أعلن أليكسي نافالني، المعارض الروسي الشهير، الأربعاء 31 مارس/آذار 2021، أنه بدأ إضراباً عن الطعام، ولن يوقفه حتى يتلقى الرعاية الطبية المناسبة، بعد أن شعر بآلام حادة على مستوى الظهر، بالإضافة إلى خدر الساقين الذي يعاني منه، وذلك وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية "فرانس برس".
كان نافالني البالغ 44 عاماً، والذي يقضي عقوبة بالسجن لمدة عامين ونصف العام، قال الأسبوع الماضي، إنه يعاني من عصب منضغط يتسبب في تخدر ساقه اليمنى.
واعتقل نافالني في روسيا منتصف يناير/كانون الثاني الماضي، بعد عودته من ألمانيا، حيث خضع للعلاج بعد تعرضه لمحاولة تسميم بغاز أعصاب في أغسطس/آب.
معاناة نافالني كما يرويها
المعارض الروسي، الذي يتهم الكرملين بتسميمه، وتسببت قضيته في أزمة بين موسكو والغرب، قال في تدوينة له على إنستغرام، إن ألم الظهر الذي تسبب في السابق بتخدر ساقه اليمني بدأ الآن يتسبب بفقدانه الإحساس أيضاً في ساقه اليسرى.
كما أضاف في المناسبة نفسها، "بدأت إضراباً عن الطعام للمطالبة باحترام القانون والسماح لطبيب من الخارج بزيارتي".
نافالني، كشف الأسبوع الماضي، أن حراسه يوقظونه "ثماني مرات في الليل" للكشف عليه في زنزانته.
وقال الأربعاء إنه بدلاً من تأمين العلاج الطبي له تستمر السلطات بتعذيبه بواسطة "الحرمان من النوم".
نافالني: الجميع مراقب
الإثنين 15 مارس/آذار، أكدت رسالة نُشرت على حساب نافالني على إنستغرام، أنه محتجز في معسكر اعتقال، في منطقة فلاديمير الروسية شمال شرق موسكو، يُعرف برقابته المشددة على السجناء، وفق ما ذكره موقع صحيفة The Guardian البريطانية.
إذ لم يكن موقع نافالني معروفاً على وجه الدقة بعد أن قال فريقه القانوني الأسبوع الماضي إنه نُقل من سجن كولتشوغينو القريب، ولم يُعلَموا بالمكان الذي سيُرَحَّل إليه، فيما أشارت تقارير سابقة إلى أن السلطات نقلت نافالني إلى سجن شديد الحراسة خارج موسكو.
قال نافالني في منشور له على موقع إنستغرام مرفق بصورة قديمة له بقصة شعر قصيرة: "عليّ أن أعترف بأن نظام السجون الروسي تمكّن من مفاجأتي". وأضاف: "لم يكن لديّ أدنى فكرة أنه يمكن إقامة معسكر اعتقال حقيقي على بعد 100 كيلومتر من موسكو".
كما أضاف المعارض الروسي أنه في مستعمرة العقوبات رقم 2 في بلدة بوكروف بمنطقة فلاديمير: "برأس تمت حلاقته مؤخراً". وأكدت محامية نافالني أولغا ميخائيلوفا أنها تمكنت من زيارته في المستعمرة.
كتب نافالني في منشوره أن "كاميرات الفيديو موجودة في كل مكان، والجميع مراقب وأقل المخالفات يُبلغ عنها". وأضاف: "أعتقد أن أحدهم في الطابق العلوي قرأ رواية أورويل 1984 وقال لنفسه: رائع، لنفعل ذلك، التأهيل عن طريق تجريدهم من إنسانيتهم".
لا يعامل فيه السجناء "مثل البشر"
نافالني قال أيضاً إنه لم ير حتى الآن أي إشارات تدل على العنف في المستعمرة، لكن "توتر السجناء" جعله "يصدق بسهولة" التقارير السابقة التي أفادت بالتعامل الوحشي في هذا السجن.
فقد كان الناشط كونستانتين كوتوف، الذي قضى قرابة عامين في المستعمرة لانتهاكه قواعد الاحتجاجات، قد قال مطلع هذا الشهر لوكالة فرانس برس، عن هذا المعتقل، إنه بيئة لا يُعامل فيها السجناء "مثل البشر".
في فبراير/شباط، طالبت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان موسكو بالإفراج عن السياسي المعارض خوفاً على حياته، لكن موسكو سارعت إلى رفض طلبها.
قال المعارض الروسي في منشوره على إنستغرام إن رجلاً يوقظه ليلاً "كل ساعة"، ويلتقط له صورة، ويعلن أن المتهم الذي "ينزع إلى الهرب" لا يزال في زنزانته.
تضارب الأنباء حول مكان المعارض الروسي
قبل ذلك بأيام قال أحد المحامين عن المعارض الروسي البارز أليكسي نافالني، إن السلطات الروسية نقلت موكله من السجن الذي نزل فيه بمنطقة فلاديمير الروسية، الشهر الماضي، إلى مكان غير معلوم، حسب ما نقلته وكالة رويترز الجمعة 12 مارس/آذار.
كانت السلطات قد احتجزته في البدء بسجن كولتشوجينو في منطقة فلاديمير شمال شرقي موسكو. وقالت وكالة تاس للأنباء نقلاً عن مصدر بقوات إنفاذ القانون في ذلك الوقت، إن نافالني محتجز هناك لفترة حجر صحي قبل نقله إلى المؤسسة العقابية آي.كيه-2، وهي في منطقة فلاديمير أيضاً.
إذ قال فاديم كوبزيف، أحد محامي نافالني، إنه زار موكله الخميس 11 مارس/آذار، لكن محامياً آخر حاول رؤيته الجمعة، لكن قيل له في النهاية إن المعارض الروسي تم نقله إلى مكان آخر. وقال كوبزيف لرويترز: "قال (مسؤولو) السجن إنه غير موجود هناك ولا شيء آخر". وقال كوبزيف إن نافالني كان بصحة جيدة عندما رآه قبل ذلك بيوم.