خلصت دراسة علمية جديدة إلى أن هناك أدلة تثبت أن فيروس كورونا المستجد يمكن أن يُصيب الفم، بما فيه داخل الخدين واللثة والغدد اللعابية؛ فعندما يبتلع الأشخاص اللعاب المُصاب، فإنهم ينشرون الفيروس إلى أجزاء أخرى من الجسم مثل الجهاز الهضمي والأوعية الدموية والكُلى، وهو ما لم يكن معروفاً من قبل.
تفاصيل تلك الدراسة، التي أجرتها المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة (NIH) وجامعة نورث كارولينا، وردت في دورية Nature Medicine، يوم الخميس 25 مارس/آذار 2021.
فقدان حاسة التذوق وجفاف الفم
فيما قالت شبكة CNN الأمريكية، في تقرير نشرته يوم الجمعة 26 مارس/آذار 2021، إن الدراسة ربما تفسر سبب فقدان الكثير من المصابين لحاسة التذوق وجفاف الفم والتقرح، وتشير إلى أن الفم يشكل مصدراً مهماً لانتشار كوفيد-19، لافتة إلى أنه كان معروفاً سابقاً أن إجراء الفحص على اللعاب يُعد طريقة جيدة لاكتشاف الإصابة، لكن الباحثين لم ينظروا في السبب.
من جانبه، ذكر دكتور كيفن بيرد من معهد العلوم والبحوث التابع لجمعية طب الأسنان الأمريكية والعامل على الدراسة، أنه عند ابتلاع اللعاب المصاب أو استنشاق جزيئات صغيرة منه، نعتقد أنه ربما ينتقل فيروس كورونا بدرجة أعمق داخل الحلق أو الرئتين أو حتى الأحشاء.
إذ يرتبط الفم والأنف والجيوب الأنفية والحلق والرئتين معاً، وينتشر الفيروس في كل المناطق عبر المخاط الذي يسيل أو يخرج أثناء السعال، حسب الدراسة.
فحص الخلايا الفموية
كان العلماء قد فحصوا عينات من الخلايا الفموية لأشخاص ماتوا نتيجة الإصابة بكوفيد-19، ووجدوا الفيروس التاجي في حوالي نصف الخلايا اللعابية التي فحصوها.
كما وجدت الدراسة دليلاً على أن الأشخاص الذين ظهرت نتائج فحوصاتهم إيجابية بعد أخذ مسحة من الأنف تظل أحياناً نتيجة اختباراتهم إيجابية عند إجرائها على اللعاب، مما يؤكد أنه حتى إذا أزيل الفيروس من البلعوم الأنفي، الجزء العلوي من الحلق، فإنه يمكن أن يظل كامناً في اللعاب.
أيضاً أشارت مسؤولة المعهد الوطني الأمريكي لأبحاث طب الأسنان، رينا ديسوزا، إلى أنهم حددوا دوراً محتملاً للفم في العدوى وانتقالها، وهو اكتشاف يساعد بمكافحة هذا المرض.
بدوره، ذكر بليك وارنر، مؤلف الدراسة الرئيسي ومساعد المدير الإكلينيكي ورئيس المعهد الوطني لأبحاث طب الأسنان والوجه القحفي (NIDCR)، أنه "بناءً على البيانات الواردة من مختبراتنا، نشتبه في أن بعض الفيروسات في اللعاب على الأقل يمكن أن تأتي من أنسجة مصابة في الفم نفسه".
للتحقيق في ذلك الأمر، قام العلماء بمسح الأنسجة الفموية التي تم جمعها من الأشخاص الأصحاء من أجل تحديد مناطق الفم المعرضة لعدوى كورونا، وقد تبين أن الخلايا الضعيفة احتوت على جزيئات الحمض النووي الريبي (RNA) التي لديها تعليمات لصنع "بروتينات دخول" أو "مداخل" يحتاجها الفيروس ليتمكن من الوصول إلى الخلايا وإصابتها.
على إثر ذلك، عثر العلماء على الحمض النووي الريبي (RNA) لبروتينَي دخول رئيسيين معروفين باسم مستقبلات ACE2 وإنزيم TMPRSS2 في خلايا الغدد اللعابية والأنسجة المبطنة للتجويف الفموي، ما ساهم في الوصول إلى النتائج التي خلصت إليها دراستهم.
يشار إلى أن شركة "أوراميد" الأمريكية تعتزم البدء بتجارب سريرية، للقاح مضاد لفيروس كورونا، لكنه يأتي على شكل حبة دواء من خلال الفم، ويمكن أخذه بالمنزل في المستقبل القريب، بعد حصول مطوريه على بيانات أولية واعدة.