السفير الروسي في أمريكا يعود إلى بلاده.. استدعته موسكو بعد وصف بايدن لبوتين بـ”القاتل”

عربي بوست
تم النشر: 2021/03/21 الساعة 11:36 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/03/21 الساعة 11:36 بتوقيت غرينتش
السفير الروسي في أمريكا، أناتولي أنتونوف يعود إلى موسكو - رويترز

قالت وكالة "تاس" الروسية للأنباء، الأحد 21 مارس/آذار 2021، إن سفير روسيا لدى الولايات المتحدة وصل إلى موسكو اليوم، للتشاور بشأن كيفية التعامل مع العلاقات الأمريكية الروسية المتدهورة، بعد أن قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه يعتقد أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين قاتل.

تصعيد كلامي من بايدن

وزارة الخارجية الروسية كانت قد أعلنت يوم الأربعاء الماضي، أنها قررت استدعاء السفير أناتولي أنتونوف إلى موسكو لإجراء محادثات عاجلة، بعد تصريحات بايدن التي توعّد فيها بوتين بأنه "سيدفع ثمن" تدخله في الانتخابات الأمريكية، فيما تنفي موسكو هذا الاتهام.

بوتين ردّ على بايدن بالقول إن "القاتل هو من يصف الآخر بذلك"، كما اقترح إجراء محادثات مع الرئيس الأمريكي‭ ‬تُبث مباشرة عبر الإنترنت، وهو عرض لم يقبله بايدن بعد.

السفارة الروسية في واشنطن قالت على حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي في وقت سابق، بعد أن نشرت صورة للسفير في مطار أمريكي: "السفير الروسي أناتولي أنتونوف في طريقه إلى موسكو للمشاركة في مشاورات بشأن تصحيح العلاقات الروسية-الأمريكية".

وقالت الدولتان من قبل إن التعاون بينهما لن يتم إلا عندما يكون ذلك في مصلحتهما الوطنية.

من جانبها، ذكرت شبكة (فيرست تشانل) التلفزيونية الرسمية، أن "أنتونوف قال للصحفيين قبل صعوده على متن الطائرة إن الكثير من العمل في انتظار الخارجية الروسية والأطراف الأخرى"، لكنه أشار إلى أنه ليس لديه شك في أن الإبقاء على قنوات الاتصال مفتوحة هو لصالح الشعب الأمريكي.

ثم بثت الشبكة ما قالت إنها مقتطفات من خطابات من أمريكيين لأنتونوف قبل رحيله، يعتذرون فيها عن تصريحات بايدن عن بوتين.

كانت تصريحات بايدن قد أثارت غضب مسؤولين روس، حيث وصف رئيس مجلس النواب الروسي فياتشيسلاف فولودين هذه التصريحات بأنها "إهانة" للروس و"هجوم" على بلاده.

علاقات متوترة

من جانبهم، يرى مراقبون أن السجال الأخير يسرع دخول العلاقات الروسية-الأمريكية في دوامة توتر جديدة، رغم أن البلدين أكدا منذ تغيير الإدارة الأمريكية أنهما يريدان التعاون في ملفات ذات اهتمام مشترك.

وفي مؤشر لمحاولة وقف التصعيد، أكدت وزارة الخارجية الأمريكية لوكالة الأنباء الفرنسية، أنها لا تعتزم استدعاء ممثلها من موسكو.

على صعيد ردود الفعل الدولية، رحّب وزير الخارجية الألماني هايكو ماس بـ"خطاب واضح جداً"، تعتمده واشنطن تجاه روسيا، معرباً في الوقت نفسه عن أمله في "إبقاء نافذة الحوار مع موسكو مفتوحة" حول نزع الأسلحة والتغيّر المناخي.

ويُبدي بايدن منذ وصوله إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني، حزماً كبيراً حيال الكرملين، خلافاً لمقاربة سلفه دونالد ترامب المتساهلة حيال روسيا.

لكن تدهور العلاقات الروسية-الأمريكية المفاجئ يمكن أن يهدد التعاون الناشئ حول ملفات ذات اهتمام مشترك، تحدث بايدن عن أبرز مثال لها، وهو تمديد معاهدة الحد من الترسانتين النوويتين "نيو ستارت" في مطلع السنة.

ثمة مواضيع أخرى يراهن الروس والأمريكيون على التوصل إلى تسويات براغماتية حولها، مثل الملف النووي الإيراني ومحادثات السلام في أفغانستان أو حتى أزمة المناخ.

يُشار إلى أن العلاقات الروسية-الأمريكية خصوصاً، والروسية-الغربية عموماً، متوترة منذ سنوات، لاسيما بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم الأوكرانية، والحرب في أوكرانيا والنزاع في سوريا، إضافة إلى تسميم المعارض الروسي أليكسي نافالني.

تحميل المزيد