دول أوروبية تستدعي سفراء الصين لديها.. تصعيد جديد بين الجانبين بعد فرض عقوبات متبادلة

عربي بوست
تم النشر: 2021/03/24 الساعة 05:16 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/03/24 الساعة 05:16 بتوقيت غرينتش
دول أوروبية تستدعي سفراء الصين بعد فرض عقوبات متبادلة - رويترز

تواصلت حالة التوتر بين الصين والاتحاد الأوروبي، الثلاثاء 23 مارس/آذار 2021، على خلفية فرض الجانبين عقوبات متبادلة، وأعلنت دول في الاتحاد استدعاء سفراء بكين لديها.

تصعيد دبلوماسي كبير

يأتي ذلك على إثر توقيع الاتحاد الأوروبي يوم الإثنين الفائت، للمرة الأولى منذ أكثر من 30 عاماً، عقوبات على شخصيات وكيانات صينية، بسبب سوء معاملة بكين لأقلية الإيغور المسلمة بإقليم تركستان الشرقية، ذاتي الحكم غربي الصين.

رداً على ذلك، فرضت بكين عقوبات على عشر شخصيات أوروبية بتهمة "نشر أكاذيب" استناداً إلى دراسات تعتبرها الصين "منحازة".

من بين هذه الشخصيات خمسة نواب في البرلمان الأوروبي، ونائب بلجيكي يُدعى سامويل كوغولاتي قدّم الشهر الماضي اقتراح قانون للبرلمان البلجيكي باعتبار ما تمارسه بكين حيال الإيغور "جريمة إبادة جماعية".

واستدعى وزير الدولة في وزارة الخارجية الألمانية ميغيل بيرغر، السفير الصيني في برلين "لإجراء محادثات طارئة" غداة عقوبات بكين ضد الشخصيات الأوروبية العشر.

اعتبر وزير الدولة أمام السفير وين كين أن هذه العقوبات "تلقي بثقلها بدون فائدة على العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين"، وطلب باسم حكومته أن يتم إلغاء هذا القرار الذي ندد به الأوروبيون بشدة "على الفور".

كما استدعت وزيرة الخارجية البلجيكية، صوفي ويلمز، إلى مكتبها السفير الصيني في بلادها، ساو تجونغمينغ، وأعلنت الخارجية الدنماركية أيضاً أنها استدعت سفير بكين لديها.

إلا أن سفير الصين في باريس لم يتوجه إلى الخارجية الفرنسية حين استدعته، يوم الإثنين الماضي، منددة بهجماته على برلمانيين وباحث فرنسي، وتوجه أخيراً إليها صباح الثلاثاء بعد احتجاجات من باريس التي أبلغته بسلسلة "مآخذ" عليه.

الخارجية الفرنسية ذكرت أنه "بناء على طلب وزير الخارجية جان إيف لودريان، استدعينا هذا الصباح السفير لو شاي لإبلاغه بجميع مآخذنا عليه".

دول أوروبية تستدعي سفراء الصين بعد فرض عقوبات متبادلة بين الجانبين – رويترز

الصين تهاجم العقوبات

في المقابل، أعلنت وزارة الخارجية الصينية، الثلاثاء، أنها استدعت "ليلاً" مبعوث الاتحاد الأوروبي إلى بكين نيكولا شابوي، وقالت الوزارة إنه تم استدعاء شابوي، لإجراء محادثات قال خلالها نائب وزير الخارجية الصيني تشين غانغ إن الإجراءات العقابية تستند إلى "أكاذيب ومعلومات خاطئة".

نُقل عن تشين قوله: "إن العقوبات تتعارض مع الواقعية والعقل، وإن الاتحاد الأوروبي غير مؤهل للعمل كمعلم لحقوق الإنسان".

كذلك دعت الصين الاتحاد الأوروبي إلى الاعتراف بخطورة الخطأ الذي ارتكبه، وتصويبه وإنهاء المواجهة، من أجل عدم الإضرار بالعلاقات الصينية الأوروبية أكثر من ذلك.

وتسيطر الصين على إقليم تركستان الشرقية منذ 1949، وهو موطن أقلية الإيغور التركية المسلمة، وتطلق عليه اسم "شينجيانغ"، أي "الحدود الجديدة".

تشير إحصاءات رسمية إلى وجود 30 مليون مسلم في البلاد، 23 مليوناً منهم من الإيغور، فيما تؤكد تقارير غير رسمية أن أعداد المسلمين تناهز 100 مليون.

تواجه الصين اتهامات بانتهاك حقوق المسلمين الإيغور والتضييق عليهم، وتقول الولايات المتحدة إن بكين تحتجز الإيغور في مراكز اعتقال؛ لمحو هويتهم الدينية والعرقية، وتجبرهم على العمل بالسخرة.

غير أن الصين عادةً ما تقول إن المراكز التي يصفها المجتمع الدولي بـ"معسكرات اعتقال"، إنما هي "مراكز تدريب مهني"، وترمي إلى "تطهير عقول المحتجزين فيها من الأفكار المتطرفة"، على حد تعبيرها. 

تحميل المزيد