كتب رجل الأعمال الروسي يفغيني بريغوجين، المقرب من الرئيس فلاديمير بوتين، والملقب بـ"طباخ بوتين"، رسالة إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) يطلب فيها إسقاط الملاحقات في حقه والمكافأة المقدمة لمن يساعد على اعتقاله، وفقاً لبيان صدر الأربعاء 24 مارس/آذار 2021.
أصدر مكتب التحقيقات الفيدرالي إشعاراً، الشهر الماضي، يعرض 250 ألف دولار في مقابل "أي معلومات تؤدي إلى توقيف" يفغيني بريغوجين، المطلوب لدوره في التدخل الروسي المزعوم بالانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016.
"طباخ بوتين" يتهم أمريكا بانتهاك حقوقه
كتب يفغيني بريغوجين في هذه الرسالة، المؤرخة بيوم الثلاثاء 23 مارس/آذار، والمرسلة إلى مدير الشرطة الفيدرالية الأمريكية، كريستوفر راي: "على مكتب التحقيقات الفيدرالي التوقف فوراً عن تقديم مكافأة مالية في مقابل القبض عليّ وتسليمي للولايات المتحدة، إذ إن هذا الأمر ينتهك كثيراً من مبادئ القانون الدولي لحقوق الإنسان".
اتُّهم يفغيني بريغوجين "طباخ بوتين" بتمويل "مصنع لمتصيدي الإنترنت" لدعم حملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (2017-2021)، وذلك عبر نشر معلومات مضللة من حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي.
كما جاء في بيان صادر عن "كونكورد"، وهي شركة يملكها بريغوجين، نقلاً عنه: "من الواضح أن مكتب التحقيقات الفيدرالي يحرّف الحقائق ويستخدم أساليب احتيالية. إنه وضع مضحك: المحتالون يحاولون بطريقة احتيالية، اتهامي بالاحتيال".
مؤسس فاغنر متهم بالتآمر للاحتيال على أمريكا
تشتبه العديد من القوى الغربية ووسائل الإعلام الروسية في أن يفغيني بريغوجين هو الممول لمجموعة "فاغنر" التي قاتل عناصرها في سوريا وليبيا ودول إفريقية أخرى. وكان بريغوجين، لفترة من الوقت، أحد موردي مطابخ الكرملين، ما أكسبه لقب "طباخ بوتين".
موقع themoscowtimes الروسي قال إن مكتب التحقيقات الفيدرالي يتهم بريغوجين، مؤسس فاغنر، بـ"التآمر للاحتيال على الولايات المتحدة" من خلال رعاية وكالة أبحاث الإنترنت، "مصنع ترول" في سانت بطرسبرغ، والذي يُزعم أنه نفذ حملة على الإنترنت للتأثير على الانتخابات والسياسات الأمريكية.
كما أضاف الموقع، أن مكتب التحقيقات الفيدرالي أضاف قطب المطاعم المرتبط بالكرملين يفغيني بريغوزين "طباخ بوتين"، إلى قائمة المطلوبين بمكافأة تصل إلى 250 ألف دولار، مقابل معلومات تؤدي إلى اعتقاله، وهي خطوة أُطلِقَ عليها "مطاردة الساحرات".
كما يُزعم أن مؤسس فاغنر أشرف ووافق على عمليات التدخل السياسي والانتخابي في الولايات المتحدة والتي تضمنت شراء مساحة خادم كمبيوتر أمريكي، وإنشاء مئات الشخصيات الوهمية على الإنترنت، واستخدام هويات مسروقة لأشخاص من الولايات المتحدة، حسب بيان لمكتب التحقيقات الفيدرالي.
بينما قال بريغوجين، إن مكتب التحقيقات الفيدرالي كان يستخدمه كبش فداء للأزمات الداخلية للولايات المتحدة، من خلال السعي لاعتقاله.
كتب بريغوجين بقناته على Telegram: "المجتمع الأمريكي يقع تحت عبء ثقيل من المشاكل: الأوليغارشية، والسياسيون ينهبون الميزانية. هناك حاجة إلى قصة مرعبة لتغطية الفجوة الهائلة بين الدولة العميقة والشعب" .
أضاف أن "التهديد الروسي هو الفكرة الرئيسية لعملية مطاردة الساحرات التي تجري في جميع أنحاء الولايات المتحدة".
عقوبات أمريكية وأوروبية على "طباخ بوتين"
خلال عام 2020 فرضت الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات على شركات ومسؤلين فيها يرتبطون برجل أعمال ثري مقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وعلى أطراف مرتبطة بالاستخبارات الروسية.
جاء ذلك بحسب بيان صادر عن وزارة الخزانة الأمريكية، التي أصدرت تلك العقوبات التي تشمل ثمانية أشخاص وسبعة "كيانات" مرتبطة برجل الأعمال الروسي يفغيني بريغوجين، وبجهاز الأمن الفيدرالي الروسي.
الوزارة أشارت في بيانها، إلى أن الأمر يتعلق بالتحقق من أنشطة "طباخ بوتين" في إفريقيا الوسطى ومؤسس فاغنر، وأنشطة جهاز الأمن الفيدرالي المتهم بالتدخل في الانتخابات الأمريكية.
كما أوضح البيان، أن العقوبات تستهدف "كيانات وأشخاصاً يعملون لصالح بريغوجين بهدف توسيع نفوذ روسيا بإفريقيا الوسطى"، البلد الغارق في حرب أهلية منذ 2013.
فيما أعلن وزير الخزانة الأمريكي في عهد الرئيس السابق، دونالد ترامب، في البيان، أن"يفغيني بريغوجين لديه شبكة دولية من الداعمين، لنشر نفوذه السياسي والاقتصادي الشرير في العالم بأكمله".
من جهته، أصدر الاتحاد الأوروبي قراراً يقضي بمنع يفغيني بريغوزين، المعروف بطباخ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من دخول الدول الأعضاء، حيث أدرجه على القائمة السوداء وجمَّد جميع أصوله في أوروبا، ولم تكن للحظر أية علاقة بعمله في مجال الطعام، بل لعلاقته بأنشطة مجموعة فاغنر للخدمات العسكرية الخاصة، التي يُزعَم أنه هو مؤسسها، لكن بريغوزين نفى أية صلة له بالشركة.