عاصفة رملية تجتاح بكين وتحجب ناطحات سحاب.. حوّلت لون الشمس إلى الأزرق (فيديو)

عربي بوست
تم النشر: 2021/03/29 الساعة 12:42 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/03/29 الساعة 12:43 بتوقيت غرينتش
العاصفة الرملية الكثيفة اجتاحت شوارع العاصمة الصينية بكين/ مواقع التواصل

للمرة الثانية خلال أقل من أسبوعين، اجتاحت عاصفة رملية كثيفة شوارع العاصمة الصينية بكين، الأمر الذي أدى لتغيير ألوان السماء، إذ حوَّلت العاصفة لون الشمس إلى الأزرق، والسماء إلى الأصفر.

حيث استيقظ سكان "بكين"، يوم الأحد 28 مارس/آذار 2021، على أجواء من الغبار الكثيف الذي أحاط بها، وحملَ قدراً كبيراً للغاية من الجسيمات الخطرة، أدى إلى تقلّص مدى الرؤية، وحُجبت قمم بعض ناطحات السحاب في العاصمة، واضطر المشاة إلى تغطية أعينهم.

رياح شديدة قادمة من منغوليا

كانت العاصفة الرملية قد هبَّت بفعل رياح شديدة قادمة من المناطق التي ضربها الجفاف في دولة منغوليا (شرق آسيا)، وشمال غرب الصين، بحسب تقرير نشرته صحيفة The Guardian البريطانية، الإثنين 29 مارس/آذار 2021.

ومن جديد، أصدرت "إدارة الأرصاد الجوية الصينية" إنذاراً أصفر يوم الجمعة 26 مارس/آذار 2021، مُحذرةً من اجتياح عاصفة رملية قادمة من منغوليا إلى مقاطعات شمال الصين مروراً بإقليم منغوليا الداخلية ومقاطعات شانشي ولياونينغ وخبي، التي تحيط بالعاصمة بكين.

كما أوضحت إدارة الأرصاد أن العواصف الرملية الأخيرة نشأت في منغوليا، حيث أدَّت لتراجع درجات الحرارة الأشد دفئاً من الناحية النسبية هذا الربيع، وأيضاً تراجع معدلات هطول الأمطار إلى مساحات أكبر من الأراضي القاحلة.

ارتفاع مستويات تلوث الهواء

فيما كشفت مؤشرات جودة الهواء في بكين أنه مع هبوب العاصفة الرملية الأخيرة، ارتفعت مستويات تلوث الهواء إلى الحد الأقصى 500، وتجاوزت مستويات الملوثات [الهباء الجوي] والجسيمات المعلقة PM10 (ذات قطر أقل من 10 ميكروغرامات) التي يمكنها اختراق الرئتين= 2000 ميكروغرام لكل متر مكعب.

كما وصلت مستويات الجسيمات المعلقة PM2.5 (جسيمات ذات قطر أقل من 2.5 ميكروغرام)، التي يمكنها اختراق مجرى الدم، إلى 462. ولبيان خطورة الأمر، يجدر الذكر أن منظمة الصحة العالمية توصي بألا تزيد تركيزات الجسيمات PM2.5 اليومية على معدل 25 فقط، طبقاً لما أوردته صحيفة The Guardian البريطانية.

تلك العاصفة الرملية الشديدة تسببت في حالة من الفوضى في إقليم منغوليا الداخلية، حيث أُلغيت أكثر من نصف الرحلات الجوية المفترضة من مطاري باوتو وتشيفنغ بسبب ضعف الرؤية.

تحسن تدريجي

من جانبه، قال تشانغ تاو، كبير خبراء الأرصاد بالمرصد المركزي للأرصاد الجوية في الصين، إن الأوضاع المتعلقة بـ"تحركات العواصف الرملية ومعدلات انتقال الغبار تحسنت الآن، إلا أن مناطق شمال الصين وشمال غربها ستحظى بقدر أقل من الغطاء الثلجي وتراجع في هطول الأمطار هذا العام".

وأضاف تشانغ، في تصريحات لصحيفة The People's Daily الحكومية، أن درجات الحرارة منذ فبراير/شباط كانت مرتفعة عن المعدل الطبيعي، ما أدى إلى مزيد من الجفاف والطقس المغبر، الذي أفضى بدوره إلى رياح أقوى من المعتاد، منوهاً إلى أن متوسط درجات الحرارة في منغوليا وشمال الصين كان أعلى بنحو 6 درجات مئوية عن المعتاد في شهر مارس/آذار الجاري.

كان غبارٌ بنيّ كثيف جداً قد غطى بكين، صباح يوم الإثنين 15 مارس/آذار الجاري، بفعل الرياح العاتية القادمة من منغوليا الداخلية وأجزاء أخرى من شمال غرب الصين.

أسوأ عاصفة رملية

حينها أعلنت إدارة الأرصاد الجوية الصينية إنذاراً أصفر، قائلة إن العواصف الرملية امتدت من منغوليا الداخلية إلى أقاليم قانسو وشنشي وخبي المحيطة ببكين، واصفة ما حدث بأنه أسوأ عاصفة رملية منذ عقد من الزمن.

فقد تسببت تلك العاصفة السيئة للغاية في ارتفاع غير مسبوق في قياسات تلوث الهواء، حيث بلغت مستويات التلوث في بعض المناطق 160 ضعف الحد الموصى به، وأُلغيت مئات الرحلات الجوية أو أوقفت، لأن السماء كانت مغطاة بضباب برتقالي، كما أن هذه الرياح القوية جلبت الرمال من منغوليا إلى بكين.

كما أن تلك الموجة "الأسوأ" أدت إلى مقتل ستة أشخاص وفقدان العشرات في منغوليا.

يجدر الإشارة إلى أن عواصف رملية منتظمة هبت على بكين في شهري مارس/آذار وأبريل/نيسان 2020، نتيجة قربها من صحراء جوبي الشاسعة، وفي ظل عمليات إزالة الغابات في جميع أنحاء شمال الصين خلال الحملة الاقتصادية والاجتماعية التي أطلقها الرئيس ماو تسي تونغ خلال السنوات من 1958 إلى 1961، وعُرفت باسم "القفزة العظيمة للأمام".

جدير بالذكر أن بكين والمناطق المحيطة بها عانت من مستويات عالية نسبياً من التلوث خلال الأسابيع الأخيرة، كما غطى الضباب الدخاني المدينة خلال الجلسة الافتتاحية للبرلمان في 5 مارس/آذار الجاري.

تحميل المزيد