كشفت قناة "كان" الإسرائيلية، الجمعة 19 مارس/آذار 2021، عن لقاء جمع رئيس الشاباك نداف أرغمان برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في وقت سابق هذا الأسبوع، وجه فيه رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي "تحذيراً قوياً" وجهاً لوجه للرئيس الفلسطيني بعدم التوجه للانتخابات بمشاركة حماس، ولكن أبومازن رفض ذلك، بحسب القناة.
الاجتماع الذي كشفت عنه القناة الإسرائيلية قالت إنه جاء بعد انقطاع مباشر عن الاتصال بين الطرفين لفترة طويلة، وتناول 3 مواضيع رئيسية، أهمها الانتخابات الفلسطينية، والشراكة السياسية مع حركة حماس، وثانيها تحقيق الجنائية الدولية.
من جانبه، أوصل رئيس الشاباك لأبومازن رسالة أكد فيها أن رئيس السلطة يرتكب أخطاء جسيمة سيجد صعوبة في التراجع عنها لاحقاً، وستؤدي لفقدان هيبته وقوته السياسية، حسب زعمه.
القناة أشارت كذلك إلى أنه تزامناً مع لقاء أرغمان وأبومازن، وصل مندوب أمريكي سراً إلى المقاطعة وقدم لأبومازن تحذيراً مماثلاً.
بحسب القناة، فإن خشية كبيرة تعيشها كل من إسرائيل والولايات المتحدة بأن تؤدي مفاوضات فتح وحماس التي عقدت في القاهرة، وما ينجم عنها من حلول سياسية وانتخابات قريبة، إلى إعادة تموضع حماس في الضفة الغربية وتولي الحركة بعض الحقائب الوزارية في الحكومة الفلسطينية المقبلة.
مقترح حماس.. وانقسام فتح
وكان نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري قد اقترح على أمين سر حركة فتح جبريل الرجوب، بالمشاركة بالانتخابات الفلسطينية ضمن قائمة مشتركة، ضمن صيغة تضمن للحركتين تخصيص 40% من المقاعد لكل منهما، و20% أخرى لفصائل أصغر.
وعلى الرغم من أن هذا المقترح مرفوض من قبل الرئيس الفلسطيني، إذ يشترط في أي قائمة أن تكون لحركة فتح حصة 51% من المقاعد، إلا أن المفاوضات بين الطرفين ما زالت جارية.
في غضون ذلك، تلوح أزمة فتح الداخلية في أفق الاستعداد للانتخابات، حيث طرد أبومازن ابن شقيقة عرفات ناصر القدوة الذي كان وزيراً للخارجية من الحركة هذا الأسبوع وأوقف تحويل الأموال إلى "مؤسسة عرفات" التي يرأسها القدوة.
فيما أوضح القدوة بنفسه أنه ينوي ترأس قائمة مرشحين أمام القائمة الرسمية لفتح، كما أوضح مروان البرغوثي من زنزانته أن رجاله سيخوضون الانتخابات بمعزل عن القائمة التي وافق عليها أبو مازن وسيخوض الانتخابات الرئاسية الفلسطينية في أغسطس/آب المقبل.
ليس هذا فقط، أيضاً محمد دحلان الذي يقضي وقته بين أبوظبي والقاهرة، أوضح أنه ينوي خوض الانتخابات الفلسطينية تحت اسم "التيار الديمقراطي"، وهو ما قد يسحب من رصيد حركة فتح أيضاً.
محادثات القاهرة
كان توقيع الرئيس الفلسطيني مرسوم إجراء الانتخابات الفلسطينية خطوة هامة على طريق المصالحة وتوحيد الصف الفلسطيني، المنقسم بين فتح التي تتولى الأمور في الضفة الغربية، وحماس التي تحكم قطاع غزة منذ نحو 15 عاماً، خصوصاً بعد الإجراءات التي اتخذها الرئيس الأمريكي السابق من نقل سفارة واشنطن للقدس المحتلة، وإعطاء الضوء الأخضر لتل أبيب لضم معظم أراضي الضفة الغربية.
في هذا السياق جاءت المحادثات الفلسطينية في العاصمة المصرية القاهرة، والتي انطلقت الإثنين 8 فبراير/شباط، حيث يتعين على وفد فتح برئاسة جبريل الرجوب، ووفد حماس بقيادة صالح العاروري محاولة إزالة العقبات القانونية والأمنية والفنية من أجل سلامة الانتخابات الفلسطينية.
وبجانب فتح وحماس، يشارك في اجتماعات القاهرة جميع الفصائل والأحزاب الفلسطينية الرئيسية، مثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.