أعلنت وزارة الخارجية السودانية، في بيان رسمي، الإثنين 15 مارس/آذار 2021، أن رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، طالب كلاً من الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بالتوسط، بشكل رسمي، لحل أزمة سد النهضة.
الوزارة قالت في بيانها، إن "الخرطوم تشعر بالقلق إزاء تصريحات إثيوبيا بعزمها على ملء ثانٍ لسد النهضة في يونيو/حزيران 2021، دون اتفاق ملزم يضمن تبادل المعلومات وضمانات التشغيل والإدارة البيئية والاجتماعية، كما تؤكد أن أي إجراء أحادي الجانب للملء سوف يلحق الضرر بالسودان ويهدد أمنه القومي".
الآلية الرباعية للوساطة
اقترح السودان من قبل بالفعل فكرة الآلية الرباعية للوساطة، وهي خطوة تؤيدها مصر، بعد أن أصاب الجمود جهود الوساطة التي يقودها الاتحاد الإفريقي.
في المقابل فقد سبق أن قال وزير الري السوداني، ياسر عباس، إن بلاده "من حقها الدفاع عن أمنها القومي عبر جميع السبل المشروعة إذا فشلت مساعي توسيع دائرة مفاوضات سد النهضة (الإثيوبي)".
جاء ذلك في إجابة لـ"عباس" خلال مقابلة مع صحيفة الشروق المصرية الخاصة، رداً على سؤال بشأن "السيناريوهات المستقبلية السودانية، لاسيما مع اقتراب موعد الملء الثاني لسد النهضة في يوليو/تموز المقبل".
أوضح عباس أن "السودان يعمل جاهداً للتوصل لاتفاق قبل الملء الثاني للسد، لذا اقترحنا توسيع دائرة المفاوضات". وأضاف: "فإذا فشلت تلك المساعي فمن حقنا الدفاع عن أمن السودان القومي ومواطنيه عبر جميع السُّبل المشروعة التي تكفلها لنا القوانين الدولية"، دون أن يوضحها.
في حين قال نيد برايس المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، يوم الإثنين، إن واشنطن ترغب في استئناف مفاوضات سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا. وقالت الخارجية الأمريكية إنها تدعم جهود حل الخلاف حول سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا.
نقاط المفاوضات
عباس ذكر أن "النقاط العالقة بالمفاوضات تتعلق بنظم وآليات ملء وتشغيل السد، وتبادل المعلومات والبيانات، وكيفية التعامل مع سنوات الجفاف المتعاقبة والممتدة".
أكد أنها "نقاط محدودة يمكن الوصول فيها لاتفاق متى توافرت النوايا الحسنة والإرادة السياسية".
يُذكر أنه في 9 مارس/آذار رفضت إثيوبيا مقترحاً سودانياً أيدته مصر أواخر فبراير/شباط الماضي، يقضي بتشكيل وساطة رباعية دولية تضم الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحادين الأوروبي، والإفريقي، لحلحلة مفاوضات "سد النهضة" المتعثرة على مدار 10 سنوات.
عقب زيارة رئيس وزراء السودان عبدالله حمدوك، الخميس، للقاهرة، أعادت مصر والسودان تمسكهما بالمقترح، والسعي لتكثيف اتصالات دولية في هذا الصدد؛ "حفاظاً على الاستقرار الإقليمي"، وفق بيان للرئاسة المصرية.
في حين تصر إثيوبيا على بدء الملء الثاني لـ"سد النهضة" في يوليو/تموز المقبل، بينما تتمسك مصر والسودان بالتوصل أولاً إلى اتفاق ثلاثي؛ حفاظاً على حصتهما السنوية من مياه نهر النيل.
فيما تتعثر مفاوضات يقودها الاتحاد الإفريقي منذ أشهر وتوقف انعقادها منذ يناير/كانون الماضي، عقب مطالبة سودانية بتغيير منهجية التفاوض مقابل تحفظ إثيوبي.