المؤتمر الإيغوري العالمي" المعنية بالدفاع عن مصالح الشعب الإيغوري في تركستان الشرقية (إقليم شينغيانغ الصيني)، لموقع MEE إنه صُدم عند سماعه بأنباء هذه الشراكة.
قال عيسى: "من المؤسف أن تدخل منظمة التعاون الإسلامي، التي تصف نفسها بأنها (الصوت الجماعي للعالم الإسلامي)، في شراكة مع شركة (هواوي)، التي برهنت الأدلة على أنها تتعاون مع السلطات الصينية في سياسات الإبادة الجماعية للإيغور، عن طريق تطوير برامج التعرف على الوجه التي تستخدم لتحديد الأفراد الإيغوريين وسط الحشود من الناس".
وأضاف عيسى: "إذا كانت منظمة التعاون الإسلامي تريد حقاً أن تكون صوتاً للعالم الإسلامي، الذي يضم شعب الإيغور المسلم، فعليها اتخاذ موقف ضد جرائم الصين، وليس الدخول في شراكة مع إحدى شركاتها".
تورط في استهداف الإيغور
ويتهم ناشطون وجماعات دفاع عن حقوق الإنسان السلطات الصينية بارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق الإيغور والأقليات التركية المسلمة الأخرى في إقليم شينغيانغ، المعروف لدى الإيغور باسم تركستان الشرقية. كما وصف مسؤولون أمريكيون في عهد الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن وسلفه دونالد ترامب الأوضاع في الإقليم بأنها تشكّل إبادة جماعية للأقلية المسلمة.
وكانت شركة "هواوي" اتُهمت بدعم ممارسات القمع التي تنتهجها الحكومة الصينية بعد الكشف عن براءة اختراع لتقنية ابتكرتها الشركة تتيح التعرف على الوجوه والقدرة على تصنيف انتماءات المجموعات العرقية، ومنها الإيغور، ووثائق أخرى يبدو أنها تتناول كيفية استخدام مثل هذه البرامج لإرسال تنبيهات إلى السلطات الصينية بحق الأفراد المستهدفين.
في المقابل، أنكرت شركة "هواوي" أن تكون التقنية التي ابتكرتها قد صُممت لتحديد المجموعات العرقية، وقالت إنها تعارض "استخدام التكنولوجيا لأغراض ذات صلة بالتمييز العرقي".
لكن ذلك النفي لم يحُلْ دون إعلان أحد المسؤولين التنفيذيين للشركة في أوروبا عن استقالته في أعقاب الكشف عن تلك المعلومات، كما أعلن لاعب كرة القدم الفرنسي أنطوان جريزمان إلغاءَ عقد رعايته مع الشركة، مشيراً إلى "شكوك قوية" حول تورط الشركة في حملات القمع الصينية.
بالإضافة إلى ذلك، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على "هواوي" منذ عام 2019 على أثر مخاوف تتعلق بالأمن القومي وصلاتها بالحكومة الصينية.
وكالة الأمن السيبراني في منظمة التعاون
يُذكر أن "فريق الاستجابة للطوارئ الحاسوبية" التابع لمنظمة التعاون الإسلامي، قد أنشاته في عام 2009 وكالات الأمن السيبراني لدول الإمارات والسعودية وتونس ونيجيريا وماليزيا وباكستان.
ويعد الفريق مؤسسة تابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، وإن لم يكن كل أعضاء المنظمة منضمين إليها، وترأسها حالياً وكالة الأمن السيبراني العمانية وتشكل وكالات الإمارات وإيران ومصر وأذربيجان وإندونيسيا وماليزيا باقي أعضاء مجلس الإدارة، وفقاً لموقعها على شبكة الإنترنت.
وتشمل أهداف الفريق "بناء قدرات الأمن السيبراني والوعي به بين الدول الأعضاء، وتعزيز سبل البحث التعاوني والتطوير والابتكار في مجال الأمن السيبراني".
يشار إلى أن منظمة التعاون الإسلامي رفضت الرد على طلب التعليق الذي تقدم به الموقع البريطاني للحديث عن هذا الموضوع.