أعلنت إثيوبيا، الأربعاء 31 مارس/آذار 2021، بدء عملية لقطع الغابات في محيط سد النهضة، استعداداً للملء الثاني في يوليو/تموز المقبل، بعد أن أعلنت وزارة الخارجية الإثيوبية، الثلاثاء، أنها "أبلغت المبعوث الأمريكي للسودان، دونالد بوث، بـ"قرارها الحاسم"، بشأن الملء الثاني لسد النهضة".
التحرك الجديد لإثيوبيا بشأن سد النهضة يأتي بعد يوم واحد على تصريحات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والتي هدد فيها بشكل غير مباشر إثيوبيا، في حال إصرارها على اتّخاذ إجراءات منفردة بخصوص سد النهضة.
إزالة الغابات تمهيداً لملء سد النهضة
فقد أعلن المدير العام لوكالة خلق الوظائف الفنية والمهنية الحكومية الإقليمية بولاية بني شنقول جوموز الإثيوبية، الثلاثاء 30 مارس/آذار، تنفيذ عملية إزالة الغابات من أجل ملء المرحلة الثانية من سد النهضة، بتكلفة تزيد على 81 مليون بر إثيوبي.
قال بشير عبدالرحيم لوكالة الأنباء الإثيوبية، إن "المنطقة التي سيتم تطهيرها تغطي 4854 هكتاراً من الأراضي، ولتنفيذ هذا أبرمت الوكالة اتفاقية مع وكالة الطاقة الكهربائية الإثيوبية هذا الأسبوع".
كما أوضح المدير العام أن عملية إزالة الغابات ستنفذها 500 شركة تضم أكثر من 5000 شاب عاطل عن العمل من جميع أنحاء الولاية. وكشف بشير أن الأعمال ستنتهي في غضون شهر، حيث سيتم دعم العمل بتقنية GPS.
في إشارة إلى أن الوضع الأمني في ميتيكل يتحسن بسرعة، قال إن نشاط التطهير سيتم تنفيذه بالتعاون الوثيق مع مركز قيادة المنطقة، تحت رئاسة رئيس الوزراء آبي أحمد.
إثيوبيا تبلغ أمريكا بموقفها
كما أعلنت وزارة الخارجية الإثيوبية، الثلاثاء، أنها "أبلغت المبعوث الأمريكي للسودان دونالد بوث، بـ"قرارها الحاسم" بشأن الملء الثاني لسد النهضة".
إذ قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية، دينا مفتي، خلال مؤتمر صحفي، إن "أديس أبابا تحترم القانون الدولي لاستخدام الأنهار العابرة للقارات"، مجدداً التأكيد أن سد النهضة لا يضر بدولتي المصب مصر والسودان.
أضاف مفتي أن "حل الخلافات يجب أن يكون بالمفاوضات، وأي تغيير في آليات المفاوضات يجب أن يكون حسب إعلان المبادئ"، متابعاً: "أبلغنا المبعوث الأمريكي إلى السودان، دونالد بوث، بمضينا في الملء الثاني لسد النهضة".
كما قال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الثلاثاء الماضي، إن "الملء الثاني لسد النهضة في موعده عند موسم الأمطار، في يوليو/تموز المقبل". وأضاف أحمد، في كلمة له أمام البرلمان، أن "بلاده ليس لديها أي رغبة على الإطلاق في إلحاق الضرر بمصر أو السودان، لكنها لا تريد أن تعيش في الظلام".
تحذير السيسي من المساس بمياه مصر
أمس الثلاثاء، قال الرئيس المصري، في تصريحات متلفزة، إن "مياه النيل خط أحمر، ولن نسمح بالمساس بحقوقنا المائية، وأي مساس بمياه مصر سيكون له رد فعل يهدد استقرار المنطقة بالكامل".
السيسي مضى بلهجة تهديد قائلاً إنه "لا أحد يستطيع أن يأخذ نقطة مياه من مصر، ومن يريد التجربة فعليه الاقتراب (من مياهنا)".
أضاف السيسي خلال مؤتمر صحفي: "أنا ما بهددش حد، وعمرنا ما هددنا، وحوارنا رشيد جداً"، وتابع: "محدش هيقدر ياخد نقطة مياه من مصر، واللي عاوز يجرب يجرب.. وإلا هيبقى فيه حالة من عدم الاستقرار في المنطقة لا يتخيلها أحد، ومحدش يتصور إنه يقدر يبقى بعيد عن قدرتنا".
كانت هذه المرة الأولى التي يوجّه فيها السيسي تهديداً واضحاً لإثيوبيا، فعلى الرغم من أنه لم يتحدث عن عمل عسكري بشكل مباشر، فإنه قال إن استقرار المنطقة بأسرها سيتأثر برد فعل مصر في حالة المساس بإمداداتها من المياه بسبب سد النهضة الإثيوبي، وهو ما يُفهم منه أنه تهديد بعمل عسكري أو عمل استخباراتي أمني يؤدي إلى زعزعة استقرار إثيوبيا والمنطقة كلها.