أرسلت الإمارات، الخميس 1 أبريل/نيسان 2021 طائرة مساعدات إنسانية تحتوي على مواد غذائية ومستلزمات طبية إلى إثيوبيا في إطار دعم الوضع الإنساني في إقليم تيغراي في وقت تتصاعد فيه التوترات بين مصر والسودان وإثيوبيا بسبب سد النهضة، حيث أكدت أديس أبابا أنها ستباشر المرحلة الثانية من ملء السد بعد أن أنجزت المرحلة الأولى العام الماضي بصرف النظر عن التوصل إلى اتفاق مع السودان ومصر من عدمه.
مساعدات إماراتية لإثيوبيا
المساعدات المرسلة إلى أديس أبابا تحتوي على 46 طناً من المواد الغذائية والمستلزمات الصحية، وقال سفير الإمارات في إثيوبيا، محمد سالم الراشدي، إن هذه المساعدات تأتي في إطار توجيهات الدولة بتقديم المساعدات الإنسانية والتنموية "للشعوب الشقيقة والصديقة".
وأضاف الراشدي في بيان نقلته وكالة أنباء الإمارات الرسمية "تعمل الإمارات على دعم الأوضاع الإنسانية والتنموية في إقليم تيغراي بإثيوبيا، وذلك نظراً لمعاناة الإقليم من ظروف الحرب وانتشار فيروس كوفيد – 19".
وأشار البيان إلى "أن الإمارات تعهدت بتقديم مبلغ 185 مليون دولار أمريكي، لدعم النازحين على الحدود الإثيوبية السودانية، وذلك بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي والمنظمات الدولية الأخرى". كما عملت الإمارات أيضاً على تسيير 6 طائرات حملت قرابة 300 طن من المواد الإغاثية عبر المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي وشركائها من المنظمات الدولية.
أزمة إثيوبيا ومصر والسودان
وتأتي المساعدات، بعد يوم من بيان صادر عن وزارة الخارجية الإماراتية، حول أزمة سد النهضة، إذ أعربت عن حرصها على استمرار المفاوضات بين الدول المعنية.
وأكدت الخارجية الإماراتية، في بيان، اهتمام وحرص بلادها على استمرار الحوار الدبلوماسي البنّاء والمفاوضات المثمرة لتجاوز أية خلافات حول سد النهضة بين مصر وإثيوبيا والسودان.
وعبر حسابه بتويتر، قال أيمن الصفدي، وزير خارجية الأردن، بعد اتصال هاتفي مع نظيره المصري، سامح شكري: "نقف مع الأشقاء في حماية حقوقهم المائية، وندعم موقف مصر المستهدِف التوصل لحل تفاوضي عادل لقضية سد النهضة".
والثلاثاء، أعلنت السعودية والبحرين وسلطنة عمان، في بيانات منفصلة، دعم موقف مصر والسودان في ملف سد النهضة الإثيوبي المتعثرة مفاوضاته منذ أشهر، ومساندتها لأي مساعٍ تساهم في إنهاء الأزمة وتراعي مصالح جميع الأطراف.
تصريحات السيسي
وجاء هذا بعد أن قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في تصريحات متلفزة الثلاثاء: "مياه النيل خط أحمر، ولن نسمح بالمساس بحقوقنا المائية، وأي مساس بمياه مصر سيكون له رد فعل يهدد استقرار المنطقة بالكامل". ومضى بلهجة تهديد مؤكداً: "لا أحد يستطيع أن يأخذ نقطة مياه من مصر، ومن يريد التجربة فعليه الاقتراب (من مياهنا)".
كانت هذه المرة الأولى التي يوجّه فيها السيسي تهديداً واضحاً لإثيوبيا، فعلى الرغم من أنه لم يتحدث عن عمل عسكري بشكل مباشر، فإنه قال إن استقرار المنطقة بأسرها سيتأثر برد فعل مصر في حالة المساس بإمداداتها من المياه بسبب سد النهضة الإثيوبي، وهو ما يُفهم منه أنه تهديد بعمل عسكري أو عمل استخباراتي أمني يؤدي إلى زعزعة استقرار إثيوبيا والمنطقة كلها.
وفي وقت سابق أعلن سفير إثيوبيا لدى القاهرة، ماركوس تيكلي ريكي، في مؤتمر صحافي، أن مفاوضات "سد النهضة" سيتم استئنافها قريباً (لم يحدد موعداً) برعاية الاتحاد الإفريقي، للوصول إلى اتفاق مرضٍ لجميع الأطراف.
وتتفاقم أزمة "سد النهضة" الإثيوبي بين السودان ومصر وإثيوبيا، مع تعثر المفاوضات الفنية، التي بدأت منذ نحو 10 سنوات، ويديرها الاتحاد الإفريقي منذ أشهر.
حيث تُصر أديس أبابا على الملء الثاني للسد في يوليو/تموز المقبل، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق بشأنه، فيما تتمسك القاهرة والخرطوم بعقد اتفاقية تضمن حصتَيهما السنوية من مياه نهر النيل البالغة 55.5 مليار متر مكعب، و18.5 مليار متر مكعب على التوالي.