قصفت قوات نظام بشار الأسد، الأحد 21 مارس/آذار 2021، مستشفى في مدينة الأتارب الواقعة شمال غرب سوريا، على الرغم من وقف إطلاق النار الساري منذ أكثر من عام، متسببة بوفاة 5 مدنيين.
وكالة الأنباء الفرنسية نقلت عن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، قوله إن "قوات النظام استهدفت بست قذائف مدينة الأتارب" في ريف حلب الغربي، المحاذي لمحافظة إدلب.
طال القصف باحة ومدخل مستشفى المدينة الذي يقع داخل مغارة، ما أسفر عن مقتل المدنيين الذي كان من بينهم طفل وأحد العاملين في المشفى، كما أصيب 11 شخصاً آخرين بجروح، بينهم عاملون في المستشفى.
تسبب القصف أيضاً بأضرار مادية طالت مدخل المستشفى، وقد اخترقت قذيفة سقفه، كما تكسر زجاج غرفة الاستعلامات، وانتشرت بقع دماء في المكان.
على شبكات التواصل الاجتماعي، نشرت حسابات بينها تابعة للدفاع المدني السوري الذي يقوم بإنقاذ الضحايا في مناطق المعارضة، بنشر فيديوهات أظهرت جانباً من الدمار الذي حل في المستشفى.
في أحد مقاطع الفيديو يتحدث أحد العاملين في الدفاع المدني السوري عن استهداف المستشفى بعدد من القذائف، وخروج المستشفى عن الخدمة، قائلاً إن هذه هي الهدية التي يمنحها الأسد للأمهات في عيد الأم يوم 21 مارس/آذار 2021.
وكثيراً ما شكلت المستشفيات هدفاً للقصف الجوي والمدفعي من قبل قوات الأسد وحليفتها روسيا، ولحماية المنشآت الطبية، جرى إنشاء مستشفيات عدة داخل مغارات أو ملاجئ تحت الأرض.
في هذا السياق، أحصت منظمة الصحة العالمية 337 هجوماً على مرافق طبية في شمال غرب سوريا بين العامين 2016 و2019.
في حين قالت الأمم المتحدة، إن 70% من العاملين في مجال الرعاية الصحية فروا خلال سنوات الحرب، بينما دُمّر أو تضرر أكثر من 50% من البنى التحتية الصحية.
ويسري منذ السادس من آذار/مارس 2020، وقفاً لإطلاق النار في إدلب ومحيطها أعلنته موسكو الداعمة لنظام الأسد، وتركيا، والذي جاء أعقب هجوم واسع شنّته قوات النظام بدعم روسي على مدى ثلاثة أشهر، دفع بنحو مليون شخص الى النزوح من منازلهم، وفق الأمم المتحدة.
لا يزال وقف إطلاق النار صامداً إلى حد كبير، رغم خروقات متكررة يتضمنها قصف جوي روسي.
يُشار إلى أن نظام الأسد وحلفاءه يستهدفون مناطق المعارضة منذ اندلاع الثورة في عام 2011، ما ألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية والقطاعات المنتجة وأدى إلى نزوح وتشريد ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.