استدعاء فرق إنقاذ أجنبية لتعويم السفينة العالقة بقناة السويس.. العملية أشبه بـ”تحريك حوت ضخم”

عربي بوست
تم النشر: 2021/03/25 الساعة 12:45 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/03/25 الساعة 12:45 بتوقيت غرينتش
السفينة العالقة في قناة السويس/ رويترز

قالت الشركة المستأجرة لسفينة الحاويات الجانحة في قناة السويس المصرية، الخميس 25 مارس/آذار 2021، إن فريقي إنقاذ محترفين من هولندا واليابان سيعملان مع السلطات المحلية لوضع خطة أكثر فاعلية لإعادة تعويم السفينة العملاقة.

كما ذكرت شركة إفر جرين التايوانية إن الشركة مالكة السفينة عينت شركتي سميت سالفدج من هولندا ونيبون سالفدج من اليابان، وستعملان جنباً إلى جنب مع قبطان السفينة وهيئة قناة السويس، فيما وصفت شركة ملاحية العملية بمحاولة تحريك حوت ضخم جانح على شاطئ.

إذ تعوق السفينة الآن حركة الملاحة في كلا الاتجاهين في واحد من أكثر ممرات شحن السلع والنفط والحبوب والمنتجات الأخرى ازدحاماً في العالم، والذي يربط بين آسيا وأوروبا.

وقف الملاحة في قناة السويس

بينما قالت هيئة قناة السويس، الخميس، إنها أوقفت حركة الملاحة في قناة السويس مؤقتاً بينما تستمر منذ ثلاثة أيام جهود تعويم سفينة حاويات عملاقة جانحة طولها 400 متر تعطل المرور وتعمل ثمانية زوارق قَطْر على تعديل وضعها.

هيئة قناة السويس أوضحت، في بيان، أن السفينة إيفر غيفن جنحت صباح الثلاثاء 23 مارس/آذار، وهو ما "يعود بشكل أساسي إلى انعدام الرؤية الناتجة عن سوء الأحوال الجوية نظراً لمرور البلاد بعاصفة ترابية، مما أدى إلى فقدان القدرة على توجيه السفينة ومن ثم جنوحها".

السفينة الجانحة أوقفت الملاحة في قناة السويس/ رويترز
السفينة الجانحة أوقفت الملاحة في قناة السويس/ رويترز

كما قالت هيئة قناة السويس في بيان: "تتم عمليات الإنقاذ الحالية من خلال إدارة التحركات بالهيئة وبواسطة 8 قاطرات أبرزها القاطرة بركة 1 بقوة شد 160 طناً، حيث يتم الدفع من جانبي السفينة وتخفيف حمولة مياه الاتزان لتعويم السفينة واستئناف حركة الملاحة بالقناة".

أضافت الهيئة: "حركة الملاحة بالقناة شهدت أمس الأربعاء، عبور 13 سفينة من بورسعيد ضمن قافلة الشمال كان من المستهدف إكمال مسيرتها في القناة، إلا أنه مع تواصل أعمال تعويم السفينة كان لابد من التحرك وفق السيناريو البديل بالانتظار بمنطقة البحيرات الكبرى لحين استئناف حركة الملاحة بشكل كامل بعد تعويم السفينة بمشيئة الله".

العملية قد تستغرق أسابيع

فيما ذكر بيتر بيردوفسكي الرئيس التنفيذي لشركة بوسكاليس الهولندية التي تحاول تعويم السفينة أن من السابق لأوانه تحديد المدة التي قد تستغرقها المهمة.

قال بيردوفسكي لبرنامج يبثه التليفزيون الهولندي: "لا يمكننا استبعاد أن المسألة قد تستغرق أسابيع.. حسب الوضع". وأضاف أنه تم رفع مقدمة السفينة ومؤخرتها على جانبي القناة.

مضى قائلاً: "الأمر يشبه جنوح حوت ضخم على الشاطئ. إنه وزن هائل على الرمال. قد نضطر إلى الجمع (في مهمتنا) بين تقليل الوزن عن طريق نقل الحاويات والزيت والمياه من السفينة بالإضافة إلى زوارق القطر وجرف الرمال".

تتجمع عند طرفي القناة عشرات السفن، ومنها حاويات كبيرة أخرى وناقلات نفط وغاز وسفن نقل حبوب، مما خلق واحداً من أسوأ وقائع اختناق حركة الشحن في سنوات.

بينما قالت شركة برنارد شولت شيب مانجمنت (بي.إس.إم)، التي تتولى الإدارة الفنية للسفينة إيفر غيفن، إن الجرافات تعمل على إزالة الرمال والطين من حول السفينة لتعويمها، بينما تعمل زوارق القطر مع الرافعات الموجودة على السفينة لتحريكها.

الشركة مالكة السفينة تعتذر

أصدرت شركة وكالة الخليج مصر المحدودة للملاحة (جي.إيه.سي) مذكرة لعملائها الليلة الماضية قالت فيها إن جهود تعويم السفينة باستخدام زوارق قطر مستمرة، لكن ظروف الرياح وحجم السفينة الكبير "يعرقلان العملية".

فيما اعتذرت شركة شوي كيسن اليابانية التي تملك سفينة حاويات عالقة في قناة السويس، اليوم الخميس، وقالت إنها تعمل على حل الموقف. وأضافت الشركة أن عملية تحريك السفينة "بالغة الصعوبة"، وتابعت أنه لم يتضح بعد متى يمكن تعويم السفينة.

كما يظهر نظام تحديد المواقع (جي.بي.إس) الخاص بالسفينة أنه لم يطرأ سوى تغيرات طفيفة على وضع إيفر غيفن في الساعات الأربع والعشرين الماضية.

تعطيل حركة السفن التجارية

يمر نحو 30% من حاويات الشحن في العالم يومياً عبر قناة السويس البالغ طولها 193 كيلومتراً، ونحو 12% من إجمالي التجارة العالمية لجميع السلع.

فيما يقول خبراء شحن إنه إذا لم يحل الاختناق في حركة الملاحة بالقناة خلال 24 إلى 48 ساعة، فقد تضطر بعض شركات الشحن إلى جعل سفنها تسلك طريق رأس الرجاء الصالح عبر حافة إفريقيا الجنوبية، وهو ما يطيل مدة الرحلة أسبوعاً تقريباً.

إذ قالت شركة الاستشارات وود ماكينزي إن الأثر الأكبر يقع على نقل الحاويات، لكن هناك أيضاً 16 ناقلة تحمل النفط الخام والمنتجات البترولية من المقرر أن تمر عبر القناة وتعطلت بسبب الحادث.

كما قالت الشركة إن حمولة السفينة تبلغ 870 ألف طن من الخام و670 ألف طن منتجات النفط مثل البنزين والنافتا والديزل.

تحميل المزيد