تحولت تصريحات دعا فيها الفريق ضاحي خلفان، نائب رئيس شرطة دبي، للدفاع عن مكة المكرمة، إلى سيل عارم من انتقادات المغردين السعوديين عبر مواقع التواصل، وهو ما أجبره على الرد عليهم في محاولة للدفاع عن نفسه أمام تشكيك الكثيرين.
التغريدة الرئيسية التي نالت هذا الكم من الانتقادات نشرها ضاحي خلفان المعروف بمنشوراته الجدلية، الأحد 14 مارس/آذار 2021، ودعا فيها "أهل السنة" إلى حشد الجيوش للدفاع عن مكة المكرمة أمام ما قال إنه هجوم إيراني محتمل.
وطالب الفريق خلفان في تغريدته بتنظيم مناورة دفاع عن "بيت الله"، حيث قال: "اجمعوا مئات الآلاف من المقاتلين وأحيطوا بمكة من جميع الجهات واقسموا أننا نفديها بالأرواح يا أهل السنة".
أقوال خلفان لاقت انتقاداً كبيراً من المغردين السعوديين، معتبرين أن الحديث عن دعوة لحماية مكة المكرمة هو إهانة لقيادة المملكة.
حسابات سعودية موثقة انتقدت تصريحات خلفان، منها ما قاله فيصل بن تركي بن فيصل، بأن "خادم الحرمين الشريفين، وخلفه دولة ورجال خصهم الله بحماية المقدسات".
فيما قال الأمير عبدالرحمن بن مساعد، في تغريدة دون أن يذكر خلفان بشكل مباشر: "إذا توالت إساءتك لي بشكل متكرر فلن أقبل أن يكون عذرك: هل تشكك في محبتي لك؟ نعم سأشكك وإذا كانت هذه الإساءات تعبر عن المحبة فأعفني من محبتك علّني أعدم محبتك..!".
كما علق المحلل السعودي سلمان الأنصاري، رئيس لجنة العلاقات السعودية الأمريكية، المعروفة باسم "سابراك"، على تغريدة خلفان، بخبر عن حجم الصادرات الإيرانية إلى الإمارات.
خلفان يبرر ويدخل في جدال
ووسط هذه الانتقادات، غرد خلفان ثانية محاولاً تبرير وجهة نظره قائلاً: "فقط أريد أن أوضح مسألة للذين يحاولون أن يشككوا في حبي للمملكة، على صدري وسام الأمن السعودي تقلدته عندما كان كثير من هؤلاء أطفالاً".
وفي تغريدة لاحقة، قال خلفان: "بالأمس هاجمت المشروع الصفوي، وهذا المشروع حتى مشايخ الشيعة العرب هاجموه ونددوا به، هناك فرق بين التشيع الفارسي والشيعة العرب".
كما دخل خلفان في نقاش مع حساب باسم "الجوهرة" على تويتر، بعدما وصفت تغريدته بأنها "غير موفقة"، وقالت إن "أبناء وبنات السعودية قادرون على الدفاع عن مكة المكرمة ولسنا بحاجة لأي أحد"، ليرد عليها خلفان قائلاً: "لا تأخذي الموضوع كما تتصورين، فقط إشارة إلى حجم السنة 90% في مواجهة المشروع الصفوي".
ولكن حساب الجوهرة عاد فقال إن "القول بجمع مئات آلاف حول مكة هو استفزاز"، فرد خلفان: "تكلمت عن مناورة… من ممكن يأتي بدون إرادتكم"، كما أضاف: "القصد لم يكن بسوء النية التي تتحدثين عنها، ثم دفاع المسلم عن بيت الله ليس جريمة، هذه إشارة عابرة كانت تعبر عن حجم التماسك المطلوب لمشاريع هدامة".
حساب "الجوهرة" كان واحداً من العديد من حسابات شخصيات سعودية انتقدت تصريحات ضاحي خلفان.
ليست المرة الأولى
كان القائد السابق لشرطة دبي، ضاحي خلفان، نفسه في ورطة أمام السعوديين، الشهر الماضي، حينما أثارت محاولة دفاعه عن المملكة ضد التقرير الاستخباراتي الذي نشرته أمريكا حول مقتل الصحفي البارز جمال خاشقجي، موجة انتقادات على شبكات التواصل.
خلفان وعلى حسابه في تويتر، نشر تغريدة فهم منها السعوديون أنه يسيء فيها لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وكتب: "نتوقع من إدارة بايدن كحد أدنى، أن تشترط محاسبة سعود القحطاني، من أجل عودة العلاقات الطبيعية مع الرياض، فإذا لم يتم تفكيك ذلك الجهاز الإجرامي المحيط بابن سلمان، فسيكون هناك المزيد من الضحايا".
أراد خلفان من هذه التغريدة الدفاع عن المملكة وتسخيف التقرير الاستخباراتي الأمريكي، الذي أورد اسم سعود القحطاني كأحد المتورطين في قتل خاشقجي، وهو ما يتضح في تغريدات لاحقة كتبها خلفان عن القحطاني، وهاجم فيها التقرير الأمريكي.
لكن خلفان لم يشِر في تغريدة "الشبكة الإجرامية المحيطة بالأمير محمد" إلى أنه اقتبسها من مقال كتبته هيئة التحرير في صحيفة Washington Post (يمكن الوصول إليه من هنا) عقب صدور التقرير الأمريكي، حيث أشارت الصحيفة إلى ضرورة معاقبة القحطاني الذي اعتبرته مسؤولاً عن العديد من الانتهاكات.
في تغريدات لاحقة لهذه التغريدة، استهزأ خلفان بورود اسم القحطاني، وما كتبته الصحيفة الأمريكية، وكتب: "يعني الآن المشكلة العظمى لامريكا مع السعودية، سعود القحطاني!".
لكن هذا الخطأ الذي ارتكبه خلفان أثار غضباً واسعاً بين سعوديين هاجموا تغريدته التي اضطر إلى حذفها فيما بعد، لكنها لا تزال تظهر على محرك البحث جوجل، فضلاً عن التقاط مستخدمين في تويتر صوراً لها قبل حذفها.