أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الثلاثاء 23 مارس/آذار 2021، عزم باريس إعادة فتح سفارتها في العاصمة الليبية طرابلس يوم الإثنين المقبل، وذلك بهدف إظهار الدعم للسلطات الجديدة، مؤكداً استعداد بلاده من أجل بذل كل ما في وسعها "لمساندة هذه الأجندة المدافعة عن السيادة والاستقرار" على حد تعبيره.
وكانت باريس قد أغلقت سفارتها بعد إجلاء نحو 50 مواطناً فرنسياً وبريطانياً مع نشوب القتال في طرابلس في يوليو/تموز 2014، واتخذ سفيرها من تونس مقراً له، ومنذ ذلك الحين تدعم فرنسا ميليشيا الجنرال الانقلابي خليفة حفتر، بالأسلحة والذخائر.
وفي يوليو/تموز 2016، أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية وفاة 3 جنود فرنسيين في مدينة بنغازي (شرق) الخاضعة لسيطرة حفتر.
إعلان ماكرون
ماكرون، الذي كان يتحدث وبجواره رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، الذي يقوم بأول زيارة خارجية له منذ توليه السلطة، أخبر الأخير بأنه "سيعاد افتتاح سفارتنا في طرابلس يوم الإثنين، وسيعود سفيرنا إلى أرضكم".
كما ذهب الرئيس الفرنسي في المناسبة نفسها إلى أن بلاده وشركاءها الأوروبيين متحدون في دعم مساعي السلطات الجديدة لتعزيز وقف إطلاق النار، وتوحيد الجيش الوطني والمؤسسات المالية، والعمل على إجراء الانتخابات المزمعة في نهاية العام.
وتسلمت حكومة الوحدة الليبية الجديدة السلطة في 16 مارس/آذار من حكومتين متناحرتين في شرق وغرب البلاد، ليكتمل انتقال سلس للسلطة بعد عشر سنوات من الفوضى العنيفة.
استقرار ليبيا.. والقوات الأجنبية
وفي هذا المؤتمر المشترك الذي أقيم في العاصمة الفرنسية باريس، اعتبر الرئيس الفرنسي أنه بات من الضروري على القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب مغادرة ليبيا.
إذ لم يفوت ماكرون المناسبة ليقول إنه "يجب على القوات التركية والروسية المقاتلة، والمقاتلين الأجانب الذين جلبتهم تلك الدول أو غيرها المغادرة بأسرع ما يمكن، لأنه لا يمكن تأمين ليبيا إلا بواسطة جيش ليبي موحد فقط".
وشدد ماكرون على أنه "لن يكون هناك سلام في منطقة البحر المتوسط إذا لم نتوصل له في ليبيا"، مشيراً إلى أن "الليبيين يستحقون السلام والاستقرار، وسنبذل جهودنا من أجل التوصل لذلك".
كما جدد الرئيس الفرنسي دعم بلاده لوقف إطلاق النار في ليبيا والوصول إلى انتخابات بنهاية هذا العام، بالإضافة إلى دعم جهود توحيد المؤسسة العسكرية في ليبيا.
أول الملفات
من جانبه، قال موسى الكوني، نائب المنفي، خلال المؤتمر ذاته: "تحدثنا مطولاً مع الرئيس (ماكرون) حول الحدود الجنوبية الليبية التي تأتي منها الهجرة وتتحرك فيها المجموعات الإرهابية والإجرامية".
كما أضاف أنهم اتفقوا مع الجانب الفرنسي على "إنشاء وحدات لحراسة الحدود الصحراوية المفتوحة وتجهيزهم وتدريبهم وتكوينهم من قبل فرنسا".
ووصل المنفي، باريس، الثلاثاء، في أول زيارة (غير معلوم مدتها) خارجية منذ انتخابه في 5 فبراير/شباط الماضي.
ويأمل الليبيون أن تساهم السلطة الموحدة في إنهاء سنوات من الصراع المسلح، جراء منازعة ميليشيا حفتر، للحكومة المعترف بها دولياً على الشرعية والسلطة في البلد الغني بالنفط.