تعتزم الأمم المتحدة حث المانحين الدوليين على التعهد بما يصل إلى 10 مليارات دولار، الثلاثاء 30 مارس/آذار 2021، لمساعدة السوريين الفارين من الحرب الأهلية في خضم جائحة كوفيد-19، وقالت إن الحاجة إلى الدعم الإنساني لم تكن بهذا الحجم من قبل.
في المؤتمر السنوي الخامس لوقاية اللاجئين السوريين من المجاعة، سيطلب الحدث الذي يستضيفه الاتحاد الأوروبي 4.2 مليار دولار للأشخاص داخل سوريا و5.8 مليار دولار للاجئين والدول المضيفة في الشرق الأوسط.
أعلى رقم منذ بدء حملة قمع السوريين
كما كشفت الأمم المتحدة أن حوالي 24 مليوناً يحتاجون إلى مساعدات أساسية، بزيادة أربعة ملايين خلال العام المنصرم، وهو أعلى رقم حتى الآن منذ حملة القمع التي شنها رئيس النظام السوري بشار الأسد على المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية في عام 2011، مما أدى إلى الحرب الأهلية.
من جانبه، قال مارك لوكوك، منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة: "مرت عشر سنوات من اليأس والكارثة على السوريين"، مضيفاً في بيان: "يؤدي الآن تدهور الظروف المعيشية والتراجع الاقتصادي وكوفيد-19 إلى مزيد من الجوع وسوء التغذية والمرض. ثمة قتال أقل ولكن لم تتحقق عوائد للسلام".
سوريا "كابوس حي"
يذكر أن القتال بين جيش النظام السوري ومقاتلي المعارضة قد انحسر منذ أن أنهى اتفاق قبل عام حملة قصف بقيادة روسيا أدت إلى نزوح ما يربو على مليون شخص، لكن الضربات الجوية الروسية، إلى جانب الجيش السوري المدعوم من إيران، تواصل مهاجمة مواقع مقاتلي المعارضة.
من المقرر أن يلقي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش كلمة أمام المؤتمر اليوم الثلاثاء. وفي العاشر من مارس/آذار، بمناسبة مرور عشر سنوات على بدء الصراع، قال غوتيريش إن سوريا "كابوس حي" إذ لم يعش حوالي نصف الأطفال يوماً دون حرب و60% من السوريين عرضة لخطر الجوع.
وفي بيان منفصل اليوم الثلاثاء، دعت الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر المانحين الدوليين إلى المساعدة في إعادة بناء البلاد، لا سيما لإصلاح خدمات الصحة والمياه والكهرباء.
من جانبه، قال خالد حبوباتي، رئيس منظمة الهلال الأحمر العربي السوري: "بنيتنا التحتية مدمرة".
أما الاتحاد الأوروبي، الذي يستضيف المؤتمر، فقد أكد أن إعادة بناء المدن المدمرة تحتاج مليارات الدولارات، ولا يمكن أن تبدأ حتى تساعد القوى المشاركة في الصراع، بما في ذلك روسيا وإيران، في الاتفاق على تسوية سلمية.
كما حث رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورير القوى العالمية على التوصل إلى اتفاق سلام أو مواجهة العديد من المؤتمرات السنوية الأخرى للمانحين لسوريا، وقال: "العاملون في المجال الإنساني هنا لتقديم المساعدة، لكن المسؤولية النهائية تقع على عاتق أطراف الصراع".